|
بعد 20 عاما على حرب الخليج: اسرائيل لا زالت مكشوفة امام هجمات الصواريخ
نشر بتاريخ: 14/01/2011 ( آخر تحديث: 14/01/2011 الساعة: 18:18 )
بيت لحم- ترجمة "معا"- بعد 20 عاما على حرب الخليج الاولى وسقوط الصواريخ العراقية في قلب العمق الاسرائيلي، لا زالت اسرائيل مكشوفة امام الهجمات الصاروخية وحين تتجدد المواجهة من المنطقي الافتراض ان صواريخ حماس ستسقط في قلب تل ابيب ومطار بن غريون وقواعد سلاح الجو الاسرائيلي.
هذا ما خلص اليه بحثاً قام به "عوزي روبين" الذي يعتبر " أب صاروخ حيتس" المضاد للصواريخ والرئيس السابق لادارة مشروع "حوماه " المسؤولة عن تطوير وسائل اعتراض الصواريخ في وزارة الجيش الاسرائيلي ونشر موقع "معاريف" الالكتروني الناطق بالعبرية اليوم الجمعة، بعض ما جاء فيه. وجاء في البحث الذي بدأ العمل فيه عام 2008 ورأى النور في هذه الأيام في إطار منشورات مركز " بيغن- السادات" للأبحاث الاستراتيجية الكائن في جامعة بار ايلان وبأوضح الصور والتعبيرات "لم تقم الحكومات الاسرائيلية خلال السنوات الماضية بما يكفي من اجل الدفاع عن الاسرائيليين وحمايتهم من مخاطر هجوم صاروخي كما وقللت الحكومات الاسرائيلية من شأن الخطر الصاروخي الذي يتهدد اسرائيل وبذلك سمحوا له بالتحول الى خطر استراتيجي كما وتجهت الحكومات الاسرائيلية لاعتبار الهجمات الصاروخية التي يتعرض لها جنوب البلاد كإزعاج وليس كتهديدا للأمن القومي". واضاف "روبين" في بحثه الموسع ان جذور التهديد الصاروخي تعود الى نهاية ثمانينيات القرن الماضي حين بدأت اسرائيل بتطوير منظومة "حيتس" لمواجهة صواريخ سكود السورية ذات الرؤوس الحربية الكيماوية وفي بداية التسعينيات حيث شرع حزب الله باطلاق صواريخ الكاتيوشا باتجاه اسرائيل، دفع اسحاق رابين ووزير الجيش موشه آرنس في ذلك الوقت تطوير منظومة حيتس الى الأمام رغم المعارضة الشديدة التي أبداها الجيش الاسرائيلي والانتقادات الحادة التي اطلقها المحللون العسكريون بسبب عدم ثقتهم بالقدرات التكنولوجية. في منتصف التسعينيات قررت اسرائيل القيام بعمليتين عسكريتين، الأولى كانت عام 1993 وحملت إسم "الحساب" والثانية عام 1996 تحت إسم " عناقيد الغضب" واستناداً لمستويات الخطر بدأت اعمال تطوير منظومة "ناوتيليس" القائمة على اساس شعاع ليزر شديد القوة لكن هذه المنظومة كانت خرقاء وصعبة التنفيذ لذلك توقف تمويل تطويرها عام 2005 والجيش الاسرائيلي الذي كان مستعدا للتضحية بجنوده في اعمال هجومية لم يكن مستعدا للاستثمار وتخصيص الموارد الخاصة بتطوير منظومات لا تهدد حياة جنوده، وفقا لما جاء في البحث. أجسام طائرة وتهديد نفسي تحت هذا العنوان الجانبي استطرد البحث في رواية تاريخ التهديد الصاروخي وجاء في التفاصيل "عام 2000 افتتحت جبهة جديدة وفي يوم 16/4/ 2001 ونتيجة خبرات نقلتها أطراف "ارهابية" في السعودية الى قطاع غزة اطلق أول صاروخ من قطاع غزة، ورغم التهديد الجديد جزم مدير عام وزارة الجيش في تلك الفترة "عاموس يارون" بان القوات الاسرائيلية لم تحقق أي تقدم قد يؤدي الى تدمير الصواريخ الفلسطينية اثناء تحليقها ولا يوجد لدى الوزارة اية نية في استثمار مبالغ مالية هائلة لن تؤدي في النهاية لتحقيق أي تقدم في هذا المجال. واستمرت شكوك الجيش الاسرائيلي في جدوى قدراته على اعتراض وإسقاط الصواريخ وكذلك رفضه تخصيص الموارد المالية من ميزانية الدفاع لتطوير هذه المنظومات. وللتدليل على عقم الفهم الرسمي للتهديد الصاروخي، أورد "روبين" في بحثه ما قاله مدير مكتب رئيس الوزراء السابق دوف فايسغلاس حين وصف الصواريخ المنطلقة من غزة بـ "الاشياء المتطايرة"، فيما فضلت الجهات الامنية إتباع سياسية الاستهانة والتقليل من خطر صواريخ غزة والاستهانة بالهجمات الصاروخية وتأثيراتها وابعادها الواسعة حيث وصف مدير عام وزارة الجيش كوبي تورون في مقابلة مع موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني عام 2006 صواريخ غزة بالتهديد النفسي فقط كونها أوقعت عددا قليلا جدا من الاصابات. حرب الإستنزاف القادمة اكد "روبين" في بحثه انه ورغم تطوير منظومة القُبة الحديدية والتي حصدت النجاحات في كافة التجارب الجيش الاسرائيلي لا ينوي نشرها بشكل دائم للدفاع عن سديروت والبطاريات التي جرى نصبها في قواعد سلاح الجو الاسرائيلي ستتقدم نحو سديروت وغيرها في اوقات التصعيد الخطير علما بان بطاريتين فقط جرى نصبهما فيما لم يحدد حتى اللحظة حجم عدد البطاريات التي ينوي الجيش التزود بها فيما لو كان الحديث عن شراء طائرات جديدة لن تجد ضابطا واحدا في هيئة الاركان يقترح شراء طائرة واحدة للتأكد من قدراتها وبعد ذلك يتم تحديد حجم الصفقة. وفي نهاية البحث وجه "روبين" سهام انتقاداته للجيش وقيادته قائلا: "رغم التهديد الصاروخي الذي تتعرض له اسرائيل شمالا وجنوبا فأن الجيش لم يقتنع حتى الان بالحاجة الى دفاع صاروخي على مستوى الدولة لهذا من المنطقي الافتراض في حال تجدد اطلاق النار سقوط صواريخ حماس واصابتها لاهداف مدنية وعسكرية وسط البلاد بما في ذلك تل ابيب ومطار بن غريون وقواعد سلاح الجو جنوب البلاد وما بدأ كعمل "ازعاج" بداية العقد الحالي تحول الى تهديد استراتيجي حقيقي نهاية العقد". واخيراً ووفقاً لما جاء في البحث " فضلت حكومات اسرائيل الاستثمار بالردود الهجومية على الاستثمار في المنظومات الدفاعية وذلك رغم الجدوى المتدنية للعمليات الهجومية المحدودة لهذا يجب ان نسأل "لماذا وما هي الحاجة لعمليات كهذه ؟" ويبدو ان الجواب على هذا السؤال لا يقع في إطار " الردع والاحباط " ولكن في اطار الصورة الشخصية والذاتية". واختتم "روبين" بحثه بنبوءة مقلقة مفادها " تسلح سوريا وحزب الله وحماس المكثف خاصة في مجال الصواريخ التي باتت تغطي كامل مساحة الدولة تؤكد بنسبة عالية ان حرب إستنزاف محلية على طول قطاع الحدود ستؤدي الى تدهور سريع نحو حرب إستنزاف تستهدف قلب الدولة ". |