|
ما هي اسباب فوز محمد الحلاق بجائزة النزاهة لعام "2010"...؟
نشر بتاريخ: 11/12/2010 ( آخر تحديث: 12/12/2010 الساعة: 08:55 )
رام الله- معا- "انا مبسوط ونفسي اصبح مثل والدي"، هكذا كان تعبير الطفل مالك محمد الحلاق (12 عاما)، حينما شاهد والده محمد الحلاق يتسلم جائزة النزاهة في القطاع العام لعام 2010، وسط فرحة اولاده وزوجته وامه بحصوله على هذه الجائزة التي اعتبرتها والدته من جانبها شهادة بانها احسنت تربية ولدها محمد الحلاق على الاخلاق الحميدة والتطوع في خدمة شعبه ووطنه.
حصول الموظف محمد الحلاق الذي يشغل منصب مدير عامة دائرة النقل الحكومي المكلف، في وزارة المواصلات، على جائزة النزاهة لهذا العام لم تأت لمجرد ترشحه لهذه الجائزة، بل جاءت كمحصلة لمجموعة خطوات واجراءات ابداعية من قبلها للحفاظ على المال العام وضبط انفاقه وفق القانون، ما ساهم في حصوله على هذه الجائزة السنوية التي ينظمها ائتلاف "أمان" سنويا. وحسب ما اكده، الحلاق في حديث خاص لـ(معا)، فانه قام بمجموعة اجراءات وخطوات يعتبرها بالغة الاهمية فيما يخص ضبط استخدام المركبات الحكومية من خلال ابتداع وسائل وطرق واجراءات ابرزها، المبادرة باتخاذ قرار بتسيير دوريات لمراقبة حركة المركبات الحكومية على الطرق وضبط كل من يخالف الانظمة والقوانين، اضافة الى اقتراح مجموعة من الاجراءات الجديدة المرتبطة بترخيص هذه المركبات وضبط هذه العملية استنادا للقوانين المعمول بها داخل الوزارة والمؤسسات التابعة لها. واوضح ان انطلاق حملة مراقبة حركة المركبات على الطرق ادت الى اكتشاف ما بين 400 الى 500 مركبة حكومية في حوزة اشخاص ويستخدمونها لاغراض شخصية خارج اطار الوظيفة العمومية، مشيرا الى ان اليات الرقابة على استخدام المركبات الحكومية لم تكن موجودة في سنوات سابقة الامر الذي ادى الى نشر الوعي المجتمعي وزيادته اهمية التبليغ عن اية تجاوزات او اساءة لاستخدام هذه المركبات التي هي ملك عام وليست ملكا لافراد. واشار الى ان هذه الاجراءات حظيت باحترام وتقدير المجتمع، موضحا ان الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل تواصل الى اتخاذ اجراءات خاصة بالمركبات الحكومية التي كانت تحمل لوحة تسجيل خضراء، حيث تم تمييز هذه المركبات بلوحة تسجيل تبدأ برقم 6 وتنتهي برقم 99 الامر الذي يسهل على المواطنين ودوريات الرقابة الكشف عن هذه المركبات والتبليغ عنها في حال ارتكاب مخالفات او اساءة استخدام من قبل سائقيها. وتابع الحلاق قائلا: "إن الامر الاخر الذي نجحنا في وزارة المواصلات بثبيته من خلال دعم ومساندة الوزير سعدي الكرنز ورئيس الوزراء د.سلام فياض، تمثل في تطبيق الاجراءات العملية لبيع المركبات الحكومية بالمزاد العلني حيث تم اقامة 28 مزادا علنيا في 36 شهرا ما يعني ان كل شهر ونصف كان هناك مزادا علنيا لبيع المركبات الحكومية المعروضة للبيع". واضاف قائلا: "اضافة الى ذلك نجحنا في ضبط ظاهرة شراء المركبات دون جمارك لصالح اشخاص ادعوا انهم قاموا بشراء هذه المركبات على نفقتهم في حين تبين ان الحقيقة انهم قاموا بشراء هذه المركبات دون تسديد الجمارك للدولة، ما دفع لاتخاذ اجراءات مالية بحقهم لاسترداد المال العام حيث تم ضبط هذه الظاهرة بنسبة 70% وساهم في اعادة اموال بقيمة مالية تقدر بـ 25 مليون شيكل للخزينة العامة في السلطة الوطنية. واوضح الحلاق انه بادر الى العمل من اجل تفعيل الخط المجاني للتبيلغ عن المركبات "النمر الحمر" التي تسير على الطرق بعد الساعة الرابعة عصرا حيث تم ترميز المركبات الممنوعة من الاستخدام بعد الدوام الرسمي باسم الوزارة وشعار السلطة الوطنية وهذا بدوره ساهم في جعل اي سيارة حكومية لا يجوز استخدامها بعد هذه الفترة تبدو كـ"الثور الابرق"، ما يسهل كشفها وتمييزها حتى من قبل المواطنين العاديين. واشار الحلاق الى انه من خلال عمله في الوزارة عمد الى تفعيل الزيارات الميدانية والرقابة على المركبات الحكومية في الوزارات، اضافة الى اتخاذ اجراءات بوقف رواتب وخصم لموظفين اساءوا استخدام هذه المركبات الى حد ان هناك حالات لمركبات حكومية تحمل الارقام الحمراء كانت في الاردن لدى اشخاص اساءوا استخدامها حيث تم استرجاعها وادخالها الى الاراضي الفلسطينية. وقال الحلاق: "لقد شعرت بعد كل هذه الجهود والاجراءات التي قمت بها، وانه بامكاني الترشح لجائزة النزاهة حيث قمت بتعبئة طلب المسابقة لدى مؤسسة امان حيث تم مقابلتي وسؤالي لماذا استحق هذه الجائزة حيث عرضت عليهم مجموعة الاجراءات والخطوات التي جرى ابتداعها من اجل الحفاظ على المال العام وضبط الانفاق وترشيده". وتابع قائلا: "لقد كنت اعتقد انني استحق هذه الجائزة، وعندما فزت بها شعرت بانجاز وبدعم معنوي كبيرين لانني ادركت بانني لست وحدي"، موضحا ان نظرات اولاده وزوجته ولهفة امه اثناء تسلمه الجائزة كانت تعني له الكثير الكثير". واضاف قائلا: "يجب تكريس حقيقة ان المال العام لا يجب ان يترك لاستغلال اشخاص بل مسؤولية الحفاظ عليه هي مسؤولية جماعية وليست فردية فقط "، مشيرا الى ان قرار محكمة العدل العليا بخصوص سحب المركبات الحكومية هو قرار صائب كونه يصب في خانة الحفاظ على المال العام وضبطه. واشار الحلاق الى ان تنفيذ هذا القرار سيتم في منتصف الاسبوع الحالي من خلال اتخاذ مجموعة اجراءات توفر ملايين الشواقل على الخزينة العامة بعد ان كانت تهدر بطريقة غير قانونية. وختم الحلاق قائلا: "إن فوزي بجائزة النزاهة لهذا العام تعني بالنسبة لي البداية وليس نهاية الطريق"، معبرا عن شكره لكل من ساهم في دعمه من داخل الوزارة وخارجها في اداء عمله على اكمل وجه. ومن المقرر ان يقوم الائتلاف بعرض افلام وثائقية حول الفائزين بجائزة النزاهة الذين تصفهم بانهم "ابطال النزاهة"، في اطار توسيع نطاق الاهتمام الشعبي والرسمي والاهلي بضرورة تكريس النزاهة والشفافية في الوظيفة العمومية واستخدام المال العام. |