وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"ياسمين" إحدى أطفال غزة الذين يعانون من الشلل الدماغي

نشر بتاريخ: 19/12/2010 ( آخر تحديث: 19/12/2010 الساعة: 12:10 )
غزة- معا- ياسمين المدهون طفلة تبلغ أربعة أعوام من عمرها، تشهد تحسناً ملحوظاً في وظائفها العضوية وتقليص كبير في مشكلات النطق وحركة اللسان.

قبل نحو ستة شهور كانت الطفلة ياسمين التي تسكن في مخيم جباليا، تعاني من حالة الشلل الدماغي وتيبس في المفاصل، لكنها تلقت وما تزال جلسات تدريبيه من قبل مختصين في وحدتي العلاج الوظيفي و علاج مشكلات النطق التابعتين للإغاثة الطبية.

تقول مساعدة النطق بوحدة علاج مشكلات النطق والعلاج الوظيفي للأطفال بالإغاثة الطبية إيمان جرادة: بسبب حالة الشلل الدماغي التي أصيبت بها الطفلة المدهون فإنها لم تكن تستطيع الحركة والنطق، وحتى التمييز بين الألوان، مشيرة إلى أن مراحل التدخل العلاجي للطفلة انقسمت إلى ثلاثة أقسام متشابكة هي العلاج الوظيفي والنطق وإيصال المعرفة لدى الدماغ.

أضافت: بالنسبة لعلاج مشكلات النطق فقد بدأ بإيصال المعرفة أولاً من خلال الاعتماد على اللوحات والمجسمات والصور وبرامج الحاسوب، وإجراء مساج لبشرة الوجه وتعليمات حركة اللسان والشفاه عبر النفخ على الشمعة لتقوية التنفس، وعضلات اللسان والشفاه، كانت ضمن المرحلة الثانية.

وأوضحت تم تدريب ذوي الطفلة على تأدية هذه التمرينات في المنزل، لاستمرار عمليات التدريب، وضمان تحقيق نجاح على حالتها.

واعتبرت جرادة أن وحدة علاج مشكلات النطق أحدثت تطوراً ملحوظاً في الحالات المستفيدة حيث كانت تعاني معظم هذه الحالات من تأتأة وتأخر في اللغة الاستيابية والتعبير، ومشكلات أخرى تتعلق في الإبدال، الحذف ،الإضافة والتشويه في ملافظ الحروف.

يُشار إلى أن الحالات المستفيدة من وحدة علاج مشكلات النطق في برنامج التأهيل المجتمعي بلغت نحو 99 حالة، جميعها دون سن 18 عاماً.

وأضافت: أنه يتم أيضاً علاج مشكلات النطق عبر عملية تكرار اللفظ أمام الطفل المصاب وتدريب ذويه على استخدام لكنة مناسبة للتعامل معه من خلالها، واستخدام الليمون أو العسل للتقليل من اللعاب في الفم وابتكار وسائل جديدة ومناسبة لكل طفل مصاب ، من أجل تنمية قدراته الذاتية وعلاج المشكلات لديه.

وأرجعت جرادة أسباب مشكلات النطق إلى تأثيرات نفسية بسبب الخوف والقلق الناجمة عن الحرب الأخيرة، والتي أدت إلى اضطرابات مختلفة المستوى لدى هؤلاء الأطفال، بالإضافة إلى انخفاض مستوى ثقافة الأهل في التعامل مع المعوق أو الشخص المصاب بمشكلات النطق، وكذلك عدم الاهتمام بحركة اللسان والدلال الزائد للأطفال في السنوات الأولى من أعمارهم.

من جانبها قالت إسلام عبد العزيز مساعدة العلاج الوظيفي فيما يتعلق بحالة الطفلة ياسمين أنها خضعت لجلسات تدريبية في جال تقوية عضلة الأطراف وباقي أنحاء الجسد رغم إصابتها بحالة الشلل الدماغي، مشيرة إلى أنها تدربت على أنشطة الحياة اليومية باستخدام وظائف أعضاءها، بعد تمرينات لتقوية العضلات باستخدام أدوات ووسائل التأهيل كمسك الكرة وفتح اليد وإغلاقها، وتنمية قدرتها على ارتداء الملابس.

وأضافت أن الطفلة ياسمين تدربت على التوازن عند الوقوف والجلوس، وإيصال المعرفة لدماغها عبر استخدام وسائل مناسبة لحالتها الأمر الذي اتضح لديها من خلال استعادة قدرة تمييز الألوان.

واعتبرت عبد العزيز أن تحسناً ملحوظاً طرأ على حالة الطفلة المدهون بعد مرور نحو ستة شهور من التدريبات، وبطريقة العمل التكاملي ما بين العلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي المعتاد.

وأشارت إلى أن وحدة العلاج الوظيفي تقدم خدمات لنحو 106 حالات جميعهم دون سن 18 عاماً، خلال النصف الثاني من العام الجاري.

من جانبه قال مصطفى عابد مدير برنامج التأهيل التابع للإغاثة الطبية أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في النطق بلغت نحو 5% من الأشخاص ذوي الإعاقة في محافظات غزة، وبلغت النسبة نحو 6,5% من بين الأطفال ذوي الإعاقة في محافظة شمال غزة.

وأضاف: أن حالات التدخل العلاجي للوظائف الجسمية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يتلقون علاج طبيعي ناجم عن إصابات مختلفة، دفعت الإغاثة الطبية لتأسيس وحدة العلاج الوظيفي والتي أكملت عمل العلاج الطبيعي، وحققت نتائج إيجابية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة.