وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أعطيني.... لأعطيك * بقلم : رائد العابورة

نشر بتاريخ: 10/01/2011 ( آخر تحديث: 10/01/2011 الساعة: 13:53 )
فريق الطليعة السوري العريق، استقدم مؤخرا المدرب القدير عماد خاتكان لإدارة الطاقم الفني للفريق إثر الاستغناء عن خدمات المدرب، السابق مهند الفقير بعد سلسلة من النتائج السيئة للفريق ،وقد قام خاتكان بعد ثلاثة أسابيع من توليه المهمة بطرد أربعة لاعبين من تشكيلة الفريق الرسمية وهم عمر ديار بكرلي وهاشم دلي حسن ويحيى قلفاط ورائف حليمة، معللا ذلك لسوء السلوك ، وقرر وضع عشرة لاعبين آخرين تحت الاختبار نظرا لضعفهم الفني .

وعندما سأل مدير النادي المنيولير السوري حسن سباهي عن سبب التغيير الجذري الذي يجري بالفريق قال ، لقد كلفت المدرب خاتكان بعد أن اكتشفت أنني طوال الفترة السابقة كنت أسير في طريق خطائة في التعامل مع الفريق، كنت أعطي وانتظر المقابل، اليوم اكتشفت انه يجب على الفريق أن يعطي أولا ، ثم يتلقى المكافأة، وأضاف اعتقد أن هذه الفكرة هي الاصوب بفعل التجربة الطويلة، وأضاف أنا أثق به بفعل ماضيه مع فريق الطليعة ، وقد أبلغته أنك أن المسؤول الأول والأخير عن الفريق، وعن تصحيح أوضاعه وعودته إلى مكانه الطبيعي بعد سلسلة الإخفاقات التي رمت به إلى ذليل القائمة بواقع خمس نقاط فقط.

إلى هنا الحدث، وما بعده العبرة، والتي وإن كانت في منطقة جغرافية عربية مجاورة ، إلا أنها ثمرة تجربة تنساق على كثير من المواقع الرياضية خصوصا في العالم الثالث ومنها العالم العربي وتحديدا الواقع الفلسطيني، فنحن اللذين اختصرنا المراحل، واعتمدنا الاحتراف تماشيا مع واقعنا الفلسطيني كون حركتنا الرياضية وغير الرياضية مرتبطة بمسيرة شعب يرسم حدود استقلاله، وأمله في التخلص من الاحتلال، ويرفع صوته عاليا في كل اللغات ومنها اللغة الرياضية مجاهرا بالحق، تغدق عليه ميزانيات غير مسبوقة، هذه الميزانية التي لا تزال تعتمد في قوامها الأساسي على المساعدات الخارجية، لذلك لابد للاعب المقاتل في هذه المسيرة، والذي بدأ يتذوق الاحتراف،أن يعطي ويبذل كل جهد منه حتى يُعطى، فالعطاء هنا انتماء، والعطاء هنا، مقارعة وصمود وبناء في صرح حلمنا المنتظر منذ قرن أو يزيد، وهو قتال في ميدان الرياضية، فالتقاعس أو التراجع هنا لا يشبه تقاعس أو تهاون في مكان آخر، لان الواقع هنا مختلف، ومختلف جدا.

أما العبرة الثانية، فهو الحسم في التعامل مع المتقاعسين من قبل الإدارات الرياضية في الأندية سواء كانوا إداريين أو مدربين أو لاعبين، لان الإبطاء بداعي محاولات الإصلاح، والأمل في إحداث التغيير،قد يؤخر النادي إلى الخلف درجات، بل يهوي به إلى درجة اقل، ويجعل من النادي رخو اليد،في الوقت الذي من الطبيعي أن تكون مشدود العصب، صلب القبضة لأنك تدير مؤسسة رياضية، هي جزء من منظومة وزارة الدفاع الفلسطينية.