وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اذا كان ليبرمان يتحدث الروسية فان رياض المالكي يتحدث الاسبانية

نشر بتاريخ: 04/01/2011 ( آخر تحديث: 04/01/2011 الساعة: 12:26 )
عمّان - تقرير وكالة "معا" - تقاتل الفلسطينيون والاسرائيليون على كل شئ وبكل الادوات، تقاتلوا بالسلاح والمتفجرات والصواريخ والزنازين والخطف، ويتقاتلون على الارض والماء واسماء المدن وشق الطرق وتربية الاغنام واللغة العربية واللغة العبرية، والان جاء دور اللغات الاجنبية كما يبدو.

ففي حين استغل قادة اسرائيل اصولهم ولغاتهم الام في ادارة المعارك، حيث يعتبر كتساف وموفاز من اليهود الايرانيين الناطقون باللغة الفارسية، ويعتبر فؤاد اليعازر من يهود العراق وسلفان شالوم من تونس وعمير بيريتس وافرايم هليفي من المغرب واسرائيل حسون من سوريا والحاخام بو حصيرة من مصر.

كذلك يعتبر شارون وبيريس وليبرمان وغيرهم ناطقون باللغة الروسية... وكان شارون دأب التحدث مع اليهود الروس باللغة الروسية لاستمالة قلوبهم وجاء وزير الخارجية الحالي افيغدور ليبرمان على تقليده، بل انه تخطى حدود الدبلوماسية وراح يتحدث الروسية عند زيارته موسكو او مثيلاتها.

وفي اشارة الى رئيس الاركان الحربي الاسرائيلي السابق جابي اشكنازي فقد استغل كونه من يهود بلغاريا حتى ان بعض الصحف البلغارية اعتبرته من ابنائها حين حصل على المنصب، ما دعا الفلسطينيين الى التفكير مجددا بقصة اللغات الاجنبية... لا سيما بعد ان بث التلفزيون الاسرائيلي شكاوى من ان القادة الفلسطينيين يتقنون اللغة الانجليزية افضل منهم مثل نبيل شعث وناصر القدوة، كما ان العديد من القادة الاسرى يتحدثون اللغة العبرية بطلاقة مثل جبريل الرجوب وحسين الشيخ وقدورة فارس...لخ.

وفي المعركة الدائرة حاليا على الساحة الدولية من اجل اتمام اعتراف دول الارض بدولة فلسطين رغم انف الاحتلال، يقف وزير خارجية فلسطين الدكتور رياض المالكي شوكة في حلق وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان، ورياض المالكي يتحدث الاسبانية ويقتحم القارة اللاتينية بسهولة، ليس بسبب اتقانه لغتهم بل بسبب ان حكومات هذه القارة ثورية وتناصر الحريات وقضية فلسطين.

وفي الطريق من تونس الى العاصمة الاردنية عمان، اجرى موفد وكالة "معا" اللقاء التالي مع د.رياض المالكي، وبدأ اللقاء بسؤال المالكي اذا كان يخشى من ردود فعل اسرائيلية على نجاحات الخارجية الفلسطينية مؤخرا ؟.

المالكي: صعب ان اتخيل طبيعة رد الفعل الاسرائيلية ولكن ومن معطيات سابقة ادرك ان اسرائيل لا تقبل الفشل وان ردود فعلها ستتراوح بين ما قاموا به حتى الان من الضغط على الدول التي اعترفت او ستعترف بفلسطين او الطلب من امريكا لاستخدام نفوذها من اجل ذلك او انها قد تفرض اجراءات عقابية ضد السلطة وضد وزارة الخارجية الفلسطينية او انها ستستخدم الابتزاز ضد بعض الدول.

"معا": هل تخشى شيئا من هذا القبيل على الصعيد الشخصي؟.

المالكي : انا شخصيا ومن منطلق مسؤوليتي لن اقلل من مستوى اهتمامنا وحذرنا من رد فعل اسرائيل ولن استخف به ولن استخف بخصمي بل ساخذه على محمل الجد.

"معا": هل ليبرمان شخصيا يأخذ الامر بينه وبينك على صعيد تنافس شخصي؟.

المالكي: نحن كنا مدركين منذ البداية ان وزارة الخارجية الاسرائيلية تتابع كل خطوة نقوم بها وفورا عرفنا انهم يتابعوننا ويراقبوننا وان سفراء اسرائيل في الدول التي نزورها ترفع تقارير منزعجة الى ليبرمان، وعلى الفور قام ليبرمان بجولة من ورائي لزيارة نفس الدول التي زرتها سواء في القرن الافريقي، كما ان ليبرمان وجه دعوة للمسؤولين في تلك الدول لزيارة اسرائيل مع عائلاتهم للنقاهة لمدة 10 ايام وعلى حساب الخزينة الاسرائيلية!!، وعقب جولتي في دول اسيا الوسطى مثل اذربيجان واوزباكستان وكازاخستان، قام ليبرمان بعد اقل من 10 ايام على زيارة نفس الدول ما حدا بالصحافة الروسية لتكتب ان هناك حرب بين وزير الخارجية الاسرائيلي وبين نظيره الفلسطيني.

واضاف المالكي بحزن "نحن لا نملك الميزانية الكافية لمقارعة اسرائيل في منافستها بهذا الشكل لكننا نحن نختار الان شكل وطريقة العمل ولا نقود خارجيتنا بناء على ردة فعل كما يفعل هو".

"معا": هل استفدتم من كون ليبرمان معروف دوليا انه رجل متطرف؟.

المالكي: انا لا اتطرق الى شخص ليبرمان في عملي وانا ملتزم بالدوبلوماسية وحدود اللياقة وبمستوى عال من المهنية، بل انه وحين يقوم وزراء خارجية في العالم بمهاجمة ليبرمان على تطرفه اترك الحديث لهم وافضل ان ابقى مستمعا ليكتشفوا الحقيقة بانفسهم، خصوصا وانه شخص متكبر وهذا ما جعل انتقاده امر شبه دائم.

"معا": هل هناك اية اعتبارات لكونه يتحدث الروسية وانت تتحدث الاسبانية في المعركة الدائرة؟.

المالكي: لا اعتقد ان هذا هو الاساس صحيح انه حين يزور روسيا لا يقوم باستخدام مترجمين ويفضّل الحديث معهم بلغتهم، ولكنني انا ايضا اتحدث الاسبانية وافعل نفس الشئ في اسبانيا والدول الناطقة بها.

"معا" : انت كنت تنتمي للجبهة الشعبية الراديكالية وهو زعيم حزب اسرائيل بيتنا المتطرف !! الا ترى بذلك مفارقة ؟.

المالكي: هذه مقاربة خاطئة تماما، فانا كنت محسوب على الصقور ولكنني الان محسوب على الحمائم وانا امثل سياسة السيد الرئيس وسياسة تفكير القيادة المعتدلة وحكومة د.سلام فياض وايدت التفاوض وفكرة اقامة دولتين، فيما ليبرمان متطرف ولا يؤمن بالاعتدال السياسي وهو من الصقور ولا يزال، ونحن شخصان مختلفان كليا ولا يجمعني معه سوى المسمى الوظيفي.