وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مع لجوء مئات العائلات من شمال فلسطين التاريخية اليها: بيت لحم مهد المسيح ومدينة السلام والاخوة و وحدة الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 13/08/2006 ( آخر تحديث: 13/08/2006 الساعة: 01:13 )
بيت لحم- خاص لمعا- رغم مرور عشرات السنين على المحاولات الاسرائيلية لفصل الشعب الفلسطيني وتفكيكه بكل الوسائل تجلت في مدينة بيت لحم صورة مشرقة من صور وحدة الشعب الفلسطيني وتحديه للاحتلال الاسرائيلي ، هذه الوحدة تتجلى اليوم مع الحرب الشرسة التي تشنها اسرائيل على لبنان واضطرار مئات العائلات الفلسطينية في مدن شمال فلسطين التاريخية للنزوح الى بيت لحم وترحيب اهالي بيت لحم بمختلف مؤسساتها رسمية او شعبية بغض الطرف عن الانتماء ايضا.

وتجلت هذه الصورة المشرقة خلال زيارة وفد رسمي من السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محافظ بيت لحم صلاح التعمري و وزير السياحة والاثار في السلطة جودة مرقص ومدير شرطة محافظة بيت لحم العقيد عيسى حجو ونائب رئيس بلدية بيت لحم وممثلين عن قيادة كتائب شهداء الاقصى ومدير عام محافظة بيت لحم فؤاد سالم زار فندق الكازنوفا في مدينة بيت لحم حيث تنزل عشرات العائلات الفلسطينية من المدن العربية في اراضي 48 والتي اجبرت على ترك منازلها جراء الحرب والعدوان الاسرائيلي الذي تشنه اسرائيل على لبنان.

وفي بداية اللقاء رحب محافظ بيت لحم صلاح التعمري بفلسطيني المدن العربية في اراضي الـ 48 الذين اضطروا لمغادرة منازلهم جراء الحرب الدائرة في جنوب لبنان، وسقوط صواريخ الكاتيوشا على مدينتهم، وبعد خطاب السيد نصر الله الاخير ومطالبته اهالي مدينة حيفا بالخروج من المدينة خفاظا على حياتهم.

وطالب محافظ بيت لحم عدم التردد في طلب المساعدة او اي اقتراح للسلطة باعتبارهم جزء اصيل من الشعب الفلسطيني صمد ويصمد في فلسطين رغم كل محاولات التهجير الاسرائيلية لهم واعتبرهم صفا اوليا من صفوف الصمود في وجه المخططات الاسرائيلية على ارض فلسطين التاريخية.

واوضح التعمري، ان على بيت لحم بكافة مؤسساتها وفعالياتها ان ترحب بهؤلاء الفلسطينيين، الذين هجروا من ديارهم، مثمنا دور المواطنيين المقتدرين الذين استضافوا بعض تللك العائلات مؤكدا ان هذه المواقف تشير الى وحدة ولحمة الشعب الفلسطيني في جميع اماكن تواجده رغم كل محاولات الاحتلال الاسرائيلي التفريق بينه بكافة الوسائل.

كما وثمن محافظ بيت لحم، دور بعض اصحاب الفنادق في بيت لحم الذين عملوا على التخفيف من معاناة هذه العائلات، من خلال تخفيض اجرة الغرف لهذه العائلات مطالبا كافة اصحاب الفنادق العمل على الوقوف الى جانب اخوانهم في الظروف الصعبة التي يعيشونها.

واشار التعمري الى ان محافظة بيت لحم على استعداد تام لمساعدة اخوتهم في اي طارئ مشيرا الى ارقام الطوارئ في محافظة بيت لحم هي الرقم 105 من التلفون الارضي اضافة الى الارقام - 2741667- 2744996.

من جهته اشار وزير السياحة الفلسطيني جودة مرقص الى صعوبة الاوضاع في محافظة بيت لحم مؤكدا ترحيبه وترحيب السلطة والشعب الفلسطيني باخوانهم في بلدهم بيت لحم وفلسطين.

واعرب مرقص عن تضامن بيت لحم وكافة سكانها معهم مشيرا الى صعوبة النزوح الذي عاني منه كافة الفلسطينيين سواء في اراضي 48 او اراضي 67 .

من ناحيته قال نائب رئيس بلدية بيت لحم جورج سعادة ان الشعب الفلسطيني سيبقى موحدا رغم كل المحاولات الاسرائيلية الرامية للتفريق بينه رغم الجدار والحصار والتفرقة التي تحاول اسرائيل زرعها.

واكد سعادة على وضع البلدية كافة امكانياتها في خدمة اخوانهم النازحين عن مدن الشمال مضيفا ان بيت لحم مدينة ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام والعدل ستبقى كذلك وان صلوات يومية تصلى لانتهاء ازمة اخوانهم وعودتهم الى ديارهم سالمين.

مدير شرطة محافظة بيت لحم العقيد عيسى حجو طالب اخوانه النازحين الى المدينة عدم التردد في التوجه للشرطة وقيادتها في حال تعرضوا الى اي مكروه مشيرا الى جاهزية الشرطة لتقديم كافة اشكال الخدمات لهم وعلى راسها توفير الامن للحفاظ عليهم.

قيادة كتائب شهداء الاقصى رحبت بالاخوة من مدن شمال فلسطين واكدت في كلمة لقيادتها الموحدة في بيت لحم على لسان ابو جهاد احد ابرز المتحدثين باسم الكتائب اكدت على ان الشعب الفلسطيني شعب موحد صامد في مواجهة الممارسات الاسرائيلية الرامية للقضاء على الشعب الفلسطيني وطموحاته بالحرية والاستقلال.

كما واكدت كتائب الاقصى في بيان لها وزع على فلسطيني 48 وتلقى مراسل معا نسخة منه على ضرورة تعزيز فكرة التكافل الاجتماعي والوطني خصوصا مع الاهل وضيوف بيت لحم من فلسطيني 48.

وحذرت الكتائب في بيانها من اي محاولات لاستغلال معاناة تللك العائلات التي لجئت الى جذورها وشعبها في كافة المدن الفلسطينية وهذا اللجوء ما هو الا دليل على وحدة الدم الفلسطيني رغم كل المؤامرات الرامية للتفريق فيما بينه.

كما واشادت وثمنت كتائب الاقصى في بيت لحم بكافة المؤسسات والاهالي الذين استضافوا اخوانهم في محنتهم مطالبة الجميع بمد يد العون وتقاسم الموجود رغم شحه تعزيزا للوحدة الفلسطينية بين ابناء الشعب الواحد.

من جهتهم شكر عدد من المتحدثين عن فلسطيني 48 كافة المؤسسات الرسمية والشعبية وسكان بيت لحم عامة على حسن استضافتهم منذ اليوم الاول لقدومهم الى مدينتهم وبيتهم بيت لحم.

وقال واكيم واكيم وهون احد النازحين الى بيت لحم من شمال فلسطين ان نزوحهم الى بيت لحم او اي مدينة فلسطينية اخرى بل جاء بلا تخطيط او تفكير مشيرا الى ان مشاعر فلسطيني 48 دفعتهم للنزوح الى فلسطين باعتبارها امتداد طبيعي لهم وهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وهو الامر الذي تجلى من خلال الاستقبال الدافي والاخوي الحار الذي حظوا به.

واشار واكيم الى معاناة السكان الفلسطينيين في القرى العربية على كافة الصعد التي تمثلت في نقص الملاجئ والانتشار المكثف للجيش الاسرائيلي فيها والارهاب الذي احدثه صوت القصف المدفعي للاطفال الى جانب ما جلبته هذه المدفعية من ردود من لبنان وهو الامر الذي ادى لتدمير عشرات المنازل هناك.

اما سليم خوري وهو من النازحين ايضا فقد شكر وفد السلطة الذي قدم للزيارة والاطمئنان عليهم مشيرا الى الدفئ الذي شعروا به منذ اليوم الاول لدخولهم بيت لحم رغم امتعاظ وحزنهم لما شاهدوه من حصار وجدار تعاني منه بيت لحم .

واضاف خوري ان افضل شكر من فلسطيني شمال اسرائيل هو الكلمات البرئية التي كتبها اطفالهم عن بيت لحم حيث قرا رسالة لاطفالهم قال انهم كتبوها خلال وجودهم في بيت لحم التي سعدوا بوجودهم فيها لدفئها ودفئ سكانها.