وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز حق العودة ينظم ورشة عمل حول تداعيات العدوان على لبنان وأثره على اللاجئين الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 13/08/2006 ( آخر تحديث: 13/08/2006 الساعة: 17:46 )
سلفيت-معا- نظم مركز حق العودة وشؤون اللاجئين الثقافي في نابلس ورشة عمل بعنوان "الحرب على لبنان وأثرها على اللاجئين الفلسطينيين "، تناولت خلفية العدوان على لبنان وأثره على اللاجئين الفلسطينيين فيه، ومشروع الشرق أوسط الجديد وأثره على اللاجئين، وشارك في الورشة التي أدارها الأستاذ ياسر البدرساوي أساتذة وباحثون وذوي اختصاص.

وافتتح البدرساوي الورشة بكلمة ترحيبية تضمنت عرض محاور النقاش والتعريف بالحضور والجهة التي يمثلها كل منهم، حيث تناول الحضور قضية الحرب على لبنان وتداعياتها على اللاجئين الفلسطينين وحقهم بالعودة إلى فلسطين موطنهم الذي اقتلعتهم منه آلة البطش الاحتلالية.

وتناول الأستاذ صالح كعبي سياسة الاحتلال في تجزئة الصراع جغرافياً وطائفياً، سعيا لتجنب المواجهة الشاملة، وتهميش اللاجئ الفلسطيني لكي لا يكون جرءا من الحل المستقبلي.

وأشار الأستاذ أحمد قاعود إلى السياسة الأمريكية بعامة، ورغبتها بالحرب من أجل الخروج من ( الوحل ) العراقي، والمبشرات في الحرب على لبنان وهي تراجع فكرة قوة الردع الإسرائيلي وتنامي شعبية حركات المقاومة والإيمان بقدرتها على الرد .

واستكمل الأستاذ خالد منصور بقوله إن الحرب على لبنان مخطط لها، وهي حرب أمريكية بأيد إسرائيلية تنفّذ مخططا أمريكيا لبناء ( شرق أوسط جديد )، وتحدث عن معاناة الفلسطينيين في لبنان، ودور الحرب في تعميق العلاقة بين الفلسطينيين واللبنانيين من خلال رعاية النازحين اللبنانيين في المخيمات واقتسام لقمة العيش معهم.

ورأى الأستاذ رمضان عمر ضرورة تحديد منطق الحل السياسي، ودلل على أن الغرب أجمع على اعتبار ان الإسلام هو العدو الجديد للغرب، كما تحدث عن الغياب التام للرأي العام العالمي .

وركّز على الجانب المشرق للصمود الأسطوري لحزب الله ولمدة أكثر من شهر حيث بدأ تتشكل ثقافة المقاومة وأعلن النظام العربي السياسي إفلاسه، وتناول مشروع سعد الحريري لتوطين اللاجئين.

وأشار الأستاذ محمد عناب إلى الحلم الأمريكي الصهيوني في إقامة دولة من النيل إلى الفرات، وقضية اللاجئين التي تشكل جوهر الصراع، مؤكدا على وجود مشاريع خفية للتوطين في الأردن، وتطرق الى موقف الحكومة اللبنانية من التوطين. وقدرة المقاومة على ضرب العمق الإسرائيلي، وكشف الستار عن زيف الأنظمة العربية أمام شعوبها.

وقال: "إن اللاجئين الفلسطينيين لا تتوافر لهم حماية دولية في أي مكان ، كما تناول فكرة الوطن البديل في الأردن" .

وفي مداخلة للأستاذ ياسر البدرساوي الذي تطرق إلى أن هذه الحرب تأتي من منطلق سياسي تهدف من خلاله أمريكيا لتفريغ المنطقة من المقاومة وتناول فيها الأهداف المعلنة للحرب وغير المعلنة التي كشفتها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إذ اعتبرت الحرب ميلادا عسرا لشرق أوسط جديد، وكل ذلك من منطلق الخوف الأمريكي من تحالف بقيادة سوريا وإيران في المنطقة.

وتحدث عن صمود المقاومة أمام المحاولات الهادفة إلى تفريغ المنطقة من المقاومة والمقاومين بعامة، وحرب الله ، وحماس بخاصة .

ورأت نعمة قطناني استهداف الحرب لللاجئين في لبنان، وتحدثت عن معاناة الفلسطينيين المقيمين خارج المخيمات والذين نزحوا إلى سوريا ، وتساءلت عن الدور الذي يمكن أن يؤديه الفلسطينيون في هذه المرحلة .

وأوصت بالتواصل مع وزير شؤون اللاجئين والطلب منه إفراز لجنة لرفض التوطين والسماح للفلسطينيين بحرية العمل والإقامة في لبنان

أما الأستاذ وائل حشاش فرأى أن الحرب على لبنان ترمي إلى الإجهاز على محوري المواجهة شيعيا وسنيا، ورأى أن هذه الحرب أعادت إلى الذاكرة النكبة الفلسطينية وأعادت للناس الأمل بالقدرة على إزالة الاحتلال في القريب العاجل وكشف مدى تعلق الفلسطيني بأرضه في مقارنة بين الهروب الإسرائيلي من المغتصبات الفلسطينية التي تعرضت لقصف صواريخ المقاومة اللبنانية ،وتناول الوجه الفلسطيني المشرف الذي ظهر في احتضان إخوانهم اللبنانيين .

وأكد الأستاذ كمال رشيد على مخططات الفكر "الصهيوني بعامة والمخطط الأمريكي الصهيوني" الرامي لإنشاء إمبراطورية جديدة تُرسم أبعادها الفكرية والعقدية والجغرافية بفرشاة أمريكية وألوان صهيونية، وهو ما أسموه بالشرق الأوسط الجديد ، وتناول ضرورة العمل على التوعية من مخاطر التوطين في الأردن أو سوريا أو لبنان إذ هي في جوهرها محو للذاكرة الفلسطينية التي ما زالت تهتف بحق العودة .

واستكمل الأستاذ ياسر أبو كشك بتساؤله ما إذا كانت هذه الحرب حرب وجود أم لا ، وتساءل عن منهجية الحرب عند حزب الله، وهل قام حزب الله بطرح مشروع سياسي، أم مشروع صدامي مع الاحتلال وتحدّث عن عقلية الكيان السرائيلي العدوانية، وضرورة إيجاد تحالف في المنطقة وقال إن الحدود اللبنانية الشمالية لن تهدأ دون عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وقراهم .

وفي مداخلة للأستاذ خالد منصور حول العمق الشعبي العربي وتناول الخرائط المتوقعة لشرق أوسط جديد لا وجود لفسطين عليها كما يريدون كما صوّر الخرائط المطروحة عند الفكر الأمريكي الصهيوني، والتي تنسف الحق الفلسطيني في أرضه.

ونوّه الصحفي صدقي موسى إلى أن نتائج الحرب ستكون عكسية على إسرائيل لا سيما مكانتها في النظرة الإقليمية والدولية واهتزاز صورتها، وأوضح ان العقلية الإسرائيلية "الانفرادية" تحاول رفض وجود أي إنسان آخر قد يستطيع يوما من الأيام أن يفرض وجوده على الواقع، ومن هذا المنطلق إسرائيل تحارب حزب الله وحماس وسوريا وإيران التي ما زالت ترفض التفرد الإسرائيلي في إدارة مجريات الأحداث الاقليمية والدولية.

واعتبر ان إسرائيل تقوم بتنفيذ رؤية أمريكية ترسم ملامح شرق أوسط جديد يتعاطى مع الأجندة الأمريكية والإسرائيلية المستقبلية، كما كشف في حديثه النوايا الدفينة في كسر إرادة المقاومة في لبنان وفلسطين من خلال سحب سلاح المقاومة، وأشار إلى أن الحرب على لبنان تهدف أيضا لتنفيذ القرار 1559 بما يتضمنه بالقضاء على حزب الله وسحب سلاح المخيمات الفلسطينية.

وختم اللقاء الدكتور عدنان السلقان في حديثه عن اللقاء الحضاري والشرق الأوسط الجديد والمرجعية العربية وثقافة المقاومة وثقافة الهزيمة للنظام العربي الرسمي ، وقال إن أمريكا ومشروعها تمر بمرحلة حرب مثل ما حصل في إسبانيا والعراق وأفغانستان.

وتحدث عن مبادرة حرب الله الذي قرأ الوضع السياسي جيدا واختار الوقت المناسب انتصارا للمقاومة الفلسطينية وانتصارا لثقافة المقاومة ، وعجز الاحتلال عن كسر إرادة المقاومة في غزة وتناول الخطورة الكامنة وراء تجريد حزب الله من سلاحه ومن ثم نزع سلاح الفلسطينيين في لبنان، وقال: "علينا أن نُصَعِّد المقاومة والمقاطعة مع الغرب وخاصة أمريكا وبريطانيا".

وأشار في حديثه إلى أن الصراع مفتوح على جميع الاحتمالات، وعلى الجميع أن يأخذ دوره وألا يقف متفرجا.

وفي ختام الورشة شكر الأستاذ ياسر البدرساوي الحضور وأشاد بضرورة كشف المخططات الأمريكية الإسرائيلية وأوضح أن هذه الحرب استطاعت أن تعيد القضية الفلسطينية إلى عمقها اللإسلامي والعربي فأسقطت هذه الحرب الأقنعة الزائفة وكشفت الدول الغربية المتآمرة على الوطن العربي كافة .