وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محمد المصري... هناك أشياء أصعب من فقدان الزوجة

نشر بتاريخ: 16/01/2011 ( آخر تحديث: 16/01/2011 الساعة: 15:49 )
غزة-معا- محمد حسين المصري يتربص به الموت من كل جانب.. فبينما ينام على صوت طلقات الرصاص والقذائف يستيقظ نهارا على ذات الأصوات وفي كل ليلة ينام معتقدا أنها الليلة الأخيرة في حياته وحياة أطفاله السبعة ضمن مسلسل تستمر فصوله بلا نهاية.

يعيش المصري على بعد 700 متر فقط من الحدود التي تفصل قطاع غزة عن أراضي الـ48 المحتلة داخل بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة ... فمن حديقة منزله يستطيع رؤية الجيبات والدبابات العسكرية الإسرائيلية وهي تتحرك في المنطقة، انطلاقا من الثكنات العسكرية المتمركزة في تلك المنطقة.

ويروي المصري لـ"معا" تفاصيل حياته الممتلئة بأصوات الانفجارات والقذائف، مبينا أن الطلقات والقذائف التي يطلقها الجيش الإسرائيلي من الثكنات العسكرية المجاورة باتجاه الأراضي الخالية تصيب منزله في كثير من الأحيان بشظايا، وتحدث اهتزازا فيه الأمر الذي يؤدي إلى حالة من الرعب لدى أطفاله.

الطلقات النارية أحدثت فجوات في جدران المنزل لم يستطع المصري ترميمها لان مواد البناء غير متوفرة في ظل حصار إسرائيلي يدخل عامه الرابع على التوالي.

وأضاف المصري "البيت مليء بالثقوب والفتحات، لا اسمنت ولا "حصمة" ولا مواد بناء متوفرة لنعيد بناء بيوتنا"، موضحا أن حظرا من التجوال يفرضه على أبنائه مع ساعات الليل خوفا عليهم من طلقات نارية طائشة يطلقها الجيش الاسرائيلي.

ويتابع:" في الليل لا استطيع الخروج إلى خارج المنزل ولو متر واحد،، وأولادنا يعيشون رعبا دائما بعد أن استشهدت والدتهم"، متسائلا "أين يمكن لأولاده أن يعيشوا وهذه الأرض ملك لهم؟؟".

ويعيش المصري على واقع موت المزيد من أفراد عائلته بعد أن فقد زوجته في قصف مدفعي للمنطقة فيقول:"اليوم استشهدت الأم،،،غدا لا اعرف أي واحد من أبنائي قد أفقد".

وطالب المصري الحكومات العربية أن توفر لأبنائها سبل العيش الكريم حتى يعيشوا كما باقي شعوب العالم، مشددا أن العالم العربي لم يسع يوما لوقف إطلاق النار عن الشعب الفلسطيني، متسائلا:"ألا يدرك الزعماء العرب أن هناك شعب يطلق عليه الرصاص ليل نهار؟؟؟"

وتفرض إسرائيل منطقة أمنية عازلة على طول حدود قطاع غزة ما يحرف آلاف المواطنين من زراعة أراضيهم كما أن عددا من المواطنين لا يتوانون عن التفكير في مغادرة هذه المناطق إلا أن ضيق الحال وعدم توفر بدائل أخرى يدفعهم إلى التشبث بالأرض.