|
جنود سلاح المدرعات الاسرائيلية يتحدثون عن الرعب وعن الشؤم من الملابس الداخلية حمراء اللون
نشر بتاريخ: 08/08/2006 ( آخر تحديث: 08/08/2006 الساعة: 18:28 )
بيت لحم- معا- عندما ينحشر جنود الوحدات المدرعة رقم 75 و82 الذين تتراوح اعمارهم بين العشرين والواحد والعشرين عاما داخل دباباتهم المدرعة ليشقوا طريقهم الى اتون حربهم الاولى لايجدون مناصا من التحدث في كل شئ من العمل الى البيت مرورا بالصديقة وصولا الى حديث الموت الذي ذاقه اصدقاؤهم في معارك مارون الراس.
وتلقى هؤلاء الجنود اسوة بباقي منتسبي سلاح المدرعات الدروس الكثيرة حول الصواريخ المضادة للدروع التي تخترق تصفيح دباباتهم وتقتل من فيها لكنهم وبعد ان خبروها عن قرب طوروا حيلهم الدفاعية الخاصة بهم . اول الحيل الدفاعية عدم التقاطهم صورا جماعية خشية ان تقوم الصحافة في يومهم التالي بتميز بعضهم بالدوائر حمراء لتظهر من خطفه الموت منهم وكذلك يمتنعون عن ارتداء ملابس داخلية باللون الاحمر لاعتقاد منتسبي الوحدة رقم 75 بانها تجلب الحظ السئ. ويلاحق الحظ السيئ رجال المدرعات الاسرائيلية الذين وضعتهم الحرب الحالية في مقدمة الصفوف حيث لقي جنديان منهما مصرعهما يوم امس نتيجة تدمير دبابتهم بواسطة صاروخ قاتل اطلقه حزب الله في بنت جبيل. وفي اطار تتالي الحظ السئ كان اول الجنود الاسرى في غزة غلعاد شليط واحدا من هؤلاء وكذلك الجنود الذين وقعوا في اسر حزب الله بداية الحرب الحالية دون ان ننسى قتلى الدبابة التي طاردت عناصر حزب الله بهدف تخليص الجنود الاسرى وقادها حظها العاثر الى احدى العبوات القاتلة مما ادى الى مقتل افراد طاقمها الاربعة. وبعد اربعة اسابيع من القتال المرير اخذ جنود المدرعات يدركون بان فولاذ مدرعات قد يمنعهم من التحديق المباشر في عيون عدوهم لكنه لا يمنع الموت من الوصول اليهم بما لا يقل عن اصدقائهم في سلاح المشاة ان لم يكن اكثر حيث عبر احدهم عن مخاوفه بالقول " بداية الحرب قالوا لنا بان حزب الله يمتلك صواريخ قديمة من نوع ساجر لنكتشف بانه يقذف دباباتنا بكل ما هو متقدم الامر الذي جعل صناديقنا المدرعة غير امنة كما كنا نعتقد". ولم يتردد الضابط ميخائيل شيبلن الذي يخدم في صفوف الوحدة المدرعة رقم 82 في التعبير عن خوفه وسخطه وقال " كنا نسمع عن الصواريخ المدرعة التي تخترق الدبابات لكننا نراها الان واقعا ينغرس في ذاكرتنا انه مخيف جدا لقد ذبح حزب الله بصواريخه البقرة المقدسة ". واضاف الضابط " كل شئ مخيف الصواريخ العبوات الناسفة ، ويتضاعف الخوف لدى الجنود الذين شهدوا مصرع رفاقهم وتركوهم يعيشون موتهم باحلامهم وكوابيسهم ولم يجدوا مخرجا لتفريغ خوفهم سوى الحديث لكن ماذا نفعل ؟ فعندما تحين ساعة الحقيقة ندخل الى الدبابة فهذه مهمتنا ويجب القيام بها ". ويتعايش الضابط دود موشكيفتس 21 عاما مع مخاوفه الشخصية ومخاوف الاخرين كونة مسعف الوحدة واخذ يتحدث باسهاب عن خوفه وخوف جنود الوحدة حيث يخدم وقال " يأتون الي ويقولون نحن خائفون ولا نريد الذهاب اعطنا تقريرا طبيا ورغم انهم يقولون هذا من باب المزاح الا ان اقوالهم تكشف حقيقتهم ، ويعاني الرجال من فوبيا " هستيريا " الصواريخ المضادة للدروع وجميعهم يقولون لقد تحدثوا الينا خلال التدريبات عن تلك الصواريخ لكننا لم نعتقد بان بمقدورها الحاق هذا الكم من الضرر والدمار وجميع الجنود يعانون من الام في البطن لكنهم عند الحاجة يدخلون الى هناك ". ويواجه قائد الوحدة المدرعة المتحركة رقم 75 دان نيمون ابن الثانية والثلاثين مخاوف جنوده الذين يتنقلون في ارض لبنان بواسطة دبابات ميركافا 2 التي تعتبر اقل تصفيحا من مثيلاتها 3 و4 المستخدمة في قطاع غزة ويحاول لعب دور الاب لجنوده الاغرار الذين لم يتجاوزا العشرين ربيعا. وقال قائد الوحدة ان الجنود يدركون بانهم معرضون للاصابة رغم بناء درع خاص حول دباباتهم لكنه لا يحميهم من العبوات الناسفة مضيفا عندما يزرعون عبوة ناسفة تحتوي على طن من المواد المتفجرة لا يمكن لاي درع ان يقف في وجهها والدبابة ليست شركة تأمين ومن يرغب في عدم اصابته عليه الجلوس داخل الملجأ جميع الجنود يخافون ، وجندي المشاة يخشى تلقي رصاصة في رأسه وجندي المدرعات يخشى الصواريخ لكن يجب ان الانسمح للخوف بان يشل الوحدة ". وفي معرض اجابته على سؤال فيما ذا يتحدث الجنود اليه عن خوفهم قال قائد الوحدة المدرعة " غالبية المرات توقف هذا الامر عند درجات القيادة الادني حيث استطاع القادة الاجابة على معظم الاسئلة المنتشرة في صفوف جنود الوحدة مثل لماذا دباباتنا غير مصفحة ؟ علما بان دباباتي هي الاخرى غير مصفحة ومع ذلك ادخل واخرج من لبنان وفقا لمقتضيات الحرب . ويضيف : صحيح انه يوجد لدى الطرف الاخر وسائل لتدمير الدبابات حيث فقدت وحدتي خمسة منها حتى الان ان طواقمها لم تصب مما يثبت ان الدبابة قابلة للاختراق والتدمير لكن الطاقم لم يصب باذى وهذا هو المهم ". اكثر ما يخشاه جنود سلاح المدرعات منظر الدبابة المحترقة واحتجازهم داخلها مع الكثير من الذخائر وحصل ان ترك الكثير من طواقم الدبابات مدرعاتهم فور اصابتها مع علمهم بان هذا التصرف غير سليم وفقا لمعايير سلاح المدرعات ويحاول سلاح المدرعات تدريب جنوده على التصرف بشكل مغايير ويحثهم على عدم الخروج من مدرعاتهم فور اصابتها عدا عن رعبهم من احتمالية وقوعهم بالاسر فلا احد يرغب في ان يقع في يد حزب الله". الجندي بن يوسيف اخذ قسطه في رواية الرعب الاسرائيلية وقال " ندخل الى مارون الراس فلا نجد شيئا سوى بعض الدجاج وعندما تلتقي باول انسان يبادرك بصاروخ مضاد للدبابات وهذا ما حدث معي لقد شاهدت الشخص الاول في تلك القرية وقد وقف امامي بالضبط وعاجل دبابتي بصاروخ فدمرها لكن الحظ حالفا وخرجنا فقط بحروق بسيطة ولم يخطر ببالي ان " مخربا " ينظر الي مباشرة اما الان فانا ادرك بان ذلك ممكن الحدوث ". |