وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غزة- ورشة بعنوان "مشروع الدولة الفلسطينية في ظل أزمة المفاوضات"

نشر بتاريخ: 16/12/2010 ( آخر تحديث: 16/12/2010 الساعة: 15:21 )
غزة- معا- أجمع عدد من المحللين ونواب المجلس التشريعي أن الوحدة الفلسطينية هي نقطة القوة الأساسية التي يمكن أن تحدث ثغرة في مسار عملية المفاوضات، بينما اعتبروا بديل حل السلطة أمر غير وارد وصعب التطبيق كون السلطة تأسست بقرارات وتوافقات دولية ولم تكن وليدة القرار الفلسطيني وحده.

كما أكدوا على أن الرجوع بالقضية الفلسطينية إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن بعدما كانت في حضن الشعب والممثل الفلسطيني هو نقطة ضعف وتراجع واضح من الجانب الفلسطيني .

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها بال ثينك للدراسات الإستراتيجية بعنوان "مشروع الدولة الفلسطينية في ظل أزمة المفاوضات"، وذلك استمرارا لجهود بال ثينك في تعزيز المصالحة والحوار البناء داخل المجتمع الفلسطيني وربطه مع صناع القرار .

وافتتح الجلسة عمر شعبان رئيس بال ثينك للدراسات الإستراتيجية، مشددا أن الورشة جاءت لمناقشة الوضع الفلسطيني بعد التطورات الأخيرة التي طرأت على ملف المفاوضات من تعنت الطرف الإسرائيلي في تجميد الاستيطان وتراجع الوسيط الأمريكي عن الضغط على إسرائيل.

وتحدث عميد كلية الصحافة والإعلام بجامعة فلسطين الدكتور حسين أبو شنب عن "صفات المفاوض الأمريكي" من خلال قراءته لكتاب مسؤول ملف المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، وهي الاعتماد على قاعدة "تقديم ما هو ممكن"، وليس ما هو مطلوب خلال المفاوضات، الاعتماد المستمر على الاتصالات الشفهية المكثفة بل الوصول إلى حد التفاوض بلغة الجسد وطرح ورقة جديدة في حال وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، بالإضافة إلى اعتماده على وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية بشكل أساسي.

كما وطرح أبو شنب آليات للخروج من المأزق السياسي الحالي وعلى رأسها وحدة الشعب الفلسطيني بكل فئاته و انتماءاته السياسية وتجميد الغرور عند الشخصية الفلسطينية وتحسين الأداء التفاوضي، مؤكداً أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو بداية حل أي مشكلة دولية أو إقليمية أخرى وبدون التوصل إلى حل ستتأزم مشكلات الشرق الأوسط.

في السياق ذاته قال يحيى رباح سفير فلسطين السابق في اليمن , أن محاباة الإدارة الأمريكية لإسرائيل وصلت إلى حد تقديم المصالح الإسرائيلية على المصالح الأمريكية ذاتها وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل سواء في النظام العالمي القديم أو النظام العالمي الجديد بزعامة الولايات المتحدة. كما وشدد على ضرورة تقوية العلاقات الدولية والعربية لتعزيز وجود الشعب الفلسطيني على ارض فلسطين التاريخية وعدم تهويل الأزمة ومعاودة تعزيز ثقتنا بأنفسنا والإصرار على حقوقنا وحقوق اللاجئين الفلسطينيين وتعزيز فكرة وجود 5 ملايين فلسطيني على الأرض.

من جانبه اعتبر الأديب و المفكر توفيق أبو شومر الرجوع بالقضية الفلسطينية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمحاولة انتزاع اعتراف بالدولة الفلسطينية هو بمثابة تراجع كبير من جانب المفاوض الفلسطيني، مؤكداً على ضرورة الوحدة الفلسطينية التي كانت مفخرة للشعب الفلسطيني على مر التاريخ.

دعا أبو شومر المفاوض الفلسطيني إلى إعادة تبويب الخيارات المتاحة أمامه وتوظيفها في مصلحة الجانب الفلسطيني،بالإضافة إلى عقد انتخابات حرة مباشرة و استفتاء فلسطيني حول قيام الدولة في حدود الـ67 وإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وإشراك باقي الفصائل الفلسطينية في عملية اتخاد القرار السياسي الفلسطيني. وطالب في الوقت ذاته بإعطاء فلسطينيي الشتات "دوراً فعالاً ضمن آليات اتخاذ القرار الفلسطيني، وعدم إبقائهم على الهامش وتجاهلهم بشكل تام، مثلما يجري حاليا من قبل مختلف القوى الفلسطينية".

وأشار النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح الدكتور فيصل أبو شهلا أن إسرائيل ليس لديها قرار جدي لإيجاز تسوية حل الدولتين مشيداً بموقف المفاوض الفلسطيني الذي حقق انجازات كبيرة على أكثر من مستوى.

وفي سياق تعلقيه على البدائل التي طرحها الرئيس عباس أكد أبو شهلا أنه ليس هناك مجال لحل السلطة كما ورد عن وسائل الإعلام. وقدم أبو شهلا مقترحات للخروج من أزمة المفاوضات منها ضرورة زيادة عوامل القوة لدى الطرف الفلسطيني ليجبر إسرائيل والعالم على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، محاولة الخروج والتخلص من الضغوطات والتأثيرات الخارجية الإقليمية والدولية، انهاء التراشق الإعلامي بين الفصائل الفلسطينية واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.