وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وفد مقدسي يقدم التعازي بضحايا كنيسة القديسين في الاسكندرية

نشر بتاريخ: 05/01/2011 ( آخر تحديث: 05/01/2011 الساعة: 16:45 )
القدس- معا- قدم وفد مقدسي ضم شخصيات تمثل القوى الوطنية والإسلامية في المدينة المقدسة قبل ظهر اليوم التعازي إلى الأنبا أبراهام بطريرك الكنيسة القبطية في القدس والديار المقدسة، بضحايا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية.

وألقى زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، كلمة استهلها باستنكار وإدانة هذا الاعتداء، مؤكدا أن ما جرى لا يعكس قيم شعوب أمتنا العربية والإسلامية، محذرا من "وجود أصابع خفية تقف من وراء هذا الاعتداء وهي معروفة لدينا على المستوى العالم العربي والإسلامي".

وأضاف: "ما جرى لا يمكن قبوله دينيا ووطنيا وهو مدان من طرفنا كفلسطينيين أشد الإدانة".

بدوره قدم محمد جاد الله عضو اللجنة الوطنية المقدسية لمقاومة الإبعاد، التعازي للأنبا أبراهام ولعموم أبناء الشعب المصري مسلميه ومسيحييه بضحايا الاعتداء، الذي قال عنه أنه يتجاوز في وصفه ب"العمل الإرهابي".

وقال: "تعازينا الحارة للشهداء الذين كانوا ضحية عمل غير إنساني يتجاوز حدود الإرهاب، لكن مطلوب منا أن نسأل أنفسنا من له مصلحة من وراء هذا الاعتداء؟ ومسؤولية الدولة المصرية الآن أن تكشف الأيدي الخفية التي تقف من ورائه، ومن مصلحة أمتنا العربية جمعاء أن تعرف كافة التفاصيل بهذا الخصوص".

وأضاف: "إن من قام بهذا الاعتداء له مصلحة في زعزعة النسيج الاجتماعي في مصر، وهو ليس عربيا ولا مسلما، فأصابع إسرائيل واضحة في العراق، وليس من المستبعد أن يكون لها دور فيما حدث في الإسكندرية".

كما قدم راسم عبيدات الكاتب الصحفي والمحرر السياسي، تعازي الفلسطينيين بضحايا الاعتداء على كنيسة القديسين في الإسكندرية، وعلى كنيسة البشارة في العراق من قبل، مشيدا بالأقباط العرب وبدورهم في النهضة العربية، وقال: "كان الأقباط على الدوام مثالا للوطنية الصادقة، ولم يسبق أن قدموا طائفتهم على وطنيتهم، والمسيحيون عموما هم جزء أصيل من الشعب العربي على امتداد وطننا العربي الكبير".

وحمل عبيدات على منفذي الاعتداء وقال: "ما جرى بعيد عن روح الإسلام، ولا يمكن أن يكون للإسلام يد فيه، في حين أن مرتكبيه هم دعاة الفوضى الخلاقة والاتهام المباشر يجب ان يوجه إليهم، حيث يسعون إلى إيجاد فتنة في وطننا العربي، ولا أدل على ذلك ما يحدث في العراق وما يتعرض له مسيحيوه من استهداف الغرض منه إعادة تشكيل المجتمع العراقي على أساس طائفي سني وشيعي وكردي ومسيحي.

بدوره، سلم مأمون العباسي عضو حركة فتح إقليم القدس رسالة تضامن وتعزية من اللواء عثمان أبو غربية أمين عام المؤتمر الشعبي للقدس، دان فيها الاعتداء الإرهابي على الكنيسة القبطية في مصر.

وجاء في الرسالة التي تلاها العباسي على مسمع الأنبا أبراهام والحضور: "استقبل شعبنا بأسره والمقدسيون على وجه الخصوص ببالغ الغضب والحزن والأسى أنباء هذا الاعتداء وما أسفر عنه من ضحايا أبرياء كان الهدف منه ضرب نسيج المجتمع المصري. وأضاف: "إننا إذ نستنكر هذا الاعتداء نناشد كل المصريين أن يفوتوا الفرصة على أعدائهم خاصة أن أجندة الفتنة الطائفية تقف من ورائها أمريكا وإسرائيل".

من ناحيته، عبر الأنبا أبراهام عن مشاعر الاعتزاز بتضامن الوفد المقدسي مع ضحايا الاعتداء على كنيسة القديسين وقال: "هذه مشاعر نعتز بها وتزيدنا صمودا وإيمانا بوحدتنا ومستقبلنا وانتمائنا العربي والفلسطينيين، تعبر عن عمق في الفكر والثقافة ما يجعلنا نفتخر في قدس فلسطين وقدس العالمين العربي والإسلامي، وفلسطين هي في قلوبنا كما قال الأنبا شنودة، وكانت في عهد جمال عبد الناصر بمثابة الحلم الذي يراودنا منذ نعومة أظفارنا، ولأجل فلسطين خاضت مصر جميع حروبها وقدمت الآف الشهداء من أبنائها، ولا أكون مجافيا للحقيقة إذا قلت أنه يوجد شهيد من شهداء الحرب من أجل فلسطين وتحملت أعباء كثيرة من اقتصادهاـ وهو أمر نفتخر به ولا نمن به على أحد".

وأضاف: "أحب أن أطمئنكم بأن المصريين جميعا واعون تماما لكل المخططات، وهيهات لأي كان أن يفت من عضد المصريين وأن يمس وحدتهم الوطنية وإيمانهم بمصر، وكلنا في مصر نشأنا معا بيوتنا متجاورة، أعيادنا متحدة مشاعرنا وحدة أيضا، وحتى دماؤنا سالت في الحروب معا، لقد زادنا الاعتداء الأخير كمصريين تلاحما وتصميما على وحدتنا وتقاربنا وتوادنا وعلت الأصوات، أنا مسالم فأنا ضد اللإرهاب، ونموت سوا ونعيش سوا، وكلنا مصريون، وقول جريس قول حسين :إحنا واحد مش اتنين".

وختم الأنبا حديثه بالقول: "لسنا أحسن من فجرت فيهم الفنادق والمساجد في الأردن والعراق وفي الباكستان، ومن ذبحوا في الجزائر فالإرهاب موجود منذ أن قام قابيل على هابيل وقتله، ولا بد في النهاية من أن نترفع فوق كل الأمور العابرة".

وضم الوفد، العديد من ممثلي القوى الوطنية والإسلامية من بينهم الناشط السياسي يعقوب أبو عصب، وعارف ناصر الدين، ربحي أبو الحمص، خميس السلايمة، عبد الناصر الخطاب، اسحق مخيمر، موسى قوس، الكاتب نبيل الجولاني، سليمان مطر.