وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طولكرم: الإغاثة الزراعية تغيّر الواقع الزراعي في بلدة شوفة

نشر بتاريخ: 02/01/2011 ( آخر تحديث: 02/01/2011 الساعة: 12:59 )
طولكرم- معا- بدأت الإغاثة الزراعية في طولكرم العمل على احتياجات بلدة شوفه جنوب المدينة، والمحاصرة منذ بداية الانتفاضة الثانية، وتعاني من إغلاق مدخلها الرئيسي الذي يربطها مع نصفها الآخر "عزبة شوفة "، حيث يضطر أهالي البلدة إلى سلوك الطريق الالتفافي للوصول إلى مدينة طولكرم والقرى المجاورة، كما ويحاصر القرية أكثر من مستوطنة والطرق الالتفافية التي يسلكها المستوطنون.

ويعتمد معظم أهالي البلدة، على الزراعة المروية والتي تعاني من نقص في المياه، حيث قامت الإغاثة الزراعية بتنفيذ مشروع البرك الإسمنتية لحصاد مياه الأمطار من أسطح البيوت البلاستيكية، وإعادة استخدامها لري محاصيلهم، ونفذت (32) بركة إسمنتية تخدم أكثر من (40) مزارعا، كما نفذت العديد من البرامج والمشاريع، من بينها شق وتأهيل (4) كم من الطرق الزراعية.

في هذا الإطار، يقول المزارع قدري دروبي: "لولا هذه البرك التي تم تنفيذها، لما استطعنا استكمال موسمنا الزراعي بسبب انقطاع المياه عن البلدة لأكثر من مرة وأكثر من عشرة أيام في كل مرة، مع العلم ان المزارعين يروون مزارعهم من المياه المخصصة للشرب، اضافة الى تنفيذ مشروع الحديقة المنزلية وحفر آبار الشرب لدعم النساء في البلدة، وتنفيذ العشرات من ورش العمل والدورات التدريبية للنساء والمزارعين".

واوضح المزارع فوزان دروبي رئيس الجمعية التعاونية في البلدة، ان الإغاثة الزراعية غيرت الواقع السيئ الذي كان المزارعين في البلدة يعيشونه، حيث ان شح المياه وانقطاعها المستمر كان دوماً يهدد مواسم المزارعين، وفي السنوات الماضية اكثر من مرة تم إتلاف محاصيلنا بسبب العطش، وبعد وجود البرك وتخزين المياه فيها أصبح المزارع يشعر بالأمان لحدوث أي انقطاع للمياه، وأصبح بإمكانه زيادة مساحاته الزراعية.

واضاف المزارع فوزات: "كنا في موسم الشتاء ننقل منتجاتنا الزراعية باستخدام الدواب، ومرات عديدة بأيدينا لمسافات طويلة، وفي كثير من الأحيان كانت تتعرض للتلف لعدم وجود شبكة من الطرق الصالحة للمركبات، وحتى لا تصلح لمرور الجرار الزراعي، وبعد ان قامت الإغاثة الزراعية بشق وتأهيل الطرق الزراعية بين المزارع والقرية أصبحنا نشعر بالراحة والأمان".

وزاد المزارع فوزات، ان شق وتأهيل الطريق بين بلدتي شوفه وكفر اللبد، أصبح الطريق الرئيسي الذي يسلكه المواطنين والزائرين، حيث كان الأهالي يضطروا الى ركوب اكثر من وسيلة مواصلات للوصول الى مدينة طولكرم، إضافة الى المعاناة من مضايقات المستوطنين وجنود الاحتلال على الساتر الترابي، الذي يفصل البلدة عزبة شوفة المجاورة، او وجود الشرطة الإسرائيلية على الشارع الالتفافي، اما في الوقت الحالي وخلال دقائق يمكننا الوصول الى القرى المجاورة بامان.

بدوره، اوضح زياد جبعيتي رئيس بلدية كفر اللبد، ان هذه الطريق ذو أهمية خاصة من حيث ربط بلدة شوفة المعزولة بالقرى المجاورة، ومعظم الاراضي التي تخدمها هذه الطريق قريبة من المستوطنات وهي عرضة لهم، وهذه الطريق تحمي الاراضي من خلال تسهيل وصول المزارعين لها، وقد عملنا مع الإغاثة الزراعية في مشاريع عديدة كان لها الأثر الكبير في خدمة المزارعين والمجتمع المحلي ككل، بالإضافة الى حماية الأراضي، شاكراً الاغاثة الزراعية على دورها الرائد والسباق واستجابتها العالية للعمل في الأماكن الحساسة التي تعاني من مطامع الاحتلال والاستيطان.

ويشير صالح عيسة مشرف المشروع، بان هذه الانشطة التي تم تنفيذها من شق وتأهيل 4 كم من الطرق الزراعية، وتنفيذ 32 برك اسمنتية، هي ضمن برنامج تحسين مستوى المعيشة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يدار من قبل الاغاثة الزراعية وينفذ من قبل خمس مؤسسات اهلية "العمل الزراعي، الهيدرولوجيين، مركز ابحاث الاراضي، جمعية تنمية المرأة الريفية، بالاضافة الى الاغاثة الزراعية"، والممول من الممثلية الهولندية، إضافة الى تقديم مشروع انشاء حدائق منزلية وآبار للنساء.

واكد سامر الاحمد مدير فرع الشمال في الاغاثة الزراعية، ان نموذج العمل الذي تم في بلدة شوفة بمحافظة طولكرم، هو النموذج الأمثل لعمل الاغاثة الزراعية في مختلف القرى والبلدات الفلسطينية، من حيث التركيز في برامج ومشاريع الاغاثة الزراعية بالمناطق الفقيرة والمهمشة والمستهدفة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين، حيث تحققت رسالة واهداف الاغاثة الاستراتيجية في المساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي، والمساهمة في تحقيق التنمية الريفية والمستدامة، وتعزيز ومشاركة الاغاثة في النضال الوطني.

واضاف الاحمد، انه وخلال المشروع تم تشكيل جمعية تعاونية زراعية في بلدة شوفة لتكتمل الخطة التي وضعتها الاغاثة الزراعية.