|
ندوة تناقش المخطوطات العربية والفلسطينية في إتحاد المرأة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 09/01/2011 ( آخر تحديث: 09/01/2011 الساعة: 15:30 )
القاهرة-معا- نظم اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة ( اللجنة الثقافية) , أمس السبت, ندوة عن " المخطوطات العربية والفلسطينية" حيث حاضر فيها خبير المخطوطات د.عصام محمد الشنطي في مقر الاتحاد الكائن بشارع رمسيس.
وأدار الندوة صباح الخفش وعبلة الدجاني وحضرها لفيف من الأخوات أعضاء اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة وحرم سفير فلسطين بالقاهرة آمال الأغا والدكتور محمد خالد الأزعر المستشار الثقافي لدى سفارة فلسطين بالقاهرة وعدد من مسؤولي المؤسسات الفلسطينية بالقاهرة وأبناء الجالية. واستهل د.عصام الشنطي - خبير المخطوطات ومدير معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية - حديثه بتناول معنى كلمة مخطوطات ووجودها في المنطقة العربية وكيف أن ثقافتها تبدو ضعيفة بعض الشيء؛ بحيث قد يخلط فيما بينها وبين الخطط مثلاً، وقال:"إن المخطوطات هي كل ما خط باليد قبل ظهور الطباعة؛ وتحت هذا التعريف العام فإن فلسطين غنية بالمخطوطات التي أنتجتها الحضارة العربية الإسلامية في مراحل ازدهارها، فنحن لدينا مخطوطات موجودة في مكتبة المسجد الأقصى والمكتبة الخالدية ومكتبة الجامع العمري بيافا قبيل العام 1948". وأكمل :"هناك بعض العائلات الفلسطينية كعائلة الخالدي والبدري التي اهتمت بصيانة هذه المخطوطات بقدر ما سمحت به الحالة المتوترة, رغم أن اسرائيل استهدفت السيطرة على هذه المخطوطات لاستخدامها في دعم روايتها الصهيوينة، فيما حاول الجانب الفلسطينيي أن يحافظ على هذا التراث الفكري صيانةً لعروبة فلسطين." وقدم فيما بعد شرحاً تاريخيا ممتازاً لعلاقة الحضارة العربية بالمخطوطة، مشيراً إلى أن أمة العرب كانت قليلة الدراية بالقراءة والتدوين قبل ظهور الإسلام؛ حتى أنه فى عصر النبي كان يطلب من الأسير تعليم 10 مسلمين ليفك أسره، واستعرض بعد ذلك التطور الحضاري الفذ بعد الإسلام، وكيف تمت ترجمت أعمال الحضارة الإغريقية والهندية عبر جهود راعتها الدولة الأموية ثم العباسية بالذات مما أحدث قفزة نوعية كبرى فى التطور العلمى للعرب. وقال الدكتور الشنطي أن أعمال المترجمين لم تكن جهوداً صماء، بل تداخلت بها عقول عربية فذة لتنتج منها علوم حقيقة ساهمت في نقل الانسانية للأمام، لأن العرب أضافوا وجودوا التراجم في فترات الازدهار، مضيفا أنه من النادر للعلماء العرب منهم وغير العرب ألاَّ يمروا بفلسطين، ولاسيما المسجد الاقصى، لكي ينهلوا من العلوم التي صاغها الرعيل الأول في مخطوطات جرى توارثها عبر الأجيال. وأشار الشنطي إلى ان المخطوطات العربية عموماً وفلسطين خصوصاً، ما زالت فى حاجه للرعاية والصيانة والتحقيق، لاسيما وأن هذه المخطوطات لا زالت حبيسة عدد كبير من المكتبات الكبرى فى العالم، إذ حرص الغزاة إلى نقلها لعواصمهم وحبسها على علماءهم، رغم الاعتراف أنها نالت رعاية كافية للحفاظ عليها، مثل لندن وباريس وبرلين وبعض الجامعات الأمريكية. واستشهد بقوله :" إن أغنى منطقة من حيث استحواذها على مخطوطات عربية هي تركيا، وقد استخدمت بعض المخطوطات العثمانية لإثبات عروبة مناطق عربية بعينها مثل طابا, و هناك تراثاً غنياً جداً فيما يتعلق بالمخطوطات الخاصة بالمحاكم الشرعية في القدس و فلسطين، لا بد من تحقيقها والاطلاع عليها لأن فيها تراثاً تاريخياً يمكن الاستفادة منه في مرحلة الكلمة مع الاحتلال . من جهته أشاد المستشار الثقافى لسفارة فلسطين بالقاهرة د. محمد الأزعر بجهود د.الشنطى والمحققين العرب الذين بذلوا جهدا كبيرا فى صيانة المخطوطات العربية ولاسيما في فلسطين التي تتعرض لحرب روايات ؛ مشيرا إلى أن التراث الفكرى الذي تحويه المخطوطات يمثل جزءا من معركة الروايات مع إسرائيل . وعقب بقوله :"إن فكرة الأمة العربية تجهل القراءة والكتابة يحتاج إلى إعادة النظر، موضحاً أن هناك إثباتات تثبت عكس المقولة وأن العرب كانوا على قدرٍ كبيرٍ من التطور الفكري، وأضاف أن فكرة اعتماد العرب على علوم الآخرين ولاسيما الإغريق يبدو مبالغاً فيها؛ ولا أدل على ذلك من أن الطفرة الإغريقية كانت محدودة في الزمان والمكان بحيث ينبغي التساؤل عن أصولها." وأكمل الازعر بقوله أن هذا يدلل على أن العرب يتمتعون بحس أصيل يسر تعاملهم مع حضارات مجاورة ، لذا فمن الأهمية ردف الحفاظ على المخطوطات بتحقيقها والتعقيب عليها لإفادة الأجيال الحديثة والمعاصرة منها لاسيما أن 5% هو ما تم التعامل معه حتى الآن. وفي نهاية الندوة أجاب د.الشنطي على عدد من أسئلة الحضور موضحاً تاريخ وثائق البحر الميت المعروفة بوثائق عمران، وقال إن فكرة أمية العرب من عدمها تحتاج لمزيد من التحري والبحث. ونوَّه الحاضرون بأهمية الموضوع قيد البحث وتمنوا عليه أن يداوم مثل هذه المحاضرات الثقافيه الرفيعة متسائلين عن المصادر التي يستعان بها لتوسيع آفاقهم حول المخطوطات العربية فى معركة الصدام مع "الصهيونية". |