وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ما هي دوافع الانتحار في غزة؟

نشر بتاريخ: 18/01/2011 ( آخر تحديث: 18/01/2011 الساعة: 12:38 )
غزة -معا- أوضحت دراسة أعدتها جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي بغزة أن الأشخاص الذين يكثرون من أحلام اليقظة، والذين يجرح الناس إحساسهم بسهولة، ومتقلبي المزاج، والذين ينزعجون من التجارب السيئة، والذين يميلون للتفكير في لحظات الفشل والذين لديهم اكتئاب شديد، والأشخاص الذين يشعرون بالإرهاق اغلب الوقت هم أكثر الناس تفكيرا وميلاً للانتحار.

وبينت الدراسة التي أعدها برنامج البحث العلمي والتدريب بالجمعية وبالتعاون مع جهاز الشرطة المقالة- دراسة بحثية بعنوان "العوامل المهيئة للانتحار وعلاقتها ببعض المتغيرات" أن درجة الاكتئاب النفسي تلعب دوراً كبيراً في زيادة الميول الانتحارية؛ حيث ارتفعت الدرجة الكلية للاكتئاب في المجموعة التجريبية مقارنة بالمجموعة الضابطة، وأما العوامل الأخرى فهي عوامل تلعب دوراً مساعداً.

وهدفت الدراسة إلى معرفة الأسباب المهيئة للانتحار في البيئة الفلسطينية، وذلك لغرض البحث العلمي ودراسة الظاهرة من جميع جوانبها وسعياً للوصول بالمجتمع الفلسطيني إلى أرقى مستويات التوازن والاستقرار النفسي والاجتماعي.

واعتمدت الدراسة على استخدام منهج البحث الوصفي التحليلي وقد تكونت عينة الدراسة من (60 ) مفحوصاً مقسمين (30) عينة تجريبية و(30) عينة ضابطة ممن تتراوح أعمارهم من (14) إلى (55) عاما، وقد توزعت العينة على جميع محافظات قطاع غزة، ولم يتم استبعاد أحد من أفراد العينة.

وبلغ عدد أفراد الدراسة (60) حالة من الذين حاولوا الانتحار، وتم توزيع هذه العينة حسب نوع الجنس في العينة التجريبية (13) حالة من الذكور بنسبة (43.3 %), و (17) من الإناث بنسبة (56.6 %) وحسب نوع الجنس في العينة الضابطة (12 ) حالة من الذكور بنسبة (40.0 %) و(18) من الإناث بنسبة (60.0 %).

وكشفت الدراسة النقاب عن أن جميع الذين حاولوا الانتحار في عينة الدراسة كان لديهم التفكير في تنفيذ هذه المحاولة بدرجة سريعة وغير مخططة من قبل وبدون تفكير في العواقب، وهذا الأمر الذي يؤكد عدم وجود دلالات على متغيرات الدراسة.

وفي مجال الانطواء، دللت الدراسة أن الأشخاص كثيري الصمت، ودائمي التفاخر بأنفسهم إضافة إلى الذين يتمنون لو كانوا ميتين هم أكثر الناس تفكيرا وميلاً للانتحار.

وفي مجال الذهان، أشارت الدراسة أن الأشخاص القلقين من وجود ديون عليهم، والذين ينزعجون كثيراً من رؤية أطفال يتألمون، والذين تتساوى في نظرهم أمور الحياة هم أكثر الناس تفكير وميلا للانتحار.

وفي مجال الكذب، أوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين يقبلون المديح على أشياء لم يقوموا بها، وكثيري الملل، الأشخاص العصبيين والعنيفين مع الناس، الذين يشعرون بالوحدة هم أكثر الناس تفكيرا وميلاً للانتحار.

وأوصت الدراسة بالعمل على زيادة الوعي الديني حول ظاهرة الانتحار والاهتمام بالعلاج والتوجيه النفسي لجميع أفراد المجتمع إضافة إلى زيادة الوعي حول أهمية العلاج النفسي وتبيان مدى خطورة المرض النفسي وأنه لا يقل أهمية عن المرض العضوي في زيادة نسبة الانتحار ومحاولة الانتحار.

ودعت الباحثين إلى معرفة الأسباب العضوية الكامنة التي تقف خلف ظاهرة الانتحار وإجراء التجارب التي تؤكد وجود خبايا عضوية تقف خلف محاولة الانتحار.

وطالبت الدراسة المعنيين برفع المستوى الديني والثقافي لدى جميع أفراد المجتمع، وذلك عبر إقامة ندوات ثقافية وتربوية ودينية سواء داخل المؤسسات التعليمية أم خارجها، وكذلك الاهتمام بالبرامج الدينية والثقافية التي تنمى وعى أفراد المجتمع وكذلك العمل على إيجاد أماكن ومراكز ثقافية واجتماعية ورياضية للشباب للمساهمة في استثمار أوقات الفراغ في أنشطة مفيدة.

وأكدت على ضرورة تعامل الجهات الحكومية مع حالات الانتحار علي أنها حالات مرضية دون الرجوع للأسس الثقافية والاجتماعية كأساس لمحاولة الانتحار.

كما توصلت الدراسة إلى بعض البنود ذات دلالة في مجالات الدراسة منها أنه في مجال العصاب، أن الأشخاص متقلبي المزاج، الذين يشعرون بالتعاسة، ويتوقعون أن لديهم أعداء ممكن أن يؤذوهم، إضافة إلى الذين يحبون أن يخاف منهم الناس والذين يتعرضون للكذب من قبل الناس هم أكثر الناس تفكيرا وميلاً للانتحار.