|
الاحتفال بذكرى انطلاقة حركة فتح وسط حشود كبيرة في بيت لحم
نشر بتاريخ: 31/12/2010 ( آخر تحديث: 31/12/2010 الساعة: 18:48 )
بيت لحم -معا- احتفلت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في محافظة بيت لحم، بمناسبة الذكرى السنوية لانطلاقتها، وانطلاقة الثورة الفلسطينية في قاعة قصر المؤتمرات في بلدة الخضر، بحضور الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي، ووزير شؤون الأسرى عيسى قراقع، ومحافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ويوسف العارف أمين سر حركة فتح في إقليم بيت لحم، والنائبين محمد اللحام وفايز السقا، وممثلي القوى الوطنية في المحافظة، وأعضاء من المجلس الثوري لحركة فتح، وقيادات وكوادر الحركة في المحافظة، وجماهير غفيرة امتلأت بها مدرجات قصر المؤتمرات احتفالا بهذه المناسبة.
وبدأ الاحتفال الذي أدار عرافته محمد عبد النبي اللحام بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، و من ثم النشيد الوطني، وبآيات من الذكر الحكيم. وقال الدكتور عريقات :"أن حركة فتح مازالت على العهد، وأن ما قدمته من تضحيات من اجل فلسطين جعلنا أقرب من أي وقت مضى بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وخاصة في ظل مواصلة دول العالم إعلانها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، مؤكدا أن انطلاقة فتح كانت تهدف إلى إعادة وضع خارطة فلسطين على خارطة الجغرافيا العالمية". وقال :"أننا اليوم أمام مفترق طرق، فسلامنا واضح المعالم، فلا دولة بدون حدود، والرئيس محمود عباس قال " ليس هناك اتفاق إلا بضمان مكتوب بإقامة الدولة في حدود عام 67"، مشيرا الى أن الرئيس أبو مازن استدعى قناصل الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وأكد لهم أهمية استمرار التهدئة في قطاع غزة كما كان عليه الحال قبل العدوان الإجرامي على قطاع غزة في عام 2008. وانتقد الدكتور عريقات تصريحات خالد مشعل التي قللت من شأن موجة الاعتراف الدولي للدولة الفلسطينية، والتي اعتبرها مشعل بأنها أمور شكلية، و تصريحات الزهار التي أعلن فيها بأن السلطة زائلة، وقال أننا يجب أن نتوجه بدلا من ذلك إلى توجيه الشكر لهذه الدول الذي اعترفت بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود عام 1967 بالرغم من كل الضغوط الإسرائيلية التي تمارس على دول العالم لوقف موجة هذا الدعم السياسي الدولي للدولة المستقلة. وأكد أن هذه الانجازات لم تأت بفعل المفاوضات وإنما نتيجة للسياسة الحكيمة للرئيس محمود عباس في مختلف المحافل الدولية، مشيرا الى" أننا سنواصل حديثنا في أوروبا وكندا وجنوب شرق أسيا من اجل الاعتراف بحقنا الذي قررتها الأمم المتحدة". وأضاف أن حركة فتح وقعت الوثيقة المصرية، ولماذا لم توقعها حركة حماس حد الآن مؤكدا أننا نقبل بالتعددية السياسية ولن نقبل بتعدد السلطات، ولن نسمح بتكرار الانقلاب في الضفة، وأن فلسطين والقدس ستبقى أهم من كل عواصم العرب والمسلمين، ولن تكون قربانا للمعادلات الدولية والإقليمية، ولن نسمح بأن تتحول منظمة التحرير الفلسطينية إلى جامعة دول عربية مصغرة، أو أن تتحول المقاومة الدين إلى شعار للاستثمار والمزايدة. وحيا عريقات شهداء حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، ونضالات وتضحيات الأسرى وفي مقدمتهم الأسر مروان البرغوثي، والرفيق أحمد سعدات، وحسن يوسف، وأشاد بتضحيات الجرحى ومبعدي كنية المهد. وأشاد الصالحي بالدور المميز الذي لعبته حركة فتح في انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في تعزيز الهوية الفلسطينية، وإعادة إبراز الوطنية الفلسطينية مرتكزا لهذه الثورة، حيث نجحت بوضع بصمتها المميزة في التاريخ الكفاحي للشعب الفلسطيني، وهي القضية التي كانت أساسا لوحدة كافة القوى الفلسطينية من مختلف التيارات الشيوعية والقومية في منظمة التحرير الفلسطينية، وهي القضية الأساس في السعي لتحقيق الوحدة الشاملة لكافة القوى الفلسطينية، وفي إفشال المسعى الإسرائيلي لتحويل الصراع من صراع وطني تحرري إلى صراع ديني. وقال:" نحييكم بتحية الاعتزاز بروحية الاعتزاز بوثيقة الاستقلال، التي مثلت إجماعا أصيلا لقوى منظمة التحرير الفلسطينية في رؤيتها للترابط العميق بين الانتفاضة الشعبية الكبرى للشعب الفلسطيني عام 1987 وبين رسم الأفق السياسي لهذه الانتفاضة ولمجمل كفاح الشعب الفلسطيني، وبتحية الاعتزاز بروحية العمل الوطني المشترك القائم على التعددية واحترام حق الاختلاف والتباين دون اتهام، أو تخوين ودون انتقاص أو تضييق، وبروحية الحرص الدائم على توسيع مساحات القواسم المشتركة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تعصف بقضيتنا الوطنية، وروحية السعي الدائم من اجل صون المكانة التمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كمعبر عن الهوية الوطنية لشعبنا، بوصفها إطارا جبهويا عريضا لكافة القوى والتيارات الفلسطينية على أسس ديمقراطية". وقال الصالحي :"أننا نحييكم إخوتنا في حركة فتح بروح التمسك الصائب تماما بوقف المفاوضات في ظل الاستيطان وفي ظل غياب مرجعية ملزمة لعملية السلام وفقا لقرارات الأمم المتحدة – وبدون سقف زمني لهذه المفاوضات التي تستخدمها إسرائيل من أجل التغطية على مواصلة احتلالها واستيطانها"، مؤكدا أن هذا الموقف الذي يتمسك به الرئيس أبو مازن هو موقف الإجماع الوطني، وهو الموقف الذي يستوجب كل مساندة وتعزيز خاصة في ظل تراجع إدارة اوباما أمام حكومة إسرائيل، وفي ظل التزامها بتعطيل المساعي الفلسطينية لإدانة إسرائيل، ولتعزيز الإرادة الدولية في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة. واعتبر أن الجهد البارز الذي يقوده الرئيس أبو مازن على الساحة الدولية لتعزيز الاعتراف بدولة فلسطين على كامل حدود عام1976 وعاصمتها القدس وضمان اعتراف الأمم المتحدة بذلك، وبما يرافقه من أتساع حركة التضامن الدولي، ما يتطلب دعم فلسطينيا وعربيا شاملا، وسعيا لا يقبل التأجيل من أجل توسيع نطاق الحركة الشعبية والجماهيرية، ومعالجة أية نواقص في العلاقة معها بما يكفل تعزيز صمود أبناء شعبنا، وبما يكفل توسيع هامش الممارسة الديمقراطية وتقوية المجتمع المدني، وحماية الحقوق والحريات والتي يكفلها القانون الفلسطيني دون أي التباس، والإسراع في بناء جبهة موحدة للمقاومة الشعبية، بالإضافة إلى مواصلة السعي من اجل إنهاء الانقسام المدمر الذي يعصف بشعبنا الفلسطيني رغم كل الإعاقات. وحيا الصالحي شهداء حركة فتح والثورة الفلسطينية، والدور الذي لا ينسى للزعيم الخالد ياسر عرفات، أب الوطنية الفلسطينية، وعنوان الاعتراف العربي والدولي لمنظمة التحرير الفلسطينية في مقاومة هذا الشعب للاحتلال، كما هو في صنع السلام القائمة على قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، عنوان الصمود المشرف في بيروت والموت شهيدا في المقاطعة، كما حيا الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وفي مقدمتها الأسير مروان البرغوثي والأسير أحمد سعدات، مؤكدا أن الإسراع في إنهاء الانقسام يمثل ضمانة لعدم استمرارية إسرائيل في التلاعب في هذه القضية، وعلى صحة المسعى لتجنيب شعبنا في قطاع غزة ويلات عدوان الإسرائيلي مبيت، بما في ذلك التمسك بالتهدئة وعدم التوفير أية ذرائع تستخدمها إسرائيل لشن عدوان جديد تعد له مؤسستها العسكرية والسياسية لتحويل الأنظار عن تزايد الإدانة الدولية لمواقفها وممارساتها. وألقى العارف أمين سر حركة فتح في إقليم بيت لحم كلمة باسم الحركة والمنطقة أشاد فيها بدور حركة فتح التاريخي، وبالقادة والمؤسسين الأوائل الذين أعلنوا الانطلاقة بالرصاصة الأولى ليزفوا أول شهيد لهذه الحركة على مذبح الحرية. وقال أن هذه الثورة لها حكاية نقشت حروفها من نور، فقد أعادت القضية على المحافل الدولية، رغم تطاول ألسنة المتآمرين والمتخاذلين، وبنضالاتها وتضحياتها، أصبح للشعب هوية فلسطينية أعترف بها الداني والقاسي. واستذكر العارف أبطال الحركة وشهدائها ورمزها أبو عمار وأبو جهاد والكمالين وصخر حبش وغيرهم من زعماء الحركة الذين ضحوا من اجل فلسطين، وكان همهم صنع الهوية الفلسطينية على قاعدة الوحدة، وثمن دور المؤسسة الأمنية التي لم تألوا جهدا من أجل الحفاظ على أمن المواطنين، وجدد البيعة والعهد بالشرعية الوطنية وعلى رأسها القائد محمود عباس الذي لم يدخر جهدا من أجل التمسك الثوابت الوطنية وتحرير الأرض وإقامة الدولة وعاصمتها القدس. وحيا أبناء شعبنا في قطاع غزة وأبناء حركة فتح القابضين على الجمر، منددا بالانقسامات التي قادتها زمرة الشر وعوامل الشيطان لبناء إمارتها، معربا عن أمله في أن يكون هذا الانقسام خاتمة الأحزان. وتخلل المهرجان تقديم عدة عروض فنية فلكلورية لفرقة أصايل للفن الشعبي، وتكريم عددا من قيادات وكوادر الحركة، وفي مقدمتها الأسير المحرر محمود حجازي أول أسير فلسطيني. |