وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

البرغوثي:مواجهة التعنت الاسرائيلي يكمن في اعلان الدولة

نشر بتاريخ: 09/12/2010 ( آخر تحديث: 09/12/2010 الساعة: 17:44 )
رام الله-معا- قال النائب مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، ان اعلان واشنطن وقف الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان هو نعي لعملية السلام الجارية.

واكد البرغوثي، خلال مؤتمر صحفي عقده في مركز وطن الاعلامي، ان اعلان واشنطن هو اعلان لفشل الدور الاميركي كوسيط، وان هذا ناجم عن الانحياز لاسرائيل نتيجة تاثير اللوبي الاسرائيلي اولا، والارتباطات الاستراتيجية المفرطة بين اميركا واسرائيل على حساب المصلحة الاستراتيجية للمنطقة والسلام، وحتى على حساب المصلحة الاستراتيجية بعيدة المدى للولايات المتحدة نفسها كما ذكر بتريوس قائد القيادة المركزية الاميركية.

وقال البرغوثي، ان الاعلان الاميركي بمثابة نهاية لطريق اوسلو، ولكل المراهنات على المفاوضات مع حكومة نتنياهو التي تمثل حكومة للمستوطنين والتوسع الاستيطاني ونظام التمييز العنصري.

كما اشار البرغوثي، الى تعاظم التاييد لشعبنا من خلال اعتراف البرازيل والارجنتين بالدولة الفلسطينية على حدود 67، والاورغواي ودول اخرى ستعترف بالدولة مثل فنزويلا والاكوادور، معربا عن امله في ان تحذو دول اخرى حذو تلك الدول.

واكد البرغوثي، ان اسرائيل بدات تدخل في حالة عزلة دولية وانها لا تجد من يدعم سياستها سوى العنصريين من امثال فلدرز، الذي جاء من هولندا وهو من انصار التمييز العنصري في هولندا واوروبا، وكل الاحزاب العنصرية الاخرى لتجد اسرائيل نفسها مع نفايات العالم التي تدعم الفصل العنصري.

واوضح البرغوثي، ان المبادرة الوطنية دعمت موقف الرئيس محمود عباس ابو مازن رفض التفاوض في ظل الاستيطان، خاصة في القدس لان استمرار المفاوضات في ظل الاستيطان المستعر سيكون بمثابة منح الغطاء للتوسع الاستيطاني ومنظومة الابارتهايد التي تنشئها اسرائيل وتدمر امكانية اقامة دولة فلسطينية مستقلة.

واعرب النائب مصطفى البرغوثي، عن امله في ان يستمر الموقف الفلسطيني برفض اية مفاوضات مباشرة ام غير مباشرة مادام الاستيطان مستمرا، محذرا من الفخ الجديد الذي تحاول اسرائيل نصبه للفلسطينيين، وان كل ما تسعى اليه هو مزيد من كسب الوقت لاستكمال مشروعها في الضم والتهويد عبر مفاوضات تقارب مرة اخرى.

واضاف البرغوثي، انه من السخرية ان تتم الدعوة لمفاوضات تقارب بعد انهيار المفاوضات المباشرة، بسبب التعنت الاسرائيلي واصرارها على مواصلة الاستيطان مشبها ذلك بمن يحاول ان ينظم حفل خطوبة بعد فشل العرس.

وقال البرغوثي، ان العودة الى الحديث عن اتفاق اطار هدفه ادخالنا في مفاوضات عقيمة من اجل الوصول الى اتفاق جزئي وانتقالي جديد يكرر خطيئة اوسلو على شكل اسوأ.

وتابع، بأن الوعود ما زالت تتكرر منذ مفاوضات انابوليس، بأن المفاوضات ستنتهي خلال عام ويبدو ان هذا العام لن ينتهي ابدا بل سيستمر لعقود.

واكد النائب البرغوثي، ان ما يطرحه الاسرائيليون هو اتفاق اطار مقابل تقديم الفتات كالحديث عن السماح بتصدير بعض السلع من غزة، وان تعاد للسلطة بعض السيطرة على مناطق جرى احتلالها خلال الانتفاضة عام 2002، مؤكدا ان الهدف من وراء ذلك كسب الوقت ومنع الفلسطينيين من اتخاذ النهج البديل المؤثر والفاعل والحقيقي.

واشار البرغوثي، الى ان ما يحاولون فرضه هو نظرية بناء مؤسسات دولة في مناطق "ا و ب" فقط في منطقة لا تتجاوز مساحة 40% من مساحة الضفة الغربية في "بانتوستانات"، بدون القدس والاغوار والحدود وقطاع غزة وبدون سيادة وبدون سيطرة على الاجواء، واخر بدعة من نتنياهو بدون اي حق في السيطرة على المجال الكهرومغناطيسي مما يبقي الوضع في اطار حكم ذاتي هزيل محكوم بالاحتلال.

واوضح البرغوثي، ان المراهنة على ضغط اميركي على اسرائيل قد فشل وحصل العكس عبر ضغط اسرائيلي على اميركا.

ودعا النائب مصطفى البرغوثي، الى رد فلسطيني فوري من خلال اولا، اعلان منظمة التحرير عن الدولة الفلسطينية المستقلة وحدودها على جميع الاراضي المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس ومطالبة جميع دول العالم، بالاعتراف بالدولة فورا مثلما فعلت الارجنتين والبرازيل، حيث ان هذا هو الاختبار الحقيقي للدول التي تقول انها تدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وتعارض مواصلة الاحتلال.

وثانيا، بناء تراكم دولي من مجموعة من دول العالم مشيرا الى السعي مع قوى اخرى لانتزاع اعتراف دول اوروبية بالدولة الفلسطينية الى جانب التوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة، لانتزاع اعترافها بالدولة مثلما جرى في حالة كوسوفو، التي اعترف بها دولة مستقلة قبل انتهاء الوجود الصربي فيها.

واوضح البرغوثي، ان التوجه الى الجمعية العامة وليس الى مجلس الامن مرده خطورة استخدام الفيتو من قبل اميركا.

كما اكد البرغوثي، على ان الخطوة الثالثة تتمثل في فرض مقاطعة وعقوبات على اسرائيل وسحب الاستثمارات منها ونقل المقاطعة الجارية حاليا من المستوى الشعبي الدولي الى المستوى الرسمي.

واشار البرغوثي، الى ان من بين البديل المطروح هو نهج المقاومة السياسية لتنضم الى المقاومة الشعبية لمواجهة الاحتلال والاستيطان في القدس والاغوار ومناطق "ج"، وهو ما يقتضي الدعوة الى اجتماع وطني جامع لاستعادة الوحدة الوطنية، وانشاء قيادة وطنية موحدة للشعب الفلسطيني واستعادة قوة منظمة التحرير لقيادة النضال ضد الاحتلال وضد نظام التمييز العنصري.

ووجه البرغوثي، التحية للاسرى والاسيرات الذين يحتفل اليوم بتكريم بعضهم وكذلك الى النائب محمد ابو طير، الذي ابعدته سلطات الاحتلال عن القدس عنوة معربا عن تضامنه مع كل النواب لا سيما النواب المعتصمون في مقر الصليب الاحمر في القدس.

كما وجه البرغوثي، التحية الى شعبنا والى اسر الشهداء والاسرى والجرحى الذين ضحوا خلال الانتفاضة التي انطلقت شرارتها عام 87 والتي تصادف ذكراها اليوم، وان هذه الذكرى تشكل مناسبة لاستعادة تقاليد وروح المقاومة الشعبية، داعيا الى المشاركة في مسيرة بلعين التي ستنظم غدا بهذه المناسبة.