|
الأسطل : التقاطع والتدابر والتنافس على الشهوات من أعظم أسباب هلاكنا
نشر بتاريخ: 10/12/2010 ( آخر تحديث: 10/12/2010 الساعة: 19:03 )
غزة -معا- قال الشيخ ياسين الأسطل اليوم في خطبة الجمعة اليوم بمسجد الحمد والتي بعنوان :( مع العام الهجري الجديد) إن ما نحن أهل فلسطين فيه اليوم من التقاطع والتدابر والتنافس على الشهوات كالمال والجاه والتعالي والتكبر على العباد ، و التنافس بين الجماعات والأحزاب السياسية على نيل المناصب الدنيوية ، والمراتب المالية والترؤس على الخلائق بغير حق اعتماداً على بسطةٍ في المال ، أو سعةٍ في الجاه ، أو كثرةٍ في الأتباع ووفرة في السلاح ؛ لهو من أعظم أسباب هلاكنا كأمة لها حقوق مغتصبة ، وأرض منتهبة ، وقدس مدنسة ، ونصفها محصورون ومسجونون في بلادهم ، والنصف الآخر من الناس مشردون في بلاد مجاورة أو بعيدة ، عدونا اجتمعت على ظلمنا وقهرنا كلمته ، واشتدت علينا سطوته ، يلهب ظهورنا بسياطه ، ويقيد أرجلنا وأيدينا بنياطه ، يفسد علينا الهواء ، ويسلب منا الماء ، ونحن بأنفسنا عنه مشغولون ، بعضنا يلعن أخاه ، وغيره يكفر أباه ، وأخر يقتل جاره ، وذا يُخَوِّنُ ذا ، يتنابزون بالألقاب ، ويمتارون بالنميمة والاغتياب ، يذيعون الشائعات بالكذب غير مستبصرين ، ويلقون بالاتهامات جزافاً لا مبالين ،
وتساءل فضيلته : أين الأحلام ذهبت ، بل أين العقول عزبت ، أنسينا قول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }الحجرات12، بل إننا عصينا قوله عز وجل : {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46، وأضاف : البدار البدار والنجاء النجاء ، أطيعوا الله ربكم ، واتبعوا محمداً - صلى الله عليه وسلم رسولكم - ،، وناصحوا ولاة أمركم كما أمركم الله تعالى فقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59 ، ولا تغشوهم بالمداهنة فذو الوجهين ملعون ، ولا تبهتوهم بالباطل لتخرجوا من طاعتهم لقوله صلى الله عليه و سلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى قال صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة " وبين: أن الخروج على الجماعة والتفرق في الدين من أعظم ما ابتلي به المسلمون على مر الزمان وإلى يومنا هذا ، وهو مؤدٍ بالمسلمين إلى أن يستبيح بعضهم أعراض وأموال ودماء بعض ، يريد أهل الخصومة والتفرق الخارجون عن الجماعة من ذلك كله أن يتقرب بعضهم بدم أخيه إلى الله ليدخل الجنة كما يظن المسكين ، وهذا- ولاشك - مخالفٌ لهداية الإسلام نصاً وروحاً ، ومضادٌ للغاية النبيلة والرسالة العظيمة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، والتي لا تتم إلا بشعور الإنسان أي إنسان بعصمة دمه وماله وعرضه ، كما أوضح: بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل المنافق المعلوم نفاقه حتى لا يقول الناس إن محمداً يقتل أصحابه ، فيمتنعون عن الدخول في الدين خوف القتل وحري بنا يا عباد الله أن نصدق الله ثم الناس ، فنعمل وفق ما نعلم ، ولا يخالف قولنا عملنا ، فهذا حال السلف الأولين والخلف الصالحين . |