وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جرحى حرب غزة.. القذائف جرحت الجسد والنفس ايضا

نشر بتاريخ: 29/12/2010 ( آخر تحديث: 30/12/2010 الساعة: 09:44 )
غزه-تقرير معا- لم تستطع آلة الحرب الإسرائيلية بعد مرور عامين من حربها على غزة، أن تبقي الإحباط والانهيار في نفوس جرحى الحرب، ولكنها وهبت لهم العزيمة والإصرار والتحدي لتحقيق طموحاتهم وأهدافهم التي يحلموا في الوصول إليها، رغم العجز الذي تركته هذه الحرب الوحشية عليهم.

خلود ألسوسي (20عاما) طالبة في الثانوية العامة وصفت وملامح الأمل والإرادة القوية ظاهرة على وجهها ما حدث لها قبل عامين أثناء الحرب على غزة فتقول:" كنت اجلس مع أفراد عائلتي داخل المنزل وحينما ذهبت إلى غرفتي لتغيير ملابسي جلست على إحدى الكراسي داخل الغرفة كي أبقى وحيدة لبعض الوقت، وفجأة لم أعرف ما يحصل حولي من قوة الانفجار إلا إنني كنت ملقاة على الأرض وفوق وجهي باب الغرفة الذي دفع عني شظايا القذيفة، وشعرت وقتها بفقدان إحدى ساقي، وخلال نقلي إلى المستشفى كنت بكامل الوعي وأفكر كيف مازلت على قيد الحياة".

وتحدثت خلود عن شعور عائلتها عندما شاهدوها ملطخة بالدماء، بأنهم انهاروا بالبكاء عليها ولم يستوعبوا ما حدث، لأنها البنت الوحيدة لدى عائلتها مضيفة :" وأمي لم تتحمل الصدمة حينما شاهدتني ممدة على السرير وانزف دماء في المستشفى، وكنت اصبر أهلي على ما حدث معي لكي يبقون أقوياء ".

وأوضحت خلود إنها واجهت صعوبة كبيرة في التأقلم مع الوضع الجديد لحياتها وأنها أصبح لديها مسؤولية كبيرة لكي تعتمد على نفسها وان تكون أقوى مما قبل، مشيرة الى ان صديقاتها كان لهن دور كبير في الوقوف إلي جانبها وتشجيعها على الخروج من المنزل وان تكمل دراستي لكي تحقق طموحها بان تكون صحفية كبيرة تنقل واقع معاناة غزة للعالم .

وأعربت خلود عن سعادتها لأنه كان لها دور كبير في مساعدة صديقة لها مصابة بنفس إصابتها للخروج من حالة اليأس والإحباط الذي تعيشه بسبب ما حدث لها قبل عامين من الحرب.

قصة خلود لا تختلف كثيرا عن قصة الجريح احمد أبو سلامة (18 عاما) الذي قال أن قذيفة إسرائيلية اصابتة مع ثلاثة من اصدقائة أثناء تواجدهم أمام منزلهم مما أدى إلى استشهاد اصدقائة الثلاثة واصابتة بشظايا في الرأس مما احدث له شلل طولي وبعض التشوهات في الجسد.

وتحدث احمد عن حادثة غريبة حدثت معه خلال تواجده في المستشفى بعد الإصابة فقد جري خلاف بين عائلته وعائلة صديقه الشهيد محمد حجازي لان عائلة الشهيد اعتقدت أن احمد هو ابنها ولم تكن معالم الوجه واضحة من شدة الشظايا وتم التمييز بين احمد والشهيد محمد من خلال إصابة قديمة في قدم احمد.

وبين احمد أن الإصابة لم تؤثر على نفسيته ولم تحدث له إحباط بل زادت من العزيمة والقوة، وأنه يشعر بالسعادة والرضا لما حدث معه، وأنه كان يطمح في أن يكمل تعليمة ولكن الإصابة وقفت كالحاجز الاستمرار في هذا الطموح ولكنه عمل على إنشاء محل لبيع الأجهزة الخلوية لكي يستمر في حياته،ولكي يستطيع تكوين أسرى ويكون عنصر فعال في المجتمع.

من جهته أكد مصطفى عابد مدير برنامج التأهيل المجتمعي في جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية "ان الحرب الإسرائيلية خلفت 600 إعاقة جسدية منها 113 حالة بتر لإطراف علوية وسفلية أي ما يعادل 60% في شمال القطاع.

وأوضح عابد "إصابة الكثير من الأطفال دون سن "18" بحروق كبيرة بسبب القنابل الفسفورية، وتم التنسيق مع جمعية إغاثة فلسطين لإرسال العشرات من المصابين بالحرب للعلاج في الولايات المتحدة الأمريكية".

وأشار عابد الى ان الإغاثة الطبية "واجهت عوائق في التعامل مع المصابين في الحرب بسبب استهداف الطواقم الطبية من قبل الجيش الإسرائيلي، و منع الكثير من الحالات السفر للعلاج بالخارج بسبب الحصار".

وقال عابد ان الإغاثة الطبية استطاعت ان تساعد المصابين للخروج من الحالات النفسية التي واجهتم في بداية الإصابة وتقوم بتقديم العلاج الطبيعي لهم داخل منازلهم وهذا ما خفف من معاناتهم .

وكشف عابد "ان المؤسسات الدولية والحكومية لا تقدم سوى 20% خدمات لذوي الإعاقة ونحن بحاجة إلى خدمات تعليمية وخدمات علاج طبيعي ومركز تشخيصية، لان الإغاثة الطبية تعاني من عجز في تشخيص المصابين".

وطالب عابد "بضرورة تطبيق القانون رقم 4 لعام 1999 الذي بنص على حق ذوي الإعاقات الحصول على نسبة 5% من الوظائف".

يذكر ان الحرب الإسرائيلية على غزة في نهاية عام 2008 أسفرت عن سقوط 1400 شهيد ونحو 500 ألاف جريح معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال.