وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كيف تسير حياة أمين عام حزب الله والقائد الأعلى للقوات المسلحة في المقاومة الإسلامية؟

نشر بتاريخ: 04/08/2006 ( آخر تحديث: 04/08/2006 الساعة: 20:10 )
معا- في مساء الثاني عشر من تموز، كان يخطو آخر خطواته باتجاه منصة المؤتمرات التي عقد عليها عشرات من المؤتمرات للتحدث في الشؤون اللبنانية الداخلية وما يدور من حرب اسرائيلية ضد الفلسطينيين.

وسبق ذلك المؤتمر العاصف، مؤتمر أعلن خلاله إطلاق حملة دعم للمقاومة والشعب الفلسطيني، وكان المؤتمر الأول والأخير له بحضور الصحفيين، ووسط مشاهدة الملايين لمؤتمراته الصحفية، الإعلان عن اسم عملية "الوعد الصادق" التي قتل خلالها مقاتلو حزب الله صباح اليوم ذاته ثمانية جنود وأصابت آخرين واختطفت اثنين من الجنود أحياء.

ومن بعد تلك اللحظات بدا يظهر أمين عام حزب الله اللبناني، والقائد الأعلى للقوات المسلحة في حزب الله عبر خطابات صوتية ومتلفزة، بسبب الحرب المتواصلة على لبنان.

فقد اعتاد الشيخ نصر الله أن تكون تحركاته طبيعية جداً، وكان دائماً يزور القرى الجنوبية اللبنانية ويحي ذكرى الشهداء من مقاتلي حزب الله ويزور عائلات الأسرى والشهداء، لقد كان ولا زال المحبوب الأول للبنانيين ولآلاف المسلمين".

و يقول مصدر مقرب من نصر الله "منذ بداية الحرب اختفى الشيخ حسن نصر الله عن الإعلام، وخاطب الجميع برسائل صوتية ومتلفزة، بسبب الوضع الأمني الذي يحتم على الجميع وليس فقط على سماحة الأمين العام ذلك، وهو يعيش كل لحظاته بلبنان، ولم يغادرها، لأنه من أهل الشهادة، ومن التواقين إليها، ولا يعطي اهتمام للعنجهية الصهيونية، بل واصل حياته بطبيعة عالية، فهو يجتمع مع قادة الحزب، وقادة المقاومة الإسلامية الجناح العسكري للحزب، ويواصل قيادته للحزب وللمقاومة، وهو يعطي الأوامر للمجاهدين على الأرض بالتنفيذ والتوقيف، إنه لا زال يعمل بروح إيمانية صلبة، لا تخشي إلا لله".

ويضيف المصدر "يتابع الشيخ ما يقوله الإسرائيليون وقادتهم، ويتابع مع قادة المقاومة في الميدان آخر التطورات ويشرف على العمليات بشكل شبه مباشر، ويعطي الأوامر بقصف البارجة تلك أو المدينة تلك بعد التشاور مع القيادة، وهو يعيش حياته بشكل طبيعي جداً، لكنه لا ينام إلا قليلاً جداً، وليس لخوف أو قلق، بل لمتابعة المجاهدين، الذين تمني كثيراً ما أن يكون معهم ووسطهم يقاتل".

وحسب المصدر فإن الشيخ نصر الله "وفي أول يوم من الحرب، رفض رفضاً تاماً النوم إلا في عتبات الضاحية الجنوبية وبداخل منزله الذي كان مهدداً للقصف منذ اللحظة الأولى، وهو يرفض رفضاً تاماً تناول الطعام إلا بشكل قليل، ويحرص على أن ينام المجاهدون وينوب آخرون عنهم، ويأكلون ويرتاحون، قبل أن يكون هو نائم ومرتاح".

واستطرد المصدر المقرب يقول "أنه يحب المجاهدين، يخاف عليهم كأبنائه، هو يسمح لأبنائه بالقتال في المعارك، أنهم مثلهم مثل المجاهدين الآخرين، ويطمئن على الجميع من المجاهدين أكثر مما يطمئن على أبنائه الذين يقاتلون في عتبات القرى الجنوبية من لبنان الصمود والأسطورة".

ولد السيد حسن نصر الله في 31 اب 1960 في حي الكارنتينا في بيروت الشرقية حيث تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي وعائلته من بلدة البازورية في جنوب لبنان وابوه هو عبد الكريم نصر الله له ثلاثة اشقاء وخمس شقيقات هو اكبرهم.

عند اندلاع الحرب في 1975 عادت عائلته الى البازورية حيث اكمل تعليمه الثانوني وعين مسؤولا في حركة امل رغم حداثة سنه.

تعرف خلال وجوده في الجنوب على امام بلدة صور السيد محمد الغروي حيث ساعده على اكمال تعليمه في النجف الاشرف في العراق على يد السيد محمد باقر الصدر الذي كلف عباس الموسوي الامين العام السابق لحزب الله براعي الطالب الجديد على المستوي التعليمي والشخصي.

في سنة 1978غادر العراق متخفيا في ظل الصراع الذي جري بين الحوزة العلمية وبين النظام العراقي وعاد الى لبنان والتحق بالحوزة العلمية التي اسسها عباس الموسوي الذي كان ايضا ممنوعا من دخول العراق.

سنة 1979 عين مسؤلا لحركة امل في البقاع وعضوا في مكتبها السياسي قبل ان يغادرها مع مئات الكوادر في العام 1982 على خلفية خلافات حول التطورات السياسية والعسكرية الناجمة عن الاجتياح الصهيوني في جنوب لبنان.

تولى مسؤوليات كثيرة في حزب الله منذ تأسيسه لكن ابرزها كان في العام 1987 عندما تم تحديث منصب رئيس الهيئة التنفيذية لحزب الله اضافة الى عضوية مجلس الشوري اعلي مركز في حزب الله.

سنة 1989 غادر الى مدينة قم الايرانية لاكمال تعليمه لكنه عاد بعد الحاح من قيادة حزب الله وقد اغتيل الامين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي فتم انتخاب نصر الله امينا عام بالاجماع.

انتقل حزب الله نقلة نوعيه في عهده وخاص حروبا شرسة ضد دولة الاحتلال وايضا على الجبهة الداخلية حيث شارك حزب الله ولاول مرة في الانتخابات النيابية سنة 1992 حيث فاز اعضاء الحزب ب 12 مقعدا.

في 13 ايلول 1997 استشهد نجله هادي في مواجهة مع الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان وهو متزوج من فاطمة ياسين وله منها خمسة ابناء.

عن فلسطين اليوم.