|
تقرير اخباري : حسن نصرالله.... ملك رام الله
نشر بتاريخ: 12/08/2006 ( آخر تحديث: 12/08/2006 الساعة: 21:13 )
بيت لحم - معا- يرفف علم حزب الله ذو اللون الاصفر وتزين صورة زعيمه الشيخ بسطة متواضعة منصوبة على دوار المنار وسط مدينة رام الله تعرض على زبائنها اشرطة التسجيل ويجد البائع النشيط في تسويق اغنية " صقر الجنوب " التي تبجل الامين العام لحزب الله وقائد المقاومة الاسلامية حسن نصر الله .
وعلى بسطة اخرى قريبة من الاولى نجد بطل الفلسطينيين الجديد حسن نصر الله يطل علينا من بين اقراص " الدي. في . دي " المنسوخة بطريقة غير قانونية لافلام الكرتون " دونلاد داك وعودة السوبرمان " ويسرع بائع البسطة المدعو منير الى ادخال القرص المدمج " صقر الجنوب " الى جوف جهاز "دي .في .دي " ليظهر على شاشة العرض "فيديو كليب "حربي اخذت صوره مما تبثة قناة المنار اختلطت بمقاطع صوتية للامين العام لحزب الله حسن نصر الله على خلفية اغان قومية انتج في قرية اليامون بالقرب من جنين ومنها انتشر في كافة ارجاء الضفة الغربية وما ان ينتهي حتى يستبدل بشريط اخر يحمل اسم " الطريق الى تل ابيب. وقال البائع منير بينما الابتسامة تعلو وجهه "ان حسن نصرالله امر جيد بالنسبة للمبيعات حيث يبيع 50 قرصا يوميا من بسطته التي تجد عليها الكثير من الاشرطة التي تمجد حزب الله اشهرها " هلا يا صقر لبنان هلا حسن نصرالله " لاحد المغنين المحليين الذي يخشى الكشف عن هويته خوفا من قيام الجيش الاسرائيلي باعتقاله حسب اعتقاد الفلسطينيين بسعر يتراوح بين خمسة وعشرة شواقل . واضاف منير " ان الشيخ حسن نصرالله يتعدى بالنسبة لسكان رام الله شؤون الاعمال والمبيعات فالجميع يشتري هذه الاشرطه لانهم يحبونه جدا مؤكدا ان نصرالله الوحيد الذي يقف الى جانب الفلسطينيين ". وتدخل رجل في الستين من عمره في مجرى الحديث وصرخ قائلا " حسن نصر الله اظهر ان اسرائيل دولة من كرتون " ولم يتردد البائع بالايماء برأسه علامة الموافقه . واضاف الرجل المسن " لقد علمونا ان اسرائيل دولة قوية جدا ويستطيع الحاق الاذى بجميع دول العالم والان نرى ان جيشكم ضعيف لا يستطيع الانتصار على حزب الله الذي لا يشكل جيشا نظاميا والذي اثبت لنا باننا نستطيع محاربة دباباتكم ". وحاول محمد الذي كان يشتري شريط "صقر لبنان " ان يظهر ضبط النفس حيث قال " حزب الله انتصر في هذه الحرب ونحن لا نصدق تقاريركم وعندما تقولون ان جنديا واحدا قتل نعرف ان مجموع القتلى هو خمسة وعندما يعلن حزب الله عن استشهاد عشرة من مقاتليه اذا يوجد عشرة واذا اعلنوا استشهاد مقاتل واحد فهو واحد ". واضاف محمد " الجميع هنا يؤيدون حزب الله اذهب وتحدث مع طفلة ابنة العامين ستقول لك نصر الله ولن تسمع هنا كلمة واحدة تدين حزب الله او حسن نصر الله ومسؤولية الدمار تتحملها فقط اسرائيل والتأييد هذا ليس فلسطينيا فقط فجميع العرب يؤيدون نظرية حزب الله الزعماء يستنكرون يمكن ان تتجاهلهم فهم يحاولون الحفاظ على كراسيهم ". وهنا عاد وتدخل البائع منير وقال " التطبيع هو خطأ وحسن نصر الله اثبت ذلك فكيف تبني علاقات مع اسرائيل وهي لا تفهم سوى لغة القوة وحتى فنزويلا سحبت سفيرها من تل ابيب لكن يوجد عدد من الزعماء العرب اشباه الرجال الذين منحو اسرائيل غطاء وصحيح ان السعودية كانت من اول الدول التي عارضت حزب الله لكن ماذا قال لهم نصر الله ؟ كراسيكم سوف تهتز ونحن هنا لا نخاف من ذلك لتنهار عروشكم ". وليس بعيدا من هنا كان التاجر باسم عاطف يحاول الربح من تلك الحرب وعرض على بسطته الواقعة على الرصيف المقابل لميدان المنارة صورا للامين العام لحزب الله حسن نصر الله ويحاول ان يثبت صوره ببعض الحجارة وقبل ان ينجح في ذلك كانت الريح قد بعثرت ما يقارب العشرين منها سارع الى جمعها واعاد الكرة ثانية مؤكد لنا ان هذا الرجل ويقصد حسن نصر الله غال جدا رغم ان صورته رخيصة لا تتجاوز السبعة شواقل. وقال عاطف " انا اقول لك نعم لحسن نصرالله ليس لانه هاجم اسرائيل ولكن لشخصه هو فصدام حسين سبق وان هاجم اسرائيل لكنني لا احبه لانه كاذب وحسن نصرالله صادق كبير ولا يهمنا اذا كان شيعيا من ناحيتي ليكون بوذيا وانت شاهدت كيف كنا مبسوطين عندما دمر السفينة الحربية وانا اعتقد ان الحرب لا تخدم مصلحة احد لا لبنان ولا اسرائيل او الفلسطينيين ولكن كيف لا نفرح عندما يصاب من اصابك ". وفوق كل اعتبار لقد الحقت الحرب ضررا بالغا في قوة الردع الاسرائيلية وبالطريقة التي ينظر فيها الفلسطينيون للجيش الاسرائيلي حيث قال عاطف " هذه الحرب غيرت امورا كثيرة واظهرت ان الجيش الاسرائيلي ليس قويا كما كنا نعتقد ربما طائراته قوية لكن في القتال الحقيقي ليس قويا وجنودكم يفتقدون قوة الارادة والدافع للقتال وشاهدهم وهم يبكون ما هذا ؟ الرجال لا تبكي والبكاء خلق للنساء فقط مضيفا باستهجان واستنكار بانه لم يستحسن بكاء السنيورة ايضا ولكنه على الاقل بكى من الضائقة اما جنودكم فيبكون من الخوف ". واعتبر مدير مركز القدس للصحافة والاعلام غسان الخطيب الذي شغل حتى صعود حماس لسدة الحكم منصب وزيرا "ان للحرب على لبنان العديد من الاثار السلبية على الساحة الفلسطينية اهمها تقوية التيار المتطرف وكذلك ابعدت الاهتمام الجماهيري والاعلامي عن الجهود السياسية والدبلوماسية الجارية على الساحة الفلسطينية عدا عن ابعادها فرصة تحقيق السلام حيث اصبح الاسرائيليون والفلسطينيون على قناعة بان طريق القوة هي المثلى ". واضاف الخطيب ان للشعب الفلسطيني الذي عانى طويلا ردود فعل فورية حيث يؤيدون كل من يحارب اسرائيل وهذا الامر لا يعبر عن ايديولوجيا معينة وانما عن شيئ عملي وفعلي ومن هنا نجد ان الفلسطينيين يؤيدون حزب الله رغم انهم لا يتضامنون مع مبادئه واذا ضربت اسرائيل هزة ارضية ستجد الفلسطينيين يتضامنون مع الهزة الارضية . واكد الخطيب ان مركزه لا يرى ضرورة لاجراء استطلاع رأي حول الحرب كون التأثيرات التي سبق ذكرها تجرف الشارع الفلسطيني باكمله في غزة والضفة الغربية مؤكدا بان الحاجة للاستطلاع الرأي تكون في حالة الجدل العام او وجود وجهتي نظر ولكن في هذه الحالة لا وجود لاي جدل بل تأييد مطلق للبنان وحزب الله . واشار الخطيب الى بعض المفاجأت النسبية مثل تأييد المثقفين و من بينهم المسيحين لحزب الله في الحرب الحالية وقال " انا اتحدث عن محاضرين في جامعة بير زيت حيث يرى بعضهم ان اسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة والحرب الحالية وضعت قوتها في امتحان وهي لا تستطيع تحقيق غايتها لذلك يأملون بان تدرك اسرائيل بان القوة وحدها لت تأتي لها بالامن واصحاب هذا الرأي من التيار القومي العروبي ولا يلتقون مع التيار الاسلامي وبالنسبة لهم فقد اعاد حزب الله للعرب كرامتهم وعلى المقابل من هؤلاء تقف اقلية تعتقد بان تأييد حزب الله سيعزز قوة الاسلاميين المتطرفين ويمنح ايران قوة اضافية على حساب الدول العربية . واظهر الخطيب تفهما للتحدي الذي يواجه الزعماء العرب الذين لم يحققوا اي نجاح سياسي او اقتصادي مرحبا باي تغيير قد يطرأ متخوفا من ان البدائل لن تكون بالضرورة افضل خاصة في ظل تنامي قوة المتطرفين نتيجة الحرب الحالية . عميت كوهن - معاريف |