وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ناحوم بارنيع في صحيفة "يديعوت " : اسرائيل لم تنتصر.. الجيش لم يعجز عن تحقيق النصر فقط بل عن تزويد جنوده بالطعام والمياه

نشر بتاريخ: 13/08/2006 ( آخر تحديث: 13/08/2006 الساعة: 19:05 )
بيت لحم - معا-" تسير اسرائيل المدمرة نحو اعلان وقف اطلاق النار وقد تنازعتها الخلافات وقتلها القلق" بهذه العبارات القاسية افتتح المحلل السياسي لصحيفة يديعوت الاسرائيلية ناحوم بارنيع عموده اليومي الذي عنونه بعبارة لا تقل قسوة " اسرائيل لم تنتصر .

ويرى الكاتب انه وحسب نوايا الاطراف فهذا وقف لبناني للنار استعدادا للجولة القادمة، وحتى هذا التحليل قد لايكون صحيحا لان الحرب بالنسبة للامم المتحدة ربما وضعت اوزارها لكنها ما زالت مستعرة شمالا وتجبي وستجبي ثمنا باهظا.

وحسب الكاتب فان السؤال الجدير بدراسة معمقة هو ما الذي اصاب اسرائيل في هذه الحرب ؟ فلبنان تلقى الضربات وكذلك حزب الله واسرائيل ،ومن طبيعة الاشياء ان نركز اهتمامنا على الضربات التي تلقيناها وهي ليست بالبسيطة سواء من ناحية حجم الخسائر البشرية او شلل الجبهة الداخلية وتحويل الاف الاسرائيليين الى لاجئين اضافة الى الضربة الاشد قسوة وهي ظهور الجيش بمظهر العاجز عن تحقيق التوقعات حيث ظهر ليس فقط عاجزا عن تحقيق النصر على منظمة حرب عصابات صغيرة مثل حزب الله بل عجز عن تزويد جنوده بالطعام والمياه عدا عن ازمة الثقة بين الجيش والمستوى السياسي التي ذكرتنا بحدتها بحرب يوم الغفران .

واعتبر الكاتب ان الحرب لم تنته وما اعلن هو فقط وقف لاطلاق النار ليفتح حرب اليهود التي ستكون هذه المرة حرب الجميع ضد الجميع ..الحكومة ضد رئاسة الاركان ، اولمرت ضد بيرتس والعكس صحيح ، اولمرت ضد تسفي ليفني ، جنرال ضد جنرال وعضو كنيست ضد وزير، والحكومة الحالية ضد سابقتها وجميعهم يقتلهم التحامل على بعضهم ويسيطر عليهم شعور الغبن والخيانة وينتظرون بفارغ الصبر ان يسمح لهم حسن نصرالله اخراج ما تعتمل به صدروهم .

وراى الكاتب ان القرار الاممي يعد انجازا ليس بالقليل لامريكا واسرائيل وحتى افضل من الصيغة التي رفضها اولمرت يوم الجمعة الساعة الثالثة صباحا وحتى متطور عن صيغة القرار الامريكي الفرنسي الذي عرض على مجلس الامن قبل اسبوع من صدور القرار الاخير الذي وصفه اولمرت ووزيرة الخارجية بالجيد .

واضاف الكاتب "القرار جيد على الورق اذ يدعو الى نزع سلاح حزب الله وابعاده عن منطقة الجنوب واعادة الجنديين الاسيرين ونشر قوات دولية كبيرة وقوية في لبنان متسلحة بتفويض يمكنها من فرض ارادتها ومن المفروض ان تشرف على جميع المعابر اللبنانية لكن يجب ان نكون غاية في التفاؤل حتى نؤمن بانها ستنفذ بحذافيرها ".

وقلل الكاتب من اهمية العملية الواسعة التي يقوم بها الجيش في الجنوب واضاف " الجيش طلب مهلة تصل الى 60 ساعة حتى يتمكن من استكمال عمليته وحصل عليها وكان الهدف السيطرة على مواقع حتى نهر الليطاني وتنظيف جيوب المقاومة التي تركها خلفه، وادعى رئيس الاركان ان عملية واسعه دون اي علاقة بقرار مجلس الامن ستترك اثارها على لبنان لفترة طويلة الامر الذي اقتنع به رئيس الوزراء واقنع الرئيس الامريكي به ولكن للاسف الشديد عملية واسعة ارتبطت بخسائر كبيرة وشكوك اكبر فيما اذا ستحقق مناورة اللحظة الاخيرة اهداف الحرب" .

وتابع الكاتب يقول "الجنود سيبقون في المنطقة لمدة اسبوعين اوثلاثة حتى وصول القوات الدولية التي ستعزز اليونيفيل لكن حزب الله سيحاول ضربهم من الخلف تماما كما فعل بهم قبل الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 ومن المؤلم ان نجد انفسنا نلعب بالقرب منه" .

واختتم الكاتب بالقول "من المنطق ان نقول باننا لم ننتصر في هذه الحرب ويمكن تلخيصها بالسؤال الذي سمعته من احد قادتنا السابقين الذي قال لو سألت حسن نصر الله قبل شهر اذا عرفت ان حزبك بعد شهر من الان سيكون في هذا الوضع هل ستبادر الى الحرب؟ الاعتقاد بان جوابه سيكون نعم ولو كررت نفس السؤال على وزراء الحكومة وقلت لهم قبل شهر لو عرفتم ان اسرائيل ستجد نفسها في مثل هذا الوضع هل ستخرجون للحرب ؟ سيتمتمون في اشياء غير مفهومة ولطلبوا منك الانتقال الى السؤال الذي يليه .