|
اتباع الديانات السماوية الثلاث يُعرّون وجه الاحتلال
نشر بتاريخ: 05/01/2011 ( آخر تحديث: 05/01/2011 الساعة: 23:12 )
رام الله -معا- عقدت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس في مقرها العام برام الله ظهر اليوم الاربعاء مؤتمرا صحفيا، بمشاركة فريدة من نوعها بين اتباع الديانات السماوية الثلاث، تم كشف العديد من الحقائق واعلان مواقف صارمة وواضحة فيما يتعلق بما تتعرض له القدس على يد الاحتلال .
وافتتح الدكتور حسن خاطر المؤتمر بالترحيب بالعلماء ورجال الدين والصحفيين ورجال الاعلام، واشار الى ان هذا المؤتمر يتميز عما سبقه بمشاركة رئيس حركة ناطوري كارتا الحاخام هيرش الذي عُرف بمواقفه الجريئة والمتقدمة جدا ضد الاحتلال وجرائمه . وقال الدكتور خاطر ان هذا المؤتمر سيكون افضل واقوى رد على اكاذيب واضاليل "الصهاينة" الذين يعيثون فسادا في القدس والاراضي الفلسطينية باسم الله وباسم الدين ، فالاحتلال كما قال خاطر يهدم ويبني باسم الدين ويقتل ويعتقل باسم الدين ويشرد ويدمر باسم الدين ، ويُزوّر ويشوه التاريخ باسم الدين ، ويحفر الانفاق ويسطو على المقدسات باسم الدين ، ويسفك دماء الاطفال والنساء والشيوخ باسم الدين ، ويتمرد على القرارات والقوانين الدولية والشرائع السماوية باسم الدين ...."، مؤكدا ان الاحتلال ما هو الا اكذوبة كبيرة باسم الدين وتحت مسماه ، وان هذا الجمع من رجال الدين ، من اتباع الديانات السماوية الثلاث ، اليهودية ، والمسيحية والاسلام ، يشكلون تكذيبا صارخا لمزاعم الاحتلال ، واجماعا على تفنيد اكاذيبه ومزاعمه التي خدع ويخدع بها السذج من ابناء هذا العالم سابقا وحاضرا وأوضح الدكتور حسن خاطر ان انعقاد هذا المؤتمر ياتي في ظروف صعبة ومعقدة تمر بها المدينة المقدسة، فالهجمة الاستيطانية تتصاعد ومصادرة الاراضي وبناء الوحدات الاستيطانية وهدم بيوت الفلسطينيين واحكام اغلاق المدينة وعزل المقدسات وتكثيف الضرائب واعمال القمع والارهاب والابعاد في حق اهلنا تزداد تفاقما وخطورة يوما بعد يوم. واعلن د.خاطر ان وضع القدس "كمدينة مقدسة للديانات السماوية " اصبح مهددا فعلا، وان اطماع الاحتلال واحقاده توشك ان تحول المدينة الى نموذج مشوه مليء بالاكاذيب المنسوبة الى الدين والى التاريخ ، وتوشك هذه الجرائم ايضا ان تطمس الحقائق الكبرى التي ميزت حقيقة المدينة وهويتها الدينية والتاريخية وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى ونيسة القيامة . واكد الامين العام للهيئة حسن خاطر ان الاحتلال اليوم بات يوظف كل شيء في سبيل تحقيق اهدافه في تهويد القدس وتهجير المقدسيين ، فاضافة الى سلطته الاحتلالية التي تقوم على البطش والاعتقال والهدم والتخريب والاستيطان فهو يستغل تزوير التاريخ وتحريف الدين والتلاعب بمشاعر المؤمنين ، وهو يوظف الاعلام والسياسة والسياحة والسينما والانترنت .... بل وحتى الشائعات والاراجيف التي من شانها ان تسهل عليه المهمة . وتابع :"لعل التصريحات الرسمية التي اطلقها قائدة منطقة القدس قبل اسابيع والتي اكد خلالها ان مسالة انهيار المباني الجنوبية في الاقصى ما هي الا مسالة وقت وانهم جاهزون لعمليات الانقاذ .... دليل قاطع على ذلك ، خصوصا بعد ان كشف النقاب مؤخرا عن افلام واعمال سينمائية والكترونية تبين زوال هذا الجزء من الاقصى وبناء الهيكل على انقاضه. واخيرا اكد خاطر ان وضع القدس لم يعد يحتمل هذا الصمت المريب ، وها هم رجال الديانات السماوية الثلاث ينقلون صرخة القدس الى جميع المؤمنين في الارض، يكشفون زيف الاحتلال وادعاءاته الباطلة ، يضعون النقاط على الحروف للعرب وللمسلمين وللمسيحيين ولليهود وللعالم اجمع ، ليتحمل الجميع مسؤولياته قبل فوات الاوان ، ومن لم يحركه لاجل القدس صوت الديانات السماوية الثلاث فلا اظن ان هناك صوت آخر يمكن ان يحركه ، ولو كنت مكانه لاختبرت نفسي امع الاحياء انا حقا !؟ اما الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية فاكد على أنّ القدس والقضية الفلسطينية تقعان في وجدان كل عربي ومسلم يشعر بانتمائه لهذه الأمة، وينبض قلبه بالإيمان الصادق، ويجيش صدره بعزة الإسلام، فالقدس هي القبلة الأولى التي توجه إليها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أن فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج، وظلت القدس قبلة المسلمين بعد هجرتهم إلى المدينة المنورة ستة عشر شهراً، وهي منتهى الإسراء، ومنطلق المعراج إلى السماء، مؤكدا ان المسجد الأقصى هو ثالث أعظم مساجد الدنيا وأقدسها. وقال ان أرض الإسراء والمعراج التي باركها الله، تتعرض اليوم لمخاطر التدنيس، وطمس الهوية، ولعدوان متواصل يستهدف بشرها وشجرها وثمرها وحجرها، وقال :ان المحتل الغاصب يعتبرها عاصمته له ويمارس تبعات ذلك على أرض الواقع، ونحن نعتبرها قدسنا، لكنها محتلة بأيدي عدونا، والتاريخ بسجله ووقائعه ووثائقه يؤيد حقنا فيها، مؤكدا ان المسألة تبقى في نطاق الصراع بين طرف ينفذ مرحليًّا ما شاء من الأفعال، ويصدر ما شاء من القرارات، وصاحب الحق مغلوب على أمره، وما يجري على أرض الواقع يأتي بخلاف أمانيه ورغباته. وبين ان جزءا مهما ورئيسا من الحرب على القدس يخص المسجد الأقصى المبارك، الذي ترتكز حوله بؤرة الصراع، وهو مهدد بالهدم وبناء الهيكل مكانه، أو استباحة حرماته باقتطاع أجزاء منه لتكون نواة لكنيس يهودي يبنى في ربوعه. واشار الشيخ محمد حسين الى ان أهل الرباط في بيت المقدس ينبهون العالم وبخاصة المسلمين في أنحاء الدنيا إلى ما يجري للمسجد الأقصى من استهداف ومحاولات تدنيس، قبل أن يفوت الأوان، ويؤكدون على أن قدسهم التي حظيت بمكانة عظيمة عند المسلمين عبر العصور الإسلامية فإنها تفتقد اليوم عدالة الخطاب، وتستنجد شهامة صلاح الدين وأحرار المؤمنين ليخلصوها من الاحتلال البغيض، من خلال تضافر الجهود الشعبية والرسمية لصد العدوان وطرد المعتدين، فالقدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، والعرب والمسلمون مطالبون بجعلها في صدارة قضاياهم بأكملها، وعليهم أن يبذلوا من أجلها الغالي والنفيس، قبل أن تضيع من حاضرهم ووجودهم لا قدر الله. وقال : ان أهل القدس وفلسطين يؤكدون رغم الصعاب والجراح على يقينهم بثبات حقهم في القدس ومسجدها الأقصى، وهذا اليقين سيسقط الجدار، وسيفشل مخططات أصحابه بإذن الله، وإننا بإذن الله صامدون مرابطون، حتى يأذن الله بنصر قريب. بدوره قال الاب مناويل مسلم ان "المسيحيين في العالم كله مرتبطون روحيا بأرض فلسطين ويكرمون هذه الأرض باعتبارها مهدا لديانتهم قدسها المسيح الفادي. وقال : ان اعطاء الجزء الأكبر من فلسطين للشعب اليهودي يعتبر صفعة قاسية لعلاقات المسيحيين الدينية وتمسكهم بهذه الارض، مؤكدا ان وجود الشعب اليهودي كأكثرية محتلة لهذه البلاد يعد تدخلا في ممارسة المسيحيين لحقوقهم في الأرض المقدسة". وقال : ان الكاثوليك يتمتعون بحقوق في أماكنهم المقدسة ومن العدالة أن تحفظ لهم تلك الحقوق وتحترم. ويجب التأكيد مرارا ومرارا على تلك الحقوق وصونها. وأي إعتداء على أرض فلسطين يمس تلك الأماكن المقدسة وبذلك يجب حل المشاكل الناجمة عن ذلك الإعتداء بعدالة وإنصاف وطالب الاب مناويل مسلم باسم المسيحيين بامور عديدة منها 1) تثبيت حدود دولة فلسطين والإعتراف بحقوق شعب فلسطين على القدس الشرقية عاصمة لدولتهم العتيدة 2) بحق العودة إلى فلسطين عامة وإلى القدس خاصة 3) طالب دول العالم والفاتيكان بوقف الإعتداء المتواصل على القدس والمقدسات والإنسان بالبناء أو الهدم أو التهجير أو التنقيب أو الضرائب وما إلى ذلك 4) طالب بإعطاء القدس قداسة وروحانية والعمل على حفظ شباب القدس من الدعارة والمخدرات والفتنة وتوفير الحرية الكاملة لممارسة الشعائر الدينية. 5) وطالب بفتح أبواب القدس أمام أبناء فلسطين مسيحيين ومسلمين لا في الأعياد فقط كما تحاول إسرائيل أن تفعل بل على مدارس السنة دون وضع عراقيل أو طلب تصاريح وما شابه من عقبات. واكد الاب مناويل ان المسيحيين في العالم لا يستطيعون أن يحتملوا رؤية القدس تدوسها أرجل الجيوش الغازية في كل زمن. لذلك يجب أن تعطى القدس وضعا يكفل عدم قيام أي شعب يحمل سيفا ليحرر القدس من الآخرين، مؤكدا ان الحفاظ على الأماكن المقدسة والإنسان المسيحي مهمة إسلامية وان القدس لا يمكن ان تكون إلا عربية وان الذي يجمع شعبنا هو المواطنة وليس الدين وقد ندد بالجدار الذي يبنيه الإسرائيليون حول القدس لتهويدها مؤكدا اننا سندق فيه أول اسفين وأننا سنكون اول من يضرب فيه المعول لهدمه. وحذر الاب مسلم من إن غياب العنصر المسيحي في القدس سيكون بلا شك فقرا لهذه الهوية الفلسطينية وهذا ما تهدف إسرائيل إليه من تهجير المسيحيين، مطالبا المسلمين أن يجعلوا من قضية الوجود المسيحي في الارض المقدسة والقدس خاصة قضية إسلامية لا ينبغي التفريط فيها وقال : القدس اليوم هي النداء المستمر لنا جميعا كي نذهب للقاء الآخر. هذا قدركم وهذا قدرنا أن نعيش في فلسطين سوية استنادا الى البعد التاريخي الذي يرتكز على العهدة العمرية". وحذر ان الخوف اليوم لم يعد على الأماكن التي حول الأماكن المقدسة بل على الأماكن المقدسة ذاتها، معتبرا ان احتلال هذه الأماكن ومعاملتها بهذه الطريقة خطيئة نحو المسيح ونحو الضمير المسيحي وان استمرار الإرهاب والعنف في القدس يسيئان إلى العدالة والحرية في كل مكان في العالم . اما الحاخام اسرائيل هيرش رئيس حركة ناطوري كارتا فقد رحب بالمشاركين واكد انهم كيهود حقيقيون يؤمنون بالله وتوراته ، وفي المقابل لا يعترفون بالدولة الصهيونية ، وقال : لقد جئنا هنا لإعلان تضامننا مع سكان مدينة القدس الفلسطينيين مسلمين و مسيحيين ويهود ". واكد الحاخام هيرش معارضته الشديدة للإحتلال الصهيوني لمدينة القدس ، مطالبا ومؤكدا على اهمية إنهاء الاحتلال الصهيوني البشع لأرض فلسطين ، الأرض المقدسة ، وعلى راسها مدينة القدس . وقال الحاخام هيرش : نغتم هذه الفرصة ومن خلال هذا المؤتمر للتنديد بشدة بقتل الفتاة جواهر أبو رحمة التي قتلت بدم بارد على يد مجرمي الحرب ، عناصر الجيش ، وذلك لاحتجاجها الصامت ضد جدار الفصل، ونطالب محكمة العدل الدولية بمحاكمتهم على جرائم الحرب التي يرتكبونها ضد اخواننا الفلسطينيين الأبرياء يومياً .وقال : من الضروري توضيح موقف الشعب اليهودي الحقيقي ضد القيادة الصهيونية التي تدنس أرض فلسطين وتنتهك حرمة المدينة المقدسة " القدس " بنجاستهم و فحشهم منذ 62 عاماً ، و اضطهاد حراس الديانة اليهودية بالقمع و الإرهاب مستغلين اسم "اسرائيل المقدس " زورا وبهتانا ". وقال الحاخام هيرش:" اننا نتوجه من هنا وباسم الشعب اليهودي الحقيقي لسيادة الأمين العام للأمم المتحدة " بان كي مون" و الذي يحترم الشعب اليهودي الحقيقي بعدم الوقوف مكتوف الأيدي أمام جرائم الصهاينة ، وتفعيل جميع القوى المتوفرة لديه للوقوف أمام هذا الاحتلال البشع مرة واحدة و للأبد ، و إنهاء احتلال و تهويد مدينة القدس و انهاء تسلط المستوطنين على أرض المواطنين الأصليين في مدينة القدس ، والعمل على استصدار قرار يعيد كل اخواننا الفلسطينين الذي طردوا من بيوتهم و أملاكهم و أرضهم بالإرهاب الصهيوني ،و التصدي للإرهاب الصهيوني الذي يتزايد يوما بعد يوم ". وقال :"نعلن ونقول لا للإرهاب الصهيوني لا للإحتلال البشع ، لا للعنف ضد اخواننا الفلسطينيين مسلمين و مسيحيين و يهود" . واوضح اسرائيل هيرش ان المؤسسة "الصهيونية" تتعارض و تشريعات الله التي تحرم على الشعب اليهودي اقامة أي حكم ،و بذلك يتنكرون لقوانين التوراة و يتمردون على الله و توراته التي نزلت بجبل سيناء . وختم كلمته بالقول : "اننا كيهود اصليون نصلي و ننتظر اليوم الذي يعود فيه الحكم الكامل لاخواننا الفلسطينيين على الأرض المقدسة كلها و عاصمتها القدس ، و طرد الصهاينة من الأرض المقدسة بقوة الله ، ولنعيش سوياً مع اخواننا الفلسطينيين تحت سيادة حكم فلسطيني ،و تتحقق نبوءة الأنبياء بسيادة حكم الله على العالم كله لعبادة إله واحد إن شاء الله." |