|
اسرائيل تهدم قصر المفتي أمين الحسيني لبناء حي استيطاني
نشر بتاريخ: 09/01/2011 ( آخر تحديث: 09/01/2011 الساعة: 18:50 )
القدس -معا- هدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي، صباح اليوم الاحد، قصر المفتي أمين الحسيني وفندق "شيبرد" الذي اضيف اليه، في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة.
وافاد مراسل "معا" في القدس ان ثلاث جرافات ضخمة نفذت عملية الهدم وسط حراسة قوات كبيرة من الشرطة الاسرائيلية و"حرس الحدود"، مضيفا أن عمليات الهدم طالت المبنى التاريخي الذي يضم قصر المفتي أمين الحسيني والفندق معا. وأكد أن شرطة الاحتلال اعتقلت نضال أبو غربية أحد كوادر حركة فتح من حي الصوانة شرق البلدة القديمة من القدس واعتدت بالضرب على عدد آخر من المواطنين خلال عراك وقع في محيط مبنى الفندق بين مواطنين وعدد من المستوطنين رفع احدهم صورة تجمع المفتي الحاج أمين الحسيني وأدولف هتلر. وحضر إلى موقع الهدم في وقت لاحق محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني، والشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح والعشرات من المواطنين. وطالت عملية الهدم حتى الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم مبنى الفندق بالكامل، ووصلت أنيابها إلى مشارف قصر المفتي الحاج أمين الحسيني الذي كان شيد في مستهل الثلاثينيات، ثم أضيف إليه الفندق مطلع الستينيات من القرن الماضي. في حين كانت عائلة مروم المقدسية تدير الفندق حتى قبل شرائه من قبل شركة أجنبية تبين لاحقا أنها غطاء لجمعيات استيطانية يمولها المليونير الأمريكي اليهودي إيرفينغ موسكوفيتش عراب الاستيطان في القدس القديمة وسلوان والأحياء المحيطة بها. وكانت بلدية الاحتلال صادقت العام الماضي على مخطط لبناء 20 وحدة استيطانية في الموقع كمرحلة أولى من مخطط واسع لبناء 390 وحدة استيطانية. واستولى مستوطنون العام الفائت على منازل لعائلات الغاوي وحنون والكرد إغلاق منطقة واسعة شمال وشرق البلدة القديمة فيما يشبه الحزام الاستيطاني، علما أن الفندق يقع في منطقة تنتشر فيها الدوائر والمؤسسات الإسرائيلية الهامة مثل مجمع دار الحكومة، وفندق حياة ريجنسي، ومركز الشيخ جراح الصحي التابع لصندوق المرضى كوبات حوليم- كلاليت، وإلى الشمال منه مباني الجامعة العبرية، ومستشفى هداسا. كما تتاخم منطقة الفندق البؤة الاستيطانية بيت أوروت على جبل الزينون، وإلى الجنوب الشرقي تقع مستوطنة معاليه هزيتيم، التي مول بناءها موسكوفيتش أيضا. المحافظ الحسيني: هدم بيت المفتي مباركة بالعام الجديد وفرض امر واقع! من جانبه، اكد محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني، اجراء اتصالات مكثفة مع المجتمع الدولي والسلك الدبلوماسي الغربي لوقف التوسع الاستيطاني بالقدس. وأضاف الحسيني لنشرة أخبار شبكة "معا" الاذاعية بأنه تلقى وعوداً من الجميع، "لكن مع الأسف الشديد كل الأمور توقفت ولم يتم أي شيء منها، فالذي تم هو عمل الجرافات، حيث يوجد 3 جرافات كبيرة قامت بهدم البيت. وأشار الحسيني ان هدم البيت اليوم هو استمرار للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي بوسط القدس، "وهذا المكان بالنسبة لهم هام جدا وسيكون بداية تمهيدية لبناء مستوطنة جديدة في الشيخ جراح، بحيث ستحدث شرخا ما بين البلدة القديمة ومحيط بعض الأجزاء الشمالية والشرقية للمدينة المقدسة". وأضاف بأن هناك عملية تقطيع للأوصال ضمن برنامج استيطاني واضح "وله علاقة بالإستراتيجية الإسرائيلية بمنع أي إمكانية للقدس بأن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية أو جزء منها. وأوضح الحسيني بأن هدم البيت هو بمثابة مباركة للشعب الفلسطيني مع بداية العام الجديد، في ظل استمرار القمع في سلوان وفي كل مكان في المدينة، والاعتقالات المستمرة بحيث تم اعتقال العديد من الشبان اليوم في المدينة. فتح: هدم "الشبرد" خطوة جديدة لتهويد القدس وعلى الجميع تحمل مسؤولياته لوقفها أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، أن الاجراءات الاحتلالية الاسرائيلية في القدس، هي إجراءات باطله، ونددت بأعمال الهدم التي تتم في منطقة حي الشيخ جراح وفندق شبرد لأجل البناء الاستيطاني في القدس الشرقية. وقالت فتح في بيان صادر عن مكتب الناطق الرسمي باسم الحركة، إن محاولات تهويد القدس والاستيطان المكثف، تتعارض كليا مع القانون الدولي من جهة وتستهدف تهويد القدس وطرد سكانها من جهة أخرى. وأضافت إن عمليات السيطرة على حي الشيخ جراح، تأتي في سياق محاولات عزل شمال القدس عن البلدة القديمة، خصوصا بارتباطها الجغرافي مع عقارات "الكرد" و"حنون"، وذلك بهدف بناء وحدات إستيطانية في المدينة المقدسة. وطالبت فتح اللجنة الرباعية والولايات المتحدة الأمريكية، بالضغط لوقف هذه الأعمال العدوانية، التي تستفز الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والاسلامية، وتدفع نحو التوتير والتصعيد، خصوصا مع تراجع العملية السياسية وتوقف المفاوضات كلياً. البرغوثي: الهدم يؤكد سياسة التطهير العرقي بدوره قال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان هدم فندق شيبرد في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة يؤكد سياسة التطهير العرقي ويكشف حقيقة المخططات الاسرائيلية التي تحاك ضد المدينة. واضاف البرغوثي ان هدم الفندق الواقع في قلب الحي بهدف إقامة مبان استيطانية للمستوطنين يرمي الى تهويد القدس وتغيير طابعها العربي الفلسطيني انطلاقا من عمليات الهدم والتشريد الممارسة من قبل حكومة المستوطنين. وحذر النائب مصطفى البرغوثي من مخاطر التمدد الاستيطاني في قلب الاحياء الفلسطينية في القدس داعيا الى تحرك عاجل لمواجهة ما تتعرض له المدينة المقدسة من هجمة استيطانية غير مسبوقة. واكد البرغوثي ان "الاستيلاء على ممتلكات شعبنا وسياسة هدم المنازل وسحب الهويات واستهداف المقدسات واستفحال الاستيطان في القدس جميعها ترمي الى الانقضاض على المدينة وفرض الوقائع على الارض". عيسى: اسرائيل تهدف لتقليص الوجود الفلسطيني في القدس من جهته اعتبر الدكتور حنا عيسى –خبير القانون الدولي بان سياسية إسرائيل في هدم البيوت تهدف لتقليص الوجود الفلسطيني وتفريغ الأرض من سكانها الأصليين بالإضافة إلى الحد من التوسع العمراني الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. وقال عيسى بأنه وفي إطار سياسة هدم المنازل واصلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ,ممثلة بما يسمى الإدارة المدنية في الضفة الغربية و بــ " بلدية القدس " سياسة هدم بيوت الفلسطينيين وبوتيرة أعلى مما كان عليه في السنوات الماضية , متذرعة بأسباب أمنية حينا , وبعدم الترخيص وفقا لقوانين التنظيم و البناء الإسرائيلية أحيانا أخرى. علما بان هدم البيوت أو إغلاقها لذرائع أمنية يندرج ضمن العقوبات الجماعية المحظورة بموجب المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على انه "لا يجوز معاقبة أي شخص محمي عن مخالفة لم يقترفها هو شخصيا, كما تحظر العقوبات الجماعية". دلياني: انتهاك للحقوق الشخصية والوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني من جانبه أعتبر ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح أن عملية هدم فندق شيبرد في حي الشيخ جراح بالقدس انتهاكاً جديداً للحقوق الشخصية والوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني. وأكد دلياني أن مشروعاً استيطانياً سيقام، بحسب مخططات دولة الاحتلال، في موقع الفندق بدعم مالي من المليونير الأمريكي ارفينغ مسكوفيتش بحيث يضم 20 وحدة استيطانية في المرحلة الأولى و 70 أخرى في المرحلة الثانية. وأضاف أن هذا المشروع الاستيطاني جزء من الطوق الاستيطاني حول البلدة القديمة من الجهة الشمالية و الذي تخطط له ما تسمى بـ"بلدية القدس" من خلال وصل المنازل المخطط الاستيلاء عليها في الشطر الغربي و الشرقي لحي الشيخ جرّاح و منطقة كرم المفتي و أرض السمار و صولاً الى الجامعة العبرية. وشدد دلياني أن مواصلة تنفيذ المشروع الاستيطاني الاستعماري في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 و خاصة في مدينة القدس هو دليل على إصرار حكومة اليمين المتطرف في دولة الاحتلال على تحدي المجتمع الدولي و القوانين و المواثيق الدولية. لجنة القدس بأوقاف المقالة تطالب بتدخل عاجل لحماية القدس من ناحيتها ندَّدت لجنة القدس بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالحكومة المقالة بشروع الجرّافات والآليات التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلية بهدم فندق "شيبرد" الكائن في حي الشيخ جرّاح بشرقي القدس، لصالح مخطّطات إقامة مبنى سكني يهودي ضخم في المنطقة يفصل بين حيين فلسطينيين في المدينة. ولفتت اللجنة إلى أن سلطات الاحتلال شرعت بعمليات الهدم والتجريف للفندق في أعقاب مصادقة "لجنة التنظيم والبناء" التابعة لبلدية القدس الاحتلالية على هذا المخطّط بغية إقامة عمارة استيطانية تستوعب عشرات العائلات اليهودية. ونوَّهت إلى أن أعمال البناء لإقامة عشرين وحدة استيطانية في فندق "شيبرد" تعود ملكيته أساساً لمفتي القدس الحاج أمين الحسيني، معتبرة أن هذه الأعمال هي جزء من سلسلة مخطّطات استيطانية تشتمل على إخلاء العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح والدفع باتجاه عجلة التهويد والاستيطان. وأشارت إلى أن إقامة المستوطنات اليهودية على أنقاض المنازل العربية المقدسية في المنطقة تأتي في إطار سياسة الإجلاء وتفريغ القدس من محتواها، لافتةً إلى أن هذه المخطّطات من شأنها عزل الحي من خلال إقامة حزام استيطاني حوله، وفصل القدس القديمة عمّا حولها. وطالبت لجنة القدس كافة المعنيين من ذوي الاختصاص وأصحاب الضمائر الحية بضرورة حماية الديار المقدسية من الاحتلال، داعيةً إياهم لنصرة القدس بكل ما أوتوا من قوة حكيمة ووعي قويم من اجل كبح جماح هذه القرصنة وثني الاحتلال عن جرائمه المتصاعدة حتى هذه اللحظة. غنيم يعتبر هدم فندق "الشيبرد" دليل على التصعيد الاستيطاني بحق القدس ومن ناحيته، اعتبر وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان المهندس ماهر غنيم، ان اقدام سلطات الاحتلال الاسرائيلي على هدم فندق "الشيبرد" في مدينة القدس اليوم الاحد، دليل واضح على تصعيد الاحتلال لسياساته الاستيطانية الممهنجة بحق مدينة القدس ومواطنيها ومقدساتها. واكد غنيم في بيان صحفي، ان الهدف من وراء كل هذه الانتهاكات المتواصلة بحق المدينة المقدسة، هو تفريغها من سكانها وتغيير معالمها، وذلك لتنفيذ مخططات الاحتلال ومستوطنيه التي وصفها بـ "العنصرية" فيها على حساب الانسان والتاريخ الفلسطيني والعربي والاسلامي. وقال غنيم: إن ما تتعرض له القدس اليوم لاعتداءات على كافة الاصعدة تستدعي منا كفلسطينيين وعرب ومسلمين التوحد لمجابهة الاخطار المحدقة بمدينة القدس لا سيما في ظل الهجمة التي تقودها بلدية الاحتلال برعاية من حكومة بنيامين نتنياهو الاسرائيلية، التي وضعت صوب عينيها محاربة كل ما هو عربي داخل القدس بشتى الطرق وبكافة الاساليب. واضاف الوزير غنيم ان تسارع وتيرة الاستيطان داخل مدينة القدس اضحى سياسة يومية منظمة ومدروسة وهدفها بات واضحا للجميع الا وهو فرض كافة الوقائع الاحتلالية والاستيطانية لسلخ المدينة عن طابعا العربي والاسلامي والمسيحي وتهويدها وتهجير سكانها العرب, وبالتالي تحقيق اماني واحلام الجماعات اليهودية المتمثلة بهدم المسجد الاقصى المبارك وبناء الهيكل. واشار الوزير غنيم الى ما تتعرض له المدينة خصوصا البلدة القديمة ومحيط المسجد الاقصى، وبالذات حي سلوان والشيخ جراح من اعتداءات على المواطنين وهدم للبيوت واستيلاء على الاراضي وفرض للضرائب واعتقال وملاحقة للاطفال وابعاد وغيرها من الانتهاكات الاحتلالية المستمرة. وطالب غنيم الدول العربية والاسلامية بضرورة العمل على الاسراع في ايصال الدعم العربي الذي اقرته قمة "سرت" الليبية، من اجل دعم اهل القدس لتعزيز صمودهم وتمكينهم في بيوتهم واراضيهم، وذلك لدحر كافة المخططات الاحتلالية والاستيطانية بحق المدينة واهلها ومقدساتها. هدم فندق شيبرد التاريخي عنصرية سوداء وتطهير تاريخي ترى وزارة الإعلام في هدم الاحتلال اليوم لفندق "شيبرد" التاريخي، بمثابة تتويج لعنصرية سوداء وتطهير تاريخي يستهدف المعالم الإسلامية والمسيحية، ويسطو على عروبة زهرة المدائن، ويفرض سياسات الأمر الواقع. وقالت الوزارة في بيان لها، إن ما قامت به أنياب جرافات الاحتلال المسعورة من نهش لمعلم تاريخي، كان يستخدمه مفتي فلسطين الراحل الحاج أمين الحسيني مقراً له، ينتظر من أحرار العالم وسياسييه وقانونييه تغيير ديباجة الإدانة والاستنكار والشجب المعهودة، وإجبار دولة الاحتلال بشتى السبل المشروعة على التوقف الفوري عن ممارساتها السوداء، وتهوديها العلني، وسرقتها للتاريخ في وضح النهار. وإذ تعيد الوزارة، في هذا اليوم الأسود، تذكير العالم بفصول عدوان الاحتلال بحق القدس بشرًا وشجرًا وحجرًا، والذي لم يوفّر أضرحة الموتى في مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية، تطالب مجلس الأمن الدولي والإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والجمعية العامة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة"اليونسكو"، القيام بواجبها الأخلاقي والسياسي والقانوني. وتدعو إلى إجبار دولة الاحتلال على وقف خرقها الدائم للقانون، ومحاسبتها على قتل المقدسيين، وتهجيرهم، وسحب مواطنتهم، وهدم منازلهم، وملاحقتهم بالضرائب الباهظة، وعزل بيوتهم بجدار الكراهية. وترى الوزارة في أن إقامة المباني السكنية للمستوطنين، يجب أن لا يكون على حساب الحق الفلسطيني المشروع، والذي تعترف به مواثيق الأمم المتحدة ومعاهداتها. مثلما ينبغي أن يكون هذا الحق بعيداً عن الصفقات السياسية بين أي طرف من الأطراف، لأنه مس خطير بالوجود والشرعية والحق الفلسطيني، كما يجعل الحديث عن السلام ومفرداتها خرافة لا تصلُح للنشر، عدا عن المستوطنين هم احد تجليات الاحتلال ما يعني أن وجودهم غير شرعي مثلما ان استيطانهم اعتداء سافر وجريمة فاشية، كما أن إقامته مساكن لهم على أرضنا المحتلة هو الجريمة بعينها. منظمة المؤتمر الاسلامي تدين عملية الهدم أعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان اوغلي، عن إدانته الشديدة لإسرائيل لشروعها في هدم بيت مفتي القدس المغفور له الحاج أمين الحسيني في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، معتبراً أن الاستيلاء على بيت المفتي بغير وجه حق ومن ثم هدمه لإقامة مستوطنة مكانه يشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة التي تحرم على دولة الاحتلال تغيير معالم الأراضي المحتلة، أو الاستيلاء على الأملاك الخاصة ونقل المستوطنين إليها. وأكد الأمين العام، أن منظمة المؤتمر الإسلامي ستتحرك على جميع الصعد الممكنة لوقف المخطط الإسرائيلي، كما ناشد جميع الدول والهيئات الدولية المعنية بالتحرك العاجل لثني إسرائيل عن المضي في تنفيذ مخططاتها وانتهاكاتها للقانون الدولي، ولا سيما أن المخطط الاستيطاني الذي تسعى إسرائيل لإقامته على أنقاض بيت المفتي يهدف إلى خلق الوقائع بالقوة، ومن شأنه أن يقطع التواصل الجغرافي بين الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة. "الشيخ سلامة" : هدم فندق شيبرد بالقدس محاولة لإزالة التاريخ الفلسطيني من المدينة المقدسة استنكر الشيخ يوسف جمعة سلامة، خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الاحد، بهدم فندق شيبرد في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، حيث قامت الجرافات والآليات الإسرائيلية بهدم الفندق في الساعات الأولي من صباح اليوم الأحد، وذلك لإقامة عشرات الوحدات الاستيطانية بدلاً منه، على أن يتم إنشاء عشرين وحدة استيطانية كخطوة أولي في محاولة لاستيعاب عدد من العائلات اليهودية القادمة من الخارج. واعتبر الشيخ سلامة، جريمة الهدم التي قامت بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي حلقة من حلقات الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس، حيث عمدت إلي خطة استيطانية لتزييف المشهد الحضاري والتاريخي في مدينة القدس من أجل إضفاء الطابع اليهودي على سائر أنحاء المدينة المقدسة. وبيّن سلامة، أن ملكية فندق شيبرد تعود لعائلة الحسيني المقدسية، حيث كان الفندق مقراً لسماحة مفتي فلسطين المرحوم الحاج أمين الحسيني رحمه الله، وهذا يعطي الفندق مكانة تاريخية هامة . وشدد سلامة، على أهمية الفندق حيث إنه يقع في حي الشيخ جراح، هذا الحي الذي تعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تهويده بالكامل منذ فترة طويلة وما قصة أم كامل الكرد عنا ببعيد، كما أن هذه المخططات تهدف إلي عزل الحي عبر إقامة حزام استيطاني حوله وفصل القدس القديمة عما حولها . وندد سلامة، ببيع سلطات الاحتلال الإسرائيلي فندق شيبرد للمليونير الأمريكي اليهودي ميسكوفيتش تحت حجة أملاك الغائبين، فمن المعلوم أن ميسكوفيتش عمل على إقامة العديد من المستوطنات داخل مدينة القدس مثل مستوطنة جبل أبي غنيم،و يعمل على إقامة مستوطنة في حي رأس العامود، وكذلك في أماكن أخري، كما أن تنفيذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي لقانون أملاك الغائبين في المدينة المقدسة يهدف إلي طرد الفلسطينيين من مدينتهم وأرضهم، ووضع يدها على أملاك المقدسيين، حيث سبق لسلطات الاحتلال تطبيق ذلك في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م ،مبيناً أن هذه الأملاك لها أهلها وأصحابها الذين يملكونها، وأن ذلك مثبت في شهادات الطابو، لكن سلطات الاحتلال تعمد إلي هذا الأسلوب للإستيلاء على عقارات وأملاك المواطنين الفلسطينيين ومصادرتها لصالح المستوطنين ، فمدينة القدس تتعرض في هذه الأيام لمجزرة إسرائيلية كبري تستهدف الإنسان والمقدسات والحضارة والتريخ في هذه المدينة المقدسة. ودعا سلامة، أبناء الأمتين العربية والإسلامية إلي ضرورة دعم المقدسيين في جميع المجالات وخاصة الإسكان والتعليم والصحة وكذلك فئات التجار والعمال والطلاب كي يبقوا مرابطين فوق أرضهم المباركة. كما وجه، نداء استغاثة للأمتين العربية والإسلامية أن أدركوا المدينة المقدسة وقلبها المسجد الأقصى المبارك قبل فوات الأوان، فسلطات الاحتلال تعمل على تزييف الحضارة والتاريخ، كما تعمل على تزييف المشهد الديموغرافي بالمدينة فماذا أنتم فاعلون أيها العرب والمسلمون. وناشد سلامة، جميع أحرار العالم بالوقوف ضد الإجراءات الإسرائيلية التي طالت كل شئ في المدينة المقدسة، كما وناشد جميع الجهات الدولية وخاصة منظمة اليونسكو بضرورة المحافظة على الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة، والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية. الرئاسة: اسرائيل دمرت كل الجهود الامريكية اعتبرت رئاسة السلطة الوطنية، قيام إسرائيل بعمليات هدم في القدس الشرقية، خاصة هدم فندق شيبرد بحي الشيخ جراح في القدس الشرقية، أن إسرائيل بذلك دمرت كل الجهود الأمريكية، وأنهت أي احتمال للعودة إلى المفاوضات، مؤكدة من خلال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينه إنه ليس من حق إسرائيل البناء في أي جزء من القدس الشرقية، أو أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وقال ابو ردينة، في بيان وزعه على وسائل الاعلام : "إن المطلوب من الإدارة الأميركية حفاظًا على مصداقيتها، أن توقف هذا العبث الإسرائيلي"، مؤكدا أن الجانب الفلسطيني ذاهب إلى مجلس الأمن للحصول على إجماع دولي حول عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. الجبهة الشعبية تعتبر هدم الفندق بمثابة اعلان حرب على الفلسطينيين اكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بأن هدم مقر المفتي فندق "شيبرد" في القدس، بمثابة اعلان حرب على الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة ويتطلب دعوة مجلس الامن، وفق البند السابع لوضع حد لجرائم الاستيطان وردع الاحتلال تحت طائلة المسائلة في المحاكم الدولية، وتوفير الحماية الدولية المؤقتة للشعب الفلسطيني وارضه ومقدساته. وادانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اقدام سلطات الاحتلال على هدم المقرـ واعتبرت هذه الاجراءات بمثابة تهويد معلن وصارخ لمدينة القدس وتغيير لمعالمها التاريخية والتراثية والجغرافية وجزء لا يتجزأ من سياسة التطهير العرقي، لطمس الطابع العربي الاسلامي للمدينة وتقويض مكانتها الوطنية والثقافية والروحية والاقتصادية كعاصمة ابدية للشعب الفلسطيني ودولته المستقلة. وطالبت الجبهة جامعة الدول العربية ومؤتمر القمة الاسلامي بالتحرك "العاجل"، على مختلف المستويات لمواجهة سياسة استخفاف واستهتار الاحتلال بالعرب والمسلمين واتجاه القانون الدولي والانساني واتفاقية جنيف الرابعة. ورثة المفتي: سنسترجع بيت المفتي حتى لو أنقاضاً استنكر ورثة الحج أمين الحسيني إجراءات الهدم الإسرائيلية لبيت المفتي الواقع في حي الشيخ جراح بالقدس، رغم الأمر الاحترازي الذي استصدره ورثة المفتي من المحكمة الاسرائيلية بوقف قرار الهدم، وأبدوا دهشتهم من سرعة وتنفيذ الهدم والذي باشرت به الجرافات الإسرائيلية بحماية من قوات الشرطة الإسرائيلية فور انتهاء الأمر الاحترازي. وأوضح ورثة المفتي في بيان وصل "معا"، أنهم خسروا قراراً بمنع التعدي على الأرض المجاورة لبيت المفتي والتي تعود ملكيتها لورثة المفتي ما يدل على أن هناك نيّة مبيّتة لاستغلال الفترة الضائعة، من حيث تجميد المفاوضات وإشغال العالم بممارسات وانتهاكات يومية في الأراضي الفلسطينية، لتمرير الاستيلاء على الأرض وهدم بيت المفتي، بحجة بناء مستوطنة في الشيخ جراح على أراضي وممتلكات لمواطني القدس الأصليين. وكان وفد من آلـ الحسيني قد توجّه إلى المملكة العربية السعودية للقاء أمين عام منظمة المؤتمر الاسلامي البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي في مهمة لحثّ الدول العربية والإسلامية لممارسة الضغط على الدول الغربية كالولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، وكذلك مجلس الأمن للضغط على إسرائيل وثنيها عن قرارها، لا سيما وأن ورثة المفتي على قيد الحياة ويقيمون في مدينة القدس، وفي محاولة لإنقاذ إرث إسلامي وعربي في القدس. وذكر الورثة أن الاستيلاء على عقار بيت المفتي ليس شرعياً، كما أن معركة عائلة الحسيني ليست من أجل استرداد أملاكهم المغتصبة فقط وإنما لردم المحاولات الإسرائيلية لفصل حيّ الشيخ جراح العربي خاصرة مدينة القدس عن محيطها العربي والإسلامي، لتنفيذ الخطط الإسرائيلية المبيّتة لتفريغ القدس من أهلها الأصليين وتهويد المدينة المقدسة. وجاء في البيان "سنواصل ملاحقتنا للتعدي على هذا الإرث الفلسطيني العربي الإسلامي العريق حتى نستردّ العقار عاجلاً أم آجلاً حتى لو كان أنقاضاً لأنّه حقنا الشرعي والمغتصب"، وأضاف الورثة إن هذا التعدّي لا يمس ّفقط عائلة المفتي وإنّما يمسّ العالمين الإسلامي والعربي، وأن من وراء مثل هذه الممارسات هدف سياسي يحاول الإسرائيليون إحرازه في هذا التوقيت بالذات. بدوره أوضح عدنان الحسيني محافظ القدس أنّ المحكمة الاسرائيلية كانت قد أصدرت أمراً احترازياً بوقف الهدم وقد انتهى أمس السبت، فسارعت السلطات الإسرائيلية ية بالهدم اليوم، فإسرائيل تحاول مسابقة الزمن وفرض الأمر الواقع فهي مطاردة بالالتزام بالاستحقاقات، مضيفا أن إسرائيل تتخبط وهذا لن يفيدها، ولن ياتي بالسلام وبالأمن، وإنما ستبقي مثل هذه الممارسات المنطقة بأسرها في قلاقل مستمرة. وأكد أن عائلة الحسيني ستواصل مواجهة هذه التعديات باستخدام الأوراق الثبوتية التي تمتلكها والتي تثبت حقها وملكيتها للأرض المحيطة بالعقار، قائلا: سنحاول عمل كل ما يلزم على مستوى الإعلام والمستوى السياسي، مضيفاً أن السلطة الفلسطينية تقوم الآن بعمل اتصالات مع الدول الغربية، ونحن على قناعة بأن إسرائيل عندما تقرّر فهي لا تسمتع لأحد، لكن هذا يزيد من كشف حقيقة إسرائيل وتصرفاتها وظلمها للشعب الفلسطيني. من جهته استنكر د. رفيق الحسيني نائب الأمين العام وممثل السلطة الوطنية في الاتحاد المتوسطي، هدم السلطات الإسرائيلية لبيت المفتي، موضحاً أن إسرائيل كانت قد صادرت العقار ليس كأملاك غائبين، وإنما كأملاك عدو بذريعة أن الحج المغفور له أمين الحسيني هو عدوّ لإسرائيل متجاهلة لحقيقة أن ورثة المفتي على قيد الحياة ويقيمون في القدس. وقال الحسيني: إن هدم بيت المفتي يأتي ضمن مخطط إسرائيلي مبيّت يستهدف كل حي الشيخ جراح من زوايا مختلفة، فبدأوا في الاستيلاء على عقارات في حي الشيج جراح تعود ملكيتها لسبع وعشرين عائلة فلسطينية، والآن هدموا بيت المفتي، وذلك بذريعة بناء المستوطنة المخطط لها منذ فترة بعيدة. وحول توقيت الهدم أوضح الحسيني أن إسرائيل استغلت وقف المفاوضات، بينما انسحب الأمريكان من العملية السلمية، والعالم يلتزم الصمت إزاء هذه الانتهاكات، وبالتالي يشكل هذا التوقيت فرصة مناسبة للإسرائيليين للقيام بهذا العمل دون مواجهة أي مواقف أو تحركات عالمية أو عربية قد تعيقهم. |