وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الأسير فخري البرغوثي: سنضيء شعلة الحرية بأرواحنا وصمودنا على ارضنا

نشر بتاريخ: 05/01/2011 ( آخر تحديث: 05/01/2011 الساعة: 12:22 )
رام الله- معا- بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقة حركة فتح والثورة الفلسطينية، سلطت وزارة الأسرى الضوء على الأسير فخري عصفور البرغوثي عميد الأسرى الفتحاوين الذي يدخل عامه الرابع والثلاثين بالسجن، وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلته بتاريخ 23/6/1979 من قريته كوبر قضاء رام الله ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

ويقول تقرير الوزارة أن حكاية فخري البرغوثي هي حكاية الثورة ومسيرتها البطولية وفي المكان الأصعب والأكثر قسوة وهو ساحة السجون والزنازين ومقارعة الجلادين وسياسة القتل والموت البطيء خلف الظلام.

أن يصمد فخري وسائر الأسرى القدامى هذا الزمن الطويل، ويحافظون على شموخهم وصلابة إرادتهم وينجون من مخططات الاحتلال، بصبرهم وتحديهم ومعنوياتهم العالية التي أثارت الدهشة، هذا يعني أن نظرية السجن بالمفهوم الصهيوني قد فشلت في تدمير وتحطيم الأسرى وتحويلهم الى أشباح أو أرقام مفرغة من بعدها الوطني والإنساني.

إنها رحلة التاريخ الفلسطيني المعاصر، رحلة الثورة من المقاومة التي قادها فخري ورفاقه الى مرحلة التحقيق القاسية والتعذيب الوحشي الذي تعرض له عقب اعتقاله من منزله تاركا طفلين صغيرين رضيعين مع والدتهما التي شاركته في رحلته النضالية بكل شموخ وإباء.

إنا 34 عاما من العمر في ساحة اشتباك متواصل من سجن الى آخر، ومن زنزانة الى أخرى، أجساد تناطح المخرز الإسرائيلي، تخوض إضرابات عن الطعام في سبيل الحياة الكريمة، ورجال يبنون دولة السجون بتضحياتهم وجبروتهم وإيمانهم العميق بالحرية والنصر.

فخري البرغوثي هو صوت هذه الرحلة الوطنية، ورمز تبلور الهوية النضالية للحركة الأسيرة ، وتطور المؤسسة الاعتقالية التي أثبتت وبجدارة أن الأسرى هم طلائع حرية وقيادات وأبطال لم يستطع القيد والسجن أن يدمر نفسياتهم و لا يحطم روحهم النضالية المتأججة خلف جدارن السجون.

وقد دخل فخري التراجيديا الفلسطينية، وصار عنوان أسطورة العطاء وهو يروي سيرة زملائه الشهداء الذين سقطوا في أقبية السجون، وحكاية المرضى والمعاقين، وحكاية الحرب النفسية التي شنتها إدارة السجون وأجهزتها الأمنية على واقع الأسرى وما زالت الحرب مستمرة.

لم يستطع فخري أن يرى طفليه هادي وشادي اللذان كبرا ومنعا من زيارة والدهما سنوات طويلة، لتمر السنون، ويعتقل الولدين ويدخلان الى غرفة والدهما في سجن عسقلان، كان مشهدا مؤثرا وصادما ومشحونا بالبكاء والمشاعر الجياشة، حتى حيطان السجن بكت عندما عانق فخري ولديه بعد 25 عاما من اعتقاله.

حكم على هادي 27 عاما وعلى شادي بثلاث سنوات ونصف، الوالد وابنيه يقبعان في السجن، وأم شادي لم يعد حولها أحد، فأسرتها جميعها بالسجن ولا تراهم إلا كل أسبوعين لمدة 45 دقيقة.

يصف شادي الذي أنهى حكمه تاركا والده وشقيقه خلفه بالسجن اللقاء مع والده بأنه كان الأصعب في حياته، لقد اهتزت الأرض والسماء، وتوقفت حركة الزمن أمام ذلك العناق الدافئ المحموم حيث اجتمع الماضي والحاضر والمستقبل معا، الدم والحنين والأحلام والثورة بين أضلاع هذه الأسرة الصامدة والعظيمة.

في ذكرى انطلاقة حركة فتح والثورة الفلسطينية يقف فخري البرغوثي وسط احتفال نظمه الأسرى داخل السجن ليقول: سنضيء شعلة الحرية والنصر بأرواحنا وصمودنا وتمسكنا بثوابتنا الوطنية، ووفاءنا لشهدائنا وأسرانا ومبعدينا، ولن يهزمنا الزمن الإسرائيلي ، ولا قيد السجان وظلامه، فحقنا الإنساني في الحياة والحرية أقوى من الاحتلال وجبروته وطغيانه.