وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في العام 2010.. المقاومة السلمية بغزة خطى متعثرة في حقول ألغام

نشر بتاريخ: 02/01/2011 ( آخر تحديث: 02/01/2011 الساعة: 20:48 )
غزة- تقرير معا- لم تتوقف محاولات الفلسطينيين لنقل تجربة المقاومة السلمية من الضفة الغربية إلى قطاع غزة وتميز العام 2010 بانطلاق مزيد من الحملات التي تركزت على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع تحت عنوان "مقاومة الحزام الأمني" ليسقط أول شهيد للمقاومة السلمية في هذا العام إضافة إلى 17 جريحا و145 تظاهرة سلمية باتجاه الحدود،،، إلا أن هذه المسيرات السلمية لم تحظ بالتفاف جماهيري واسع الأمر الذي يضع علامات استفهام حول إمكانية انحسارها أو استمرارها بشكل اكبر في العام الجديد.

صابر الزعانين احد نشطاء المقاومة الشعبية في قطاع غزة أوضح أن التظاهرات السلمية شهدت تصعيدا وزخما جماهيريا في شهر فبراير 2010 ، عندما تشكلت الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني والتي تشرف عليها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية حيث بدأت الجماهير الفلسطينية تتحرك شمال وشرق غزة من بيت حانون وبيت لاهيا شمالا حتى رفح جنوبا.

وأوضح الزعانين أن ابرز المعيقات التي أعاقت عمل المسيرات السلمية في غزة هو استهداف الاحتلال للتظاهرات بالرصاص الحي مما خلق نوع من الذعر والخوف لدى المواطنين إضافة إلى التجاذبات السياسية وأثار الانقسام السياسي وعدم قناعة المواطنين في غزة بالمقاومة الشعبية على غرار تجربة قرى الضفة .

ورغم الحراك الجماهيري الذي شهدته غزة من رفح حتى بيت حانون إضافة لمشاركة عدد كبير من الصحافيين الأجانب، والحضور الإعلامي والاهتمام بتغطية فعاليات التظاهرات السلمية إلا أن العام 2010 شهد تراجع التظاهرات المنظمة من قبل الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني في شهر 6/2010 تقريبا بسبب معيقات لوجستية على الأرض.

خمسون تظاهرة سلمية نظمتها المبادرة المحلية ( نشطاء المقاومة الشعبية في غزة ) معظمها في منطقة شمال غزة _ بيت حانون وذلك رفضا للاحتلال وعملاً على تعزيز صمود المزارعين والسكان في المناطق المتاخمة للخط الفاصل ما بين غزة والأراضي المحتلة.

ويرى الزعانين أن التظاهرات السلمية حققت بعضا من أهدافها لان حراك المتظاهرين ووصولهم إلى الأراضي الزراعية شجع المزارعين على التوجه بعد أن كان يتملكهم الخوف من استهدافهم.

مسيرات أسبوعية الراية واحدة والهدف واحد إلا أن المشاركة الجماهيرية محدودة جدا تنخفض بشكل لافت وذلك بعد استشهاد أحمد ديب سالم في مسيرة سلمية شرق الشجاعية ليكون أول شهيد للمقاومة السلمية.

المحلل السياسي وسام عفيفة عزا قلة المشاركة الجماهيرية في هذه التظاهرات إلى التطورات التي طرأت على فكر ونهج المقاومة وبالتالي تقلصت المقاومة السلمية لصالح المقاومة العسكرية، مبينا أن البيئة في غزة لا تسمح بانتهاج المقاومة السلمية.

وقال عفيفة:"ليس من السهل تنظيم مسيرة سلمية باتجاه الحدود لأننا لسنا على احتكاك مباشر بقوات الاحتلال وهذا ما يفسر العدد القليل للمشاركين على عكس الضفة الغربية التي هي منطقة محتلة وتخضع للاحتلال"، مبينا أن وجود الاحتلال على الأطراف الحدودية لقطاع غزة يؤدي إلى تعامل الاحتلال مع هذه المسيرات بشكل عنيف عكس الضفة الغربية وبالتالي فهو لن يواجه المدنيين بخراطيم المياه لتفريقهم أو الرصاص المطاط أو قنابل الغاز وإنما سيستخدم وسائل قتالية كالرصاص الحي والقذائف، مشددا أنه من غير السهل أن يكون هناك تضحيات في غزة.

وبين عفيفة أن المقاومة السلمية في غزة ورغم أنها تحمل الطابع السلمي إلا أن الاحتلال يواجهها بعنف، مؤكدا أن الجيل الصاعد أصبح لديه قناعة أن المقاومة هي رد فعل على ممارسات الاحتلال وبالتالي فالاحتلال إذا ما قصف ودمر واستخدم قذائف الدبابات والطائرات فيجب أن يكون رد الفعل عسكري وفق ما هو متوفر من وسائل قتالية.

وحول إمكانية أن تنحسر المقاومة السلمية في قطاع غزة مع بداية العام الجديد بسبب المعيقات التي تواجهها على الأرض أكد عفيفة أن الأمور تتوقف على ما يجري ميدانيا، مبينا أن الاتجاه العام يسير نحو مقاومة عنيفة عسكرية أكثر من سلمية لان الأوضاع في غزة تغيرت حيث أن الاحتلال يقيم مع غزة علاقة كيان مستقل وبالتالي حتى لو أن المقاومة سلمية في غزة فسيرد عليها بعنف.

خمسة وتسعون تظاهرة سلمية نظمتها الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني التي انطلقت في فبراير 2010 وذلك بهدف منع الاحتلال من فرض المنطقة العازلة على حدود غزة كأمر واقع فانطلقت أكبر المسيرات السلمية التي عمت محافظات غزة في يوم الأرض.

من جانبه بين محمود الزق منسق الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني أن الحملة انطلقت خوفا من أن يكرس الاحتلال منع دخول المزارعين إلى أراضيهم إلى أمر واقع وتحول هذه المنطقة إلى منطقة عازلة للاحتلال بحيث لا يمكن الاستفادة منها.

وقال الزق معلقا على استحقاقات المسيرات السلمية:"نحن نعلم أن هناك استحقاق يجب دفعه لهذا الفعل النضالي لتحدي الاحتلال ودخول المنطقة المحظورة "، مبينا أنه يضاف إلى هذه الاستحقاقات ما ينتج عن هذه المسيرات من خوف وتوتر لدى قوات الاحتلال المتمركزة على الحدود فيلجؤا إلى إطلاق النيران وتحديدا الرصاص الحي على المتظاهرين.

وأشار الزق إلى أن عدم تفهم بعض القوى السياسية لهذه الظاهرة واعتباره نقيض لفعل المقاومة الأخرى منعت من أن تتحول هذه المظاهرات إلى مظاهرات تحمل الطابع الشعبي والجماهيري بالإضافة إلى عدم توفر الوضع الأمني في المنطقة الحدودية بحيث أصبح المواطن الذي يريد المشاركة في هذه المسيرة يدرك أن هناك مخاطر حقيقة نتيجة توتر الوضع الأمني الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض المشاركة الجماهيرية.

وبينما يرى البعض أن المسيرات السلمية باتجاه الحدود قد حققت أهدافها يرى الزق أنها لم تحقق أي منها، لان الحزام الأمني ما زال موجودا والمزارع يرى أرضه أمامه ولا يستطيع الدخول إليها أو استثمارها، مشددا :"النضال يأخذ الطابع التراكمي ونحن أطلقنا صرخة لرفض هذا الواقع ونصر على هذا الشكل من أشكال النضال ونصر على الدخول إلى منطقة الحزام الأمني مهما تعرضنا لمخاطر".