|
شهادات مريبة لجنود إسرائيليين
نشر بتاريخ: 12/12/2010 ( آخر تحديث: 13/12/2010 الساعة: 12:23 )
بيت لحم-معا- نشرت صحيفة ذي إندبندنت بعض شهادات الجنود الإسرائيليين السابقين الذين ينضوون تحت منظمة "كسر الصمت" بشأن تجاوزات وإساءة المعاملة التي قام بها الإسرائيليون بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واللافت في الأمر أن هؤلاء الجنود السابقين تجرؤوا في الكشف عن هويتهم للمرة الأولى في محاولة لسماع أصواتهم. وجاء ذلك في كتاب "الأراضي المحتلة" الذي أعدته منظمة "كسر الصمت" ليشمل القصص التي وقعت أثناء الحرب على غزة أواخر عام 2008، فضلا عن الممارسات والأساليب الإسرائيلية في الضفة الغربية لتعزيز الاحتلال. فمن ضمن القصص التي رواها أحد الجنود وصفه لاستمتاع الجنود بالحديث مساء عما قاموا به ذلك اليوم أثناء الغزو على غزة 2008. فقد نقل عن أحدهم قوله "بعد طرق الباب وضعنا قنبلة على عتبته، وعندما حاولت المرأة فتحه انفجرت القنبلة وتناثرت المرأة أشلاء". ويتابع "ثم جاء أطفالها ورأوا أشلاءها متناثرة على الجدران، لقد كان مشهدا مثيرا للضحك". ثم ينقل الكتاب القصة ذاتها على لسان الطفلة سميرة (13 عاما) التي قالت "عندما سمعنا قصفا قريبا منا، أمرتنا الوالدة بالدخول إلى غرفة النوم، ووضعت غطاء على رأسها لتفتح الباب. وبعد تفجير والدتها –تقول سميرة- حاولت أن أتصل بوالدي دون جدوى، وحاولت أن أنظر إلى والدتي المغطاة بالسجادة فرأيت بعض ملابسها ولم أر رأسها. وتقول الصحيفة إن القصد من هذه القصص أنها لا تثير الصدمة وحسب، بل تبدو موثقة، وتكشف عن صورة الاحتلال لأكثر من أربعين عاما. ويشير الكتاب إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية –خاصة بالضفة الغربية- تتجاوز الأغراض الدفاعية، وتؤدي بشكل منظم إلى "الضم بحكم الأمر الواقع" للأراضي الفلسطينية عبر تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم. مصطلحات عسكرية ويتناول الكتاب الذي سينشر في 21 من الشهر الجاري، أربعة مصطلحات يتداولها الجيش الإسرائيلي، أولها "الاستباق" وهو ما يسمح بالقيام بأي شكل من أشكال الأعمال العسكرية الدفاعية والهجومية بحجة الوقاية من النشاط الإرهابي. المصطلح الثاني هو "الفصل"، وهذا لا يعني فصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين وحسب، بل فصل الفلسطينيين عن آخرين في الضفة وغزة، من خلال حواجز التفتيش والجدار العازل والطرق الخاصة بالمستوطنين في الضفة الغربية. ثم "نسيج الحياة" وهو مصطلح يستخدمه الجيش الإسرائيلي للتأكيد على أنه يقوم بما بوسعه لضمان الحياة الطبيعية قدر الإمكان للفلسطينيين من حيث المسؤولية عن حركة المدنيين والسلع، وهو ما يتناقض مع ما جاء في الكتاب، إذ إن التحكم بالفقر يبقى بيد القائد العسكري للمنطقة أو حتى بيد جندي في الميدان. ومن بين الأمثلة التي يسردها الكتاب احتجاز الجنود عام 2002 لسائق شاحنة حليب ساعات طويلة بين بلدة يطا ومدينة الخليل حتى فسد نحو ألفي لتر من الحليب. والمصطلح العسكري الرابع هو "تعزيز القانون"، وهو ما يؤكده الكتاب من نظام قانون مزدوج في الضفة الغربية، فبينما يخضع الفلسطينيون للحكم العسكري، لا يمثل المستوطنون إلا أمام المحاكم المدنية. ويصل الكتاب إلى خلاصة تثير الدهشة وهي تخالف وجهة النظر القائلة بأن "إسرائيل تنسحب تدريجيا من الأراضي الفلسطينية"، ولا سيما أن الجنود السابقين يصفون "محاولات الجيش إحكام قبضته على الأراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني |