|
محاميد: اسرائيل تستند على المحرقة النازية لتبرير احتلالها للفلسطينيين
نشر بتاريخ: 15/12/2010 ( آخر تحديث: 15/12/2010 الساعة: 20:30 )
رام الله - معا- نظمت دائرة العلاقات العامة في جامعة القدس المفتوحة امس، ندوة بعنوان "بناء وهدم المشروع الصهيوني وحتمية العودة" وذلك في مقر الجامعة بالبيرة، واقيمت الندوة تحت رعاية أ.د. يونس عمرو رئيس الجامعة ضمن احتفالات الجامعة بمرور 20 عاما على اطلاق خدماتها في الوطن.
وحضر الندوة الكاتب والشاعر خالد محاميد واللواء عدنان الضميري الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية والعميد نايف سويطات من التوجيه السياسي والكاتب والمحلل هاني المصري ود. سمير النجدي نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية ود. حسن السلوادي عميد البحث العلمي وأ. لوسي حشمة مديرة العلاقات العامة. والقى الكاتب محاميد محاضرة مطولة استعرض فيها الأسس التي قام عليها المشروع "الصهيوني"، مبينا أن اسرائيل تستند لغاية اليوم على موضوع المحرقة النازية لتبرير سياستها الاحتلالية والعدوانية تجاه الشعب الفلسطيني. وبين أن الألم الفلسطيني اليوم سببه 6 ملايين قتيل في المحرقة النازية في ظل غياب استراتيجية فلسطينية للتعامل مع موضوع المحرقة. وقال محاميد إن حكومة بنيامين نتنياهو استطاعت توظيف المحرقة وتأثيراتها النفسية على العالم الغربي لاقناع الرئيس الاميركي بالكف عن مطالبتها بوقف الاستيطان، قائلا إن الحكومة الاسرائيلية وظفت الماكينة الاعلامية في اميركا لنشر اعلانات تذكر اليهود الاميركان بالمحرقة النازية مما قاد فيما بعد لنجاح الضغط الاسرائيلي على الحكومة الامريكية بالتوقف عن المطالبة بموضوع وقف الاستيطان، مشيرا إلى لجوء نتنياهو إلى شخص معروف بأنه نجى من المحرقة لتسويق الرواية الاسرائيلية. كما ساق عدة أمثلة بينها توقف رئيسة الوزراء في المانيا انغليكا ميركل عن مطالبة اسرائيل بوقف الاستيطان بعد تصريحات لنتنياهو ساوى بين مطالبة اسرائيل بوقف الاستيطان وبين الأعمال النازية. وحمل محاميد الحركة "الصهيونية" وبريطانيا مسؤولية قتل 6 ملايين يهودي في المحرقة، لافتا إلى أن وعد بلفور عام 1917 كان بمثابة زج لليهود الالمان في المحرقة لأنه جعل اليهود ينحازون في بريطانيا ضد ألمانيا في وقت كانت هناك حرب بين البلدين. وقال إن 99% من اليهود في العالم بمن فيهم فاعلون في الحركة الصهيونية لا سيما في ألمانيا وروسيا كانوا في تلك الفترة يعارضون وعد بلفور لأنهم كانوا يدركون عواقبه. وأضاف" حتى الوزير اليهودي في حكومة بلفور عارض وعد بريطانيا للحركة الصهيونية وعمل على تأجيل جلسة مجلس الوزراء البريطاني عدة مرات للحيلولة دون اتخاذ قرار بمح اليهود وطن قومي في فلسطين". وأوضح محاميد أن العقل الغربي ينظر إلى أي عدد من الضحايا الفلسطينيين على يد اسرائيل بأنه لا يقارن مع ما تعرض له اليهود من محرقة ولذلك يتعاطفون من الاسرائيليين ويبررون لهم ما يقومون به من اعتداءات. ودعا محاميد إلى بناء استراتيجية فلسطينية في مواجهة الرواية الاسرائيلية حول موضوع المحرقة، لافتا إلى أن الفلسطينيين والعرب يجب أن يقروا بحدوث المحرقة وينظرون إليها على أنها مأساة انسانية ولا يخوضوا في موضوع انكارها أو التقليل من عدد الضحايا فيها، على أن يحملوا العالم الغربي وخاصة بريطانيا والعالم الغربي مسؤولية وقوعها وأن يتم مطالبة الغرب بتحمل مسؤولياته لا أن يتحمل الفلسطينيون الآلام الناجمة عنها. وأثارت محاضرة محاميد نقاشا وجدلا واسعين من قبل المشاركين والحضور بين مؤيد ومعارض. وتحدث اللواء عدنان الضميري عن تجربة شخصية بزيارة له إلى ألمانيا بين فيها أن موضوع المحرقة غير قابل للنقاش لا في ألمانيا ولا في اوروبا، مؤيدا محاميد لما طرحه وداعيا إلى بناء استراتيجية فلسطينية للتعامل مع موضوع المحرقة لا بالهرب منها بل بفهمها وبناء خطاب يواجه استناد اسرائيلي عليها لتبرير عدوانها. بدوره رفض العميد نايف سويطات حصر العدوان الاسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني على موضوع المحرقة، قائلا إن الحركة الصهيونية تعتبر حركة استعمارية وعنصرية حتى قبل وقوع المحرقة. ورفض أن يتحول الفلسطينيون إلى أطباء نفسانيين لعلاج الاسرائيليين من مخلفات المحرقة، لا سيما أن التوجهات العنصرية متأصلة منذ بداية المشروع الصهيوني، قائلا إن تأييد أوروبا اليوم لقيام دولة فلسطينية في حدود عام 1967 يعني ضمنا أن المواقف الأوروبية تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لا تستند بمجملها على موضوع المحرقة مع تعاطفهم لما وقع مع اليهود على أيدي النازية". بدوه تحدث أ.د. حسن السلوادي عن دور بريطانيا في المأساة الفلسطينية، قائلا إن الجهد العربي يجب أن ينصب على مطالبتها بتحمل مسؤولياتها وبكافة الوسائل الدبولوماسية والقانونية من أجل دفعها إلى انصاف الشعب الفلسطيني وتصحيح خطأها التاريخي بمنح الحركة الصهيونية وعد بلفور. وقال إنه يجب القيام بحملة إعلامية تركز على كون الفلسطينيين ضحية وابراز الاعتداءات الاسرائيلية لكسب ود الرأي العام العالمي. وتنازل هاني المصري عن الوقت المخصص لمداخلته لصالح محاميد كي يترسل في ايصال فكرته للحاضرين، مكتفيا بالقول" قضية المحرقة وغيرها من القضايا الأخرى نحتاج نحن الفلسطينيين إلى دراست معمقة حولها كي نستطيع تنظيم أنفسنا وصياغة توجهات علمية بشأنها". وقالت أ. جيهان الشربيني من دائرة العلاقات العامة إن الفلسطينيين عجزوا في الماضي عن تسويق انفسهم كضحايا بتركيزهم على دور البطولة في المقاومة، قائلة إن النظريات النفسية تؤكد ما ذهب إليه محاميد بأن من يتعرض للاضطهاد يمارسه تجاه غيره. وكان د. سمير النجدي افتتح الورشة مرحبا بالكاتب محاميد باسم أ.د. يونس عمرو رئيس الجامعة، مشيرا إلى ان الندوة تأتي في إطار احتفالات الجامعة بمرور 20 عاما على اطلاق خدماتها على الأرض، مؤكدا عزم الجامعة تنظيم فعاليات ونشاطات تتحسس الحالة الفلسطينية. |