وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل نقول فشل المفاوضات ام تعثر المفاوضات ؟

نشر بتاريخ: 10/12/2010 ( آخر تحديث: 10/12/2010 الساعة: 13:03 )
بيت لحم-معا- من المقرر ان يصل المبعوث الامريكي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل الى اسرائيل يوم الاثنين القادم في مسعى منه لاستئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين.

وسيلتقي ميتشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

ويذكر ان يتسحاق مولخو مبعوث رئيس الوزراء الاسرائيلي نتيناهو اجتمع في واشنطن الليلة مع وزيرة الخارجية الامريكي هيلاري كلينتون ومع المبعوث ميتشل وافراد طاقمه في محاولة لتحديد الية جديدة تسمح بمعاودة المفاوضات.

ومن المقرر ان تلتقي الوزيرة كلينتون اليوم الجمعة مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ورئيس طاقم المفاوضات صائب عريقات في اطار هذه المساعي

من جهته نفى الرئيس محمود عباس نية رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الالتقاء بمسؤولين إسرائيليين في الولايات المتحدة الأميركية، مجددا التأكيد أن لا مفاوضات مع تل أبيب في ظل الاستيطان.

وأشار إلى أن عريقات سيطّلع في واشنطن على "حقيقة ما جرى بين الطرفين الأميركي والإسرائيلي" وستقتصر لقاءاته على وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي جورج ميتشل، وأنه لن تكون هناك لقاءات "خلف الستار" بين عريقات ومسؤولين إسرائيليين.

وأضاف أن الجانب الفلسطيني ملتزم بالمرجعيات العربية لعملية السلام، وأن الخطوة التالية ستحدد بعد اجتماع لجنة المتابعة العربية.

وأكد عباس عقب لقائه الرئيس حسني مبارك في القاهرة أنه لا يمكن الاستمرار في المفاوضات مع إسرائيل ما لم توقف عمليات الاستيطان

وتناولت صحف أميركية وبريطانية مفاوضات السلام المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين بالنقد والتحليل، في ظل تخلي الولايات المتحدة عن مطالبتها إسرائيل تجميد النشاط الاستيطاني مدة ثلاثة أشهر، وتساءل بعضها عن الخطة البديلة المحتملة؟.

فقد تساءلت مجلة تايم الأميركية عما سمتها "الخطة باء" بعد التخلي الأميركي عن مطالبة إسرائيل تجميد الاستيطان من أجل استئناف مفاوضات السلام المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟.

ونسبت تايم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله للمستوطنين في عام 2002 إنه يعرف ماهية أميركا، وإنه يعرف أنه يمكن جعل أميركا تعدل رأيها، مضيفة أن ذلك ما حدث بشأن تجميد النشاط الاستيطاني، حيث رضخت واشنطن وتراجعت عن مطالبة تل أبيب بتجميد الاستيطان، وسط عناد الأخيرة ورفضها للإغراءات الأميركية الكبيرة.

وكانت الولايات المتحدة حثت إسرائيل على الموافقة على تجميد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، في مقابل تقديم واشنطن إغراءات كبيرة لتل أبيب، تتمثل في منحها امتيازات دبلوماسية وأسلحة عسكرية متطورة بمليارات الدولارات، على أمل استئناف المفاوضات المتعثرة.

ومن جانبه ألقى الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي بالملامة على القادة الفلسطينيين بدعوى عدم انضمامهم إلى ما وصفه بـ"فريق المتفائلين"، وبدعوى اتهامهم الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن قراره التخلي عن مطالبة تل أبيب بتجميد الاستيطان شكل أزمة لعملية السلام برمتها.

وأما مكتب نتنياهو فعبر عن ابتهاجه للقرار الأميركي، وقال نير هيفيز الناطق باسم نتنياهو "لقد قلنا لكم منذ البداية إن الاستيطان ليس هو جذر الصراع، وإنه كان مجرد ذريعة فلسطينية لرفض التفاوض"، مضيفا أن "الاستيطان هو عرض من أعراض الصراع وليس سببا من أسبابه، سواء أجُمّد 90 يوما أو 900 يوم، فالأمر سيان".

وأضافت تايم أنه بالنسبة للفلسطينيين فإن مسألة تجميد الاستيطان تعد اختبارا لنوايا نتنياهو بشأن مدى استعداده للانسحاب من أراض محتلة.

ومن جانبها تساءلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن سبب تخلي الولايات المتحدة عن مطالبتها إسرائيل بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية؟. موضحة أن قلة من المحللين كانوا صفقوا للمباحثات الأميركية الإسرائيلية الشهر الماضي بشأن تجميد الاستيطان 90 يوما، مقابل تقديم واشنطن امتيازات وأسلحة عسكرية بمليارات الدولارات.

وأشارت إلى أن المحللين غير المتفائلين كانوا تساءلوا بشأن احتمالات موافقة الوزراء الإسرائيليين الداعمين للاستيطان على تجميده؟، وبشأن احتمالات قبول الفلسطينيين لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية باستثناء القدس؟، وبشأن مدى استطاعة الجانبين منع المباحثات من الانهيار خلال مدة الـ90 يوما المقترحة؟، وفي أسوأ الأحوال منع اندلاع العنف بينهما من جديد؟.

وأما بشأن سبب تخلي واشنطن عن استمرارها في مطالبة تل أبيب بتجميد الاستيطان لثلاثة أشهر، فقالت الصحيفة إن أميركا أدركت أن الطريق وعرة، وأنها كانت تسير في مسار فاشل لا يؤدي إلى نتيجة، ومن الحكمة اتباع طريق جديد، بالإضافة إلى الاتهامات المتبادلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأوضحت أن الإسرائيليين أرادوها مباحثات مباشرة دون شروط، وأن الفلسطينيين عارضوا بدء أي مباحثات دون قيام تل أبيب بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيتشاور مع نظيره المصري حسني مبارك الخميس، ثم مع الجامعة العربية في نهاية الأسبوع الجاري، بشأن الخطوة التالية.

وأما صحيفة ديلي تلغراف فقالت في افتتاحيتها إن عملية السلام في الشرق الأوسط على حافة الهاوية، مضيفة أنه يجب على الإسرائيليين والفلسطينيين استئناف مفاوضات السلام المباشرة، حتى ولو لم يتم تجميد الاستيطان.

وأوضحت أن رفض تل أبيب تجميد نشاطها الاستيطاني في الضفة الغربية يهدد بتعريض عملية السلام برمتها للخطر، مشيرة إلى تصريحات عباس المتثلمة في قوله إن المباحثات تمر بحالة أزمة.

كما أشارت ديلي تلغراف إلى احتمال سعي الجامعة العربية إلى دفع الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية من جانب واحد، وهو ما من شأنه إشعال المنطقة، داعية الطرفين إلى استئناف المفاوضات المباشرة حتى في ظل استمرار النشاط الاستيطاني.