وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خاطر: المؤتمر الإسلامي المسيحي ببيت لحم سيفتتح بايات من الكتب السماوية

نشر بتاريخ: 11/12/2010 ( آخر تحديث: 11/12/2010 الساعة: 19:05 )
بيت لحم- معا- عقدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اليوم السبت مؤتمرا صحفيا في إطار التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الإسلامي المسيحي الدولي الأول في الرابع عشر من الشهر الجاري في قصر الجاسر ببيت لحم.

وتحدث في المؤتمر الصحفي الأمين العام للهيئة الدكتور حسن خاطر مؤكدا أنه سيتم افتتاح المؤتمر بآيات من الكتب السماوية الثلاث القران الكريم والإنجيل والتوراة، بمشاركة وفود أجنبية من أكثر من دولة في العالم، ومشاركة متنوعة تعكس التنوع الديني داخل فلسطين، حيث سيشارك فيه لفيف من رجال الدين من المسلمين والدروز والمسيحيين، واليهود السامريين ويهود ناطوري كارتا، إضافة لشخصيات سياسية ودبلوماسية ووطنية عامة.

وأشار الأمين العام إلى أن فلسطين منذ قديم الزمان هي مثال للتنوع والتسامح الديني، قائلا: "فلسطين أرض الديانات السماوية وأرض الأديان، مؤكدا أن جمع هذا الحشد الغفير من اتباع الديانات ليس من أجل رسم صورة هذا التنوع الجميل فقط، وإنما من أجل مناقشة قضايا جوهرية لا تهم الشعب الفلسطيني وحده، بل تهم العالم أجمع وتعني أتباع الديانات جميعا.

واضاف أن اوراق العمل التي ستناقش في المؤتمر هي كتابة وأفكار ورؤى مشتركة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين وتدور حول محورين رئيسيين:
الأولى تتعلق بالدولة الدينية في مقابل الدولة الديمقراطية وتعرض (إسرائيل) نموذجا، حيث تريد إسرائيل فرض الدولة اليهودية على العالم أجمع وليس على الفلسطينيين فقط، وهذا توجه خطير سيترتب عليه مآس جديدة للشعب الفلسطيني والعالم، ومناقشة هذا الموضوع يمكن أن يسهم في إضاءة مستقبل المنطقة بصورة عامة، وإضاءة المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها المنطقة على يد ترتيبات الاحتلال واجتهاداته المدفوعة بهذا الاتجاه.

أما الورقة والمحور الثاني فسيكون حول التسامح الديني في ظل النزاعات، فالتسامح لا يمكن أن يكون له معنى إلا في ظل النزاعات، ففي ظل توازن القوى يكون هناك تسامح يفرضه الأمر الواقع، أما التسامح الديني في ظل النزاع فنبع من روح الدين، ويعكس مدى وجود طاقة وتعاليم في الدين تدفع في هذا الاتجاه!. ولكن نحن حرصنا وسنحرص على أن لا يكون هذا التسامح بأي حال من الأحوال على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأضاف الدكتور خاطر "ان هذه الأوراق وما تثيره من نقاشات وملاحظات من خلال الضيوف والمشاركين ستجمع وتنشر في مطبوعة واحدة تصدر عن الهيئة الإسلامية المسيحية ورابطة أديان من أجل السلام".

وفي رد الدكتور خاطر على اسئلة الإعلاميين قال: "ان المؤتمر الإسلامي المسيحي الدولي الأول في صميم القضية الفلسطينية ومحاولة لتجسيد العلاقة الإسلامية المسيحية بهذا التنوع وهذا الحجم من أجل مناقشة هذه القضايا الساخنة والحساسة كشعب واحد وأصحاب قضية واحدة وهذا في حد ذاته يعتبر خدمة كبيرة للقضية الفلسطينية ويعكس التنوع والوحدة الفلسطينية، إضافة إلى أن هذا المؤتمر يعقد بالتنسيق والتعاون مع منظمة أديان من أجل السلام التي تضم في عضويتها ملايين من الأعضاء من مختلف دول العالم، وتتبني المنظمة هذا المؤتمر وما سيصدر عنه من نقاشات وأوراق ستساهم في إيصال الصوت الفلسطيني الإسلامي المسيحي إلى مختلف أنحاء العالم وسيكون له الدور الكبير في مخاطبة المجتمع الديني في العالم، حيث يتجاوز هذا الخطاب الديانات السماوية الثلاث إلى الديانات جميعها في العالم حتى الوثنية منها، كما أن المواضيع التي يناقشها المؤتمر تساهم في تفويت الفرصة على الاحتلال في فرض هذه النماذج السيئة والسلبية المتعلقة بيهودية الدولة على الشعب الفلسطيني والعالم أجمع، فهذا المؤتمر يكشف للعالم مخاطر التوجة الإسرائيلي لفرض يهودية الدولة، كما أن زيارة شخصيات عالمية بارزة لفلسطين سيساهم في أن يرى العالم ويعيش معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

وحول التسامح الديني لدولة الاحتلال أضاف الدكتور خاطر "أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منحت الموافقة للوفد الأردني المشارك في أعمال المؤتمر بدخول أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية فقط مع اشتراط عدم دخول القدس، وهذا يعكس مدى التسامح والتعايش الديني لدى الاحتلال الاسرائيلي".

وحول رسالة المؤتمر قال الأمين العام: "ان المؤتمر يبعث برسالة قوية وواضحة مفادها التأكيد على التنوع الديني في فلسطين حيث أن هذه البلاد هي أرض مقدسة ومباركة وهذا سيعطي المواطن الفلسطيني والإنسان في العالم أن هذا التنوع حاضر وبقوة فيها، ويؤكد على أن الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين هم في صف واحد في مواجهة الاحتلال ونصرة الحق ومواجهة الظلم.