وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أسر شهداء طولكرم يطالبون السلطة بانصافهم وتسوية امورهم ومعاشاتهم

نشر بتاريخ: 22/12/2010 ( آخر تحديث: 22/12/2010 الساعة: 21:22 )
طولكرم- معا- ذرف اهالي أسر شهداء محافظة طولكرم الدموع، وعلت صيحاتهم، وتتابعت مطالباتهم والبوح عن همهم ومشاكلهم في قاعة القدس بمبنى المحافظة، وذلك خلال لقاء نظمه التجمع الوطني لأسر الشهداء- فرع طولكرم، والمحافظة، جمع اهالي الشهداء من اجل مناقشة قضاياهم ومطالبهم وسماع همومهم، ونقلها لأصحاب القرار ولذوي الإختصاص.

وحضر اللقاء الى جانب أسر الشهداء، المحافظ طلال دويكات، ونائبه جمال سعيد، وزهير خطاب مدير التجمع الوطني لأسر الشهداء، ومحمد صبيحات الأمين العام للتجمع الوطني لأسر الشهداء، والنائبة الدكتورة سهام ثابت زوجة الشهيد الدكتور ثابت ثابت، والعديد من مدراء وممثلي الدوائر الرسمية والأهلية بالمحافظة.

الحكومة تفرّق وتشجع على تعدد الزوجات:

ومن خلال المداخلات التي تعددت من قبل اسر الشهداء امام الحضور في القاعة، اوضحوا ان الحكومة الفلسطينية تفرق بين شهيد وآخر، سواء شهيد الإنتفاضة الأولى او الثانية، بالإضافة الى شهيد مدني وعسكري، ما يثقل على اسرهم ويجعل منهم "جماعة من المتسولين" امام الدوائر الحكومية، فلا يعقل ان يكون شهيدا عسكريا كان راتبه نحو 2000 شيكل، وبعد ان استشهد اصبح يتقاضى 550 شيكلا.

وقال احدهم : "إن إبنتي زوجة لشهيد متزوج من إمرأة أخرى، والراتب الذي يأتي هو واحد ويقسّم على إثنتين، بينما هنالك اسرى من المتزوجين من اثنتين وثلاثة وأربعة يتقاضون رواتب بحسب عدد النساء، اي من هو متزوج من إثنتين يتقاضى اكثر من راتب وهكذا، متسائلين (هل الحكومة الفلسطينية تشجّع تعدد الزوجات، ام انها تفرّق بين الأسير والشهيد ؟؟ " وهنا رد عليه صبيحات انه متفاجئ لما يسمعه، وانه ولأول مرة تمر عليه هكذا معلومة، بينما اجاب خطاب ان هناك قانون قد أقر من قبل الحكومة بهذا الخصوص، اي يدفع لزوجات الشهيد حسب عددهن، لكنه لم يطبّق حتى اللحظة.

معاملة خشنة..وشعور بالإحباط:

وتحدثت بعض أسر الشهداء عن معاملة خشنة تلاقيها في بعض الدوائر الرسمية من قبل بعض الموظفين، ما يشعرهم بالإحباط والحزن الشديد على حالهم، متسائلين : "هذا هو الجزاء؟؟ ام ان الشهيد بعد إستشهادة ترك اسرته لتكون هماً كبيراً على السلطة والحكومة والمجتمع؟؟، مشددين على ضرورة محاسبة من يحاول معاملتهم بالسوء"، فرد عليهم المحافظ دويكات بالقول: " اعدكم وبكل صدق، من منكم يتعرض لأي موقف مسيئ او معاملة خشنة من اي مسؤول فانه لن يبقى في مكانه ولا منصبة"، مشدداً على ضرورة معاملة أسر الشهداء بكل تقدير وإحترام، وتكريمهم من أجل تضحيات أبنائهم.

مطالب عادلة..فمن ينصفنا:

وتعددت مطالب أسر الشهداء التي وصفوها بالعادلة ويجب تحقيقها وإنصافهم، ومنها : "النظر في مخصصات الشهداء العسكريين، شمل إخوة الشهيد في التأمين الصحي، عدم التفريق بين شهيد قديم وجديد، العمل قدر المستطاع على توفير عمل لأسر الشهداء، الإنصاف في المنح الدراسية والهدايا ومكرمة الرئيس، توفير متطلبات زوجات الشهداء ليعشن بكرامة، العمل على التعاقد مع شركات الحافلات للتنقل بشكل مجاني او شبه مجاني، ان تكون الأولوية بالحج لمن هو مريض وكبير السن من أسر الشهداء، تسليم منحة الرئيس من خلال البنوك وليس باليد، إستبدال حفلات الإفطار الجماعي في رمضان الى رحلة عمرة لبعض الأسر، العمل على توفير مشاريع دعم لأسر الشهداء وان تكون عن طريق التجمع وتوزيعها بالتساوي وحسب الأولوية، التحدث مع البلديات من أجل إعفاء أسر الشهداء من اثمان الكهرباء القديمة، العمل بشكل جدي وسريع على تعويض من هدم بيته".

كلمات أثلجت الصدور..هل تكفي..؟؟:

وفي كلمته امام الحضور، أكد دويكات اعتزازه بتضحيات الشهداء الذين ضحوا من أجل هذا الوطن وحريته والدفاع عن القضية الوطنية، مشيراً الى ان مسيرة الحرية مستمرة والقوافل ستبقى سائرة، حتى إنجاز عملية التحرير، وان السلطة والشعب يقدرون هذه التضحيات ويعملون من أجل توفير الحياة الكريمة لأسرهم حتى تظل رؤوسهم مرفوعة وعالية.

بينما تحدث خطاب عن أهمية توفير الدعم المادي والمعنوي لأسر الشهداء، مشيراً إلى وجود تقصير بحقهم، ما يستدعي العمل على تلافي هذا التقصير، مطالباً برفع مخصصات أسر الشهداء ودفع المخصصات والمكرمة الرئاسية لمن لم يتسلموها.

واوضح صبيحات، أنه تم تحقيق بعض مطالب أسر الشهداء في السنوات الأخيرة، مثل رفع المخصصات، إلا أن هناك بعض المطالب لم يتم تحقيقها، مطالباً بتطبيق القانون الذي أقر عام 2005 بخصوص حقوق أسر الشهداء والذي لم يتم تطبيقه حتى الآن بسبب عدم المصادقة عليه من قبل الرئيس، وهذا القانون يكفل حقوق أسر الشهداء وبشكل كامل.

كما طالب صبيحات بتحويل ملفات أسر الشهداء الموجودة في هيئة التأمين والمعاشات إلى دائرة أسر الشهداء والجرحى والبالغ عددها حوالي 900 ملف.