وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في مثل هذا اليوم قبل عامين: تنفس أهل غزة الصعداء

نشر بتاريخ: 19/01/2011 ( آخر تحديث: 19/01/2011 الساعة: 01:47 )
غزة-معا- امتلأت الشوارع بأهلها بعد 22 يوماً من خلوها سوى من سيارات الإسعاف والخوف والقتل المنتشر مجاناً من طائرات الحرب الإسرائيلية.

ففي مثل هذا اليوم قبل عامين وضعت الحرب على غزة أوزارها، وترك الناس ليخرجوا مصدومين من هول الدمار والخراب الذي تركته آلة الحرب، تفاجئوا بعدد البيوت المدمرة والمنشآت والوزارات والمجلس التشريعي والجسور والمناطق الحدودية والشهداء المتواجدين تحت الأنقاض وتم انتشال مائة شهيد من تحت الركام في اليوم الأول بعد الحرب.

أهل غزة بدؤوا بالعودة إلى منازلهم بعد أن هجروها خوفا من القصف، وكأنهم يخرجون من السجون غير حالقي اللحى، مغبرين، بعضهم تآكلت ملابسه، وآخرون أجبروا على ترك مأواهم في المدارس، وخرجوا كي لا يجدوا بيتاً فقطنوا الخيمة.

تكشفت الحرب عن خسائر هائلة بالأرواح والممتلكات والمنشآت، حيث سقط بالحرب ما يقارب 1400 شهيد وخمسة آلاف جريح وتحدثت احدث الإحصائيات عن دمار لـ 3500 وحدة سكنية، وحسب تقرير لوزارة الأشغال العامة والإسكان بالحكومة المقالة فقد تكلف إعادة تأهيل طرق تضررت بفعل الحرب ما يقارب 27 مليون دولار أميركي، في حين بدأت مشاريع الإعمار بمشروع الوحدة النواة ثم عدة مشاريع لإعادة بناء منازل دمرت أو ترميم أخرى تضررت بمساعدة هيئات إغاثية عربية ودولية، وأطلق مؤخراً مشروع بدء إعادة الإعمار رغم استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع الاحتلال لمواد البناء من الدخول للقطاع.

وكان الاحتلال قد أسقط في حربه على غزة ما يزيد عن 3000 طن من القنابل والصواريخ المدمرة على قطاع غزة والتي يعتبر كثير منها يحتوي على مواد محرم استخدامها دولياً، من بينها قنابل الفسفور التي حرقت آلاف المدنيين جلهم من الأطفال وللتغطية على هذه الجرائم فقد أغلق الاحتلال غزة أمام الصحافيين الأجانب.

وبعد تدخل دولي انتهت الحرب وبدأت الوفود تتوافد إلى قطاع غزة للاطلاع على حجم ما خلفته الحرب واستقبلت غزة شخصيات دولية على رأسها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي زارها على عجالة وتفقد مبنى مخازن الهيئة الدولية التي تعرضت للقصف والحرق دون ان يلتقي الضحايا.

وبعد عامين على الحرب لا زال الشعور بحرب أخرى يطرق ابوب غزة يراود اهلها رغم كافة المحاولات لتخفيف هذا الشعور.