|
الاتراك حاضرون بكثافة بالقطاع...يكفلون الايتام ويبلسمون الجراح
نشر بتاريخ: 29/12/2010 ( آخر تحديث: 29/12/2010 الساعة: 15:27 )
غزة- تقرير "معا"- "IHH، يردم، السلام عليكم، محمد كايا ومرمرة، أردوغان وغول" كلهم جاءوا لغزة رسلا للسلام، بأجسادهم أو برسائلهم.. وفي مياه البحر المتوسط على بعد أميال قليلة من شواطئ القطاع وصلت دماء 9 شهداء أتراك إلى المحاصرين في القطاع تحمل الرسالة التركية " شعب تركيا معكم ويشعر بآلامكم كما قادته".
العلم التركي في كل مكان بقطاع غزة كما هو الاسم التركي والكرفان التركي الذي آوى مشردي الحرب الأخيرة على القطاع، كل هذا كان لافتاً دعم تركيا لشعب غزة وضحايا الرصاص المصبوب الاسرائيلي، وليستمر هذا الدعم فقد أقامت تركيا جمعية خيرية دائمة في قطاع غزة يطلق عليها اسم "المؤسسة التركية لحقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية "IHH" أشرفت على مئات المشاريع الخيرية في قطاع غزة وتتكفل أيتاماً وطلاباً جامعيين وتوزع معونات على أسر محتاجة وتعقد مشاريع ضخمة لصالح عدة جهات بالقطاع في الإسكان والبنى التحتية وتأمل بإنشاء مشاريع خاصة بمياه الشرب. مراسلة "معا" خضرة حمدان التقت مديرها في غزة محمد كايا الذي لا يتوانى عن المشاركة في أي احتفالية هدفها كسر الحصار عن القطاع... ينطلق بعمله الإنساني ويتابع عن كثب ما يجري بتركيا رغم وجوده بالقطاع لعامين، يتمنى الشهادة ويشعر بأن عمله في قطاع غزة من أجمل الأماكن التي عمل بها لأنها ببساطة " أرض مقدسة". مكثوا في غزة عامين وأداروا مشاريع اتخذت 3 أبعاد أولها كفالة 9 آلاف يتيم غزي بهدف نقل لشعور لعائلات الشهداء أنهم ليسوا وحيدين وأن هناك شعباً يشعر بأخوته لهذا الشعب المحاصر ويشعر بمعاناته، ثانياً جهود المؤسسة في دعم مشاريع القطاعين الصحي والتعليمي كالمساهمة في افتتاح مشافي جديدة بالقطاع وقريباً افتتاح مستشفى في بلدة بيت حانون، وثالثاً إنشاء مراكز التدريب المهني حيث افتتحت المؤسسة 5 مراكز منها حتى الآن في محافظات جنوب القطاع وغزة وجباليا شمالاً ويقوم الملتحقون بالتدريب على التطريز والخياطة والكمبيوتر ودورات تدريبية مهنية مماثلة. هذه المشاريع هي خطة دائمة بالمؤسسة تصاحبها مشاريع أخرى قد يتوفر لها التمويل اللازم وقد تحتاج وقتاً كمشروع تحلية المياه لمحافظات جنوب غزة وهو مشروع يقول كايا يتطلب تمويلاً لم تتمكن المؤسسة من الحصول عليه حتى اللحظة وتجري اتصالات مع مؤسسات دولية قد تساعدها في توفير التمويل اللازم للبدء به. مشاريع المؤسسة التركية يقول عنها كايا غير مرتبطة بدعم لتنظيم أو حزب أو جهة رسمية دون غيرها بل هي موجهة لكافة شرائح الشعب الفلسطيني ولأي إنسان بحاجة لها حتى " فتح لنا علاقات بهم والمسيحيين ونقدم المساعدة لأي كان". وحسب كايا:" لا نسأل الملتحقين بالدورات عن انتمائهم أو دينهم أو وضعهم المادي بل نسعى لتقديم الفائدة للشعب الفلسطيني بشكل عام". كايا يقول أن مؤسستهم الخيرية لها نشاطات في 120 دولة وتقيم علاقات مع كافة الشرائح في هذه الدول سواء أكانت جهات رسمية أو غير رسمية، فمثلاً كان لهم دور في سيرلانكا ومتمردي التاميل وهم يدعمون كل مظلوم بحاجة لدعمهم وتختلف جهودهم الإغاثية عن أي جهود أخرى كونها كما يقول" تقدم دعماً غير مشروط وغير مرتبط بأي أجندات واضحة او خفية على غرار المؤسسات الإغاثية المختلفة". في غزة الأمر مختلف قليلاً عنه في 120 دولة هكذا يقول كايا فعلى الصعيد الشخصي يقول:" أنا كإنسان مسلم أقوم بمساعدة الناس هنا في فلسطين فالمساعدات تصل من المسلمين في تركيا إلى إخوانهم المسلمين في قطاع غزة ونشعر أننا نكون كما العلاج وهذا يسعدنا جداً"، كما انها تأتي من منطلق إنساني بالإضافة إلى البعد السياسي حيث لفتت المساعدات التركية وتجربة أسطول الحرية أنظار العالم إلى معاناة الشعب الرازح تحت الاحتلال الإسرائيلي وحسب اعتقاده فإن الرسالة وصلت للفئات التي تهتم بمعاناة الشعب الفلسطيني داخل تركيا سواء أكانت شريحة متدينين أو غيرهم ممن يهتم بالقضية الفلسطينية. فهل تسعى تركيا من خلال الدعم الذي تقدمه للشعب الفلسطيني لأهداف سياسية أو لإعادة الخلافة الإسلامية؟، يقول كايا:" لا يعنينا ما يقوله المحللون، فنحن كمؤسسة إغاثية ليس لنا هدف إلا الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ولا نهدف لإعادة الحكم العثماني، نحن مؤسسة مجتمع مدني ولا نتلقى أي دعم أو ارتباط حكومي ولا نمثل وجهة نظر حكومية أو معارضة". وفيما إذا كانت إسرائيل هي من تقف وراء إثارة القلاقل حول تركيا؟، قال:" نعلم أنه منذ اللحظة التاريخية التي بدأ فيها العالم يدار من قبل القطب الواحد والذي تمثله أمريكا وامتداده الصهاينة- لا نعترف بإسرائيل- فإن كل القلاقل حول المنطقة والعالم الإسلامي مصدرها هذا القطب وهذا المحتل". أتراك قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في عرض البحر في سفينة مرمرة- التي كانت تعود إلى تركيا حين دار الحوار بين معا ومحمد كايا..فهل أضعف هذا جهودهم؟، يقول كايا "بالعكس لقد زاد الدعم لنا وليس فقط الدعم مادياً بل معنوياً لأن دماء الشهداء الأتراك اختلطت مع الدماء هنا" فهل ندموا على ذلك؟ يقول ضاحكاً:" بالعكس كيف نندم؟ كيف يستشهد الإنسان ويندم؟". |