|
نساء بني سهيلا يؤكدن على ضرورة تفعيل دور المرأة الفلسطينية في مواجهة الأزمة الحالية
نشر بتاريخ: 07/08/2006 ( آخر تحديث: 07/08/2006 الساعة: 15:17 )
غزة- معا- دعت نساء بني سهيلا جنوب قطاع غزة، إلى تفعيل دور المرأة الفلسطينية في مواجهة الأزمة الحالية في ظل الاعتداءات الاسرائيلية .
جاء ذلك خلال لقاء جماهيري حاشد نظمه المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات بالتعاون مع بلدية بني سهيلا عقد في المركز الثقافي في البلدة حول ضرورة أن يكون للمرأة دور أساسي في كيفية التعامل مع هذه الظروف الصعبة والحد من آثارها. وحضر اللقاء عدد كبير من النساء ورئيس بلدية بني سهيلا عبد القادر الرقب، وإخلاص الرقب عضوة المجلس البلدي، و رندة دحلان الأخصائية النفسية في المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات. وأدار اللقاء رائد أبو سعادة المنسق المحلي لمشروع تعزيز علاقة المواطن بالبلدية وتمحور اللقاء حول أبعاد الأزمة التي تعيشها المدينة جراء العدوان الإسرائيلي، وكيفية تعامل البلدية معها، ودور المرأة الفلسطينية في مواجهة هذه الظروف الصعبة، والآثار النفسية التي قد تلحق بالأطفال نتيجة لتأثرهم بهذا العدوان، ودور الأهل في الحد من هذه الآثار، بالإضافة إلى بعض الإرشادات العامة. وأشاد سعادة في معرض حديثه بدور المرأة الفلسطينية في تربية الأجيال، وبتضحياتها الجسام على مر الأزمان، وإن مشاركة المرأة في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والفكرية أمر حيوي لنمو وازدهار المجتمع ومواكبة متطلبات الحياة. وأضاف سعادة أن دور المرأة الفلسطينية يبرز خلال هذا الحصار والإغلاق والقصف والإجتياحات المتكررة والنقص الملموس في العديد من الخدمات الضرورية: كالكهرباء والماء والوقود وبعض السلع الأخرى، وهو ما يتطلب منها أن تتعامل مع هذه الظروف بطريقة مختلفة تنسجم مع الواقع الجديد، وأن تتحمل مسؤولياتها للخروج من هذه الأزمة بسلام، ولتزيد من صمود هذا الشعب الذي تحمل ما لم يتحمله أي شعب آخر في العالم, داعيا إلى عدم عدم الاستسلام للاحتلال الاسرائيلي وإلى مواجهة التحديات والضغوطات التي تهدف إلى ثني الشعب الفلسطيني عن العيش بحرية وسلام. ومن جانبه تحدث عبد القادر الرقب رئيس بلدية بني سهيلا، عن أشكال العدوان الإسرائيلي وما خلفه من أضرار على الشعب الفلسطيني خاصةً على صعيد تدمير البنية التحتية للبلديات، مثل: قصف شركة توزيع الكهرباء في المنطقة الوسطى، وهو ما أدى إلى فقدان أكثر من 50% من الطاقة الكهربائية التي كانت تغذي قطاع غزة، الأمر الذي انعكس بآثاره على عمل البلديات، وجعل المواطن الفلسطيني يعيش في ظروف قاهرة. وأضاف الرقب أن نقص الكهرباء كان له الأثر الواضح على المرافق الأخرى خاصة المياه، مبينا أن كمية الكهرباء الموجود في المدينة لا تكفي لاستخراج الماء الكافي للمواطنين ولا ضخه لهم، لافتا إلى أنه تم الاستعاضة عن الطاقة الكهربائية بالمولدات التي تعمل على السولار، والتي تحتاج إلى ما يقارب التسعين لتر من السولار في الساعة، وهو ما يكلف البلدية مبالغ كبيرة على الرغم من عدم التزام المواطنين بتسديد ما عليهم من مستحقات تجاه البلدية. وأوضح الرقب أن البلدية لجأت ا في الآونة الأخيرة إلى استغلال بئرين من المياه كانا مغلقين في السابق وذلك لحل مشكلة نقص المياه، وإن هناك مشروع جديد بحفر بئر ثالث ليتم الاستغناء عن المياه التي يتم شرائها من إسرائيل, مبشرا المواطنين بقرب انفراج أزمة الكهرباء في المنطقة، من خلال الاتفاق مع مصر على تزويد الأراضي الفلسطينية بالكهرباء. ومن جانبها أشادت إخلاص الرقب عضوة المجلس البلدي، بدور المرأة في المجتمع، وبأنها مربية الأجيال وصانعة الرجال، وبأن دور المرأة يكون في جميع المجالات، والأوقات سواءً في السلم أو في الحرب، داخل البيت وخارجه، وإن الإسلام أعطى المرأة جميع حقوقها بما يحفظ لها عزتها وكرامتها، بعكس ما يتصوره الغرب. كما بينت الرقب أن الدور الأكبر في نظافة المدينة يقع على عاتق المرأة الفلسطينية. وتطرقت الرقب في معرض حديثها عن مجموعة من الإرشادات العامة، منها ما يتعلق بترشيد استهلاك المياه، والكهربا، والنظافة وكيفية التعامل مع النفايات، والصرف الصحي، وإن على جميع الأمهات الالتزام بتطبيق هذه النصائح حتى تظل الساحة الداخلية للمجتمع الفلسطيني صلبة ومتماسكة في وجه العدوان الإسرائيلي المستمر. وبدورها تحدثت رندة دحلان المرشدة النفسية في المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات عن الآثار النفسية والأعراض السلوكية التي قد تلحق بالأطفال خاصة جراء الظروف الصعبة والعنف الذي يتعرض له الإنسان الفلسطيني، الذي أفقده كل مشاعر الأمن والأمان، في بيته، وعمله، أو حتى أثناء سيره في الشارع، أو خلال ذهاب الطفل إلى مدرسته. وذكرت دحلان أن ذلك يعتبر معاناة متواصلة وهو ما جعل الحالة الفلسطينية أكثر تعقيداً، مما جعل أساليب التدخل النفسي التقليدية التي تم تصميمها على أساس أن الظروف الصعبة تكون مؤقتة وتنتهي، باتت لا تحقق فعاليتها في ظل ثبات معانات الإنسان الفلسطيني الفجائية المستمرة, متطرقة في معرض حديثها على ردود فعل الأطفال في ظل هذه الظروف الصعبة، والتي أجملتها في مجموعة من المشاكل السلوكية، والفسيولوجية، والاجتماعية، بالإضافة إلى المشاكل الدراسية. وقامت دحلان بتوجيه الإرشادات الهامة للأمهات التي تساعدهم في التعامل مع الأطفال أثناء الأزمات الصعبة بما يضمن السلامة والصحة النفسية لأطفالهم. وفي نهاية اللقاء أكد الحضور على أهمية دور المرأة الفلسطينية في ظل هذه الظروف، وأهمية مثل هذه اللقاء التي تهدف إلى توعية وتثقيف المواطنين، لكي يستطيعوا القيام بواجباتهم ومسئولياتهم على أكمل وجه. |