وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بعد الغاز...كارثة إنسانية تهدد القطاع بنفاد مخزون القمح في المطاحن

نشر بتاريخ: 20/01/2011 ( آخر تحديث: 20/01/2011 الساعة: 18:17 )
غزة- معا- ازدادت التحذيرات التي يطلقها أصحاب المخابز من احتمال وقوع ازمة خبز جديدة في قطاع غزة في حال استمرار اسرائيل بسياسة التقليص التي تتبعها في ادخال القمح عبر معبر كرم ابو سالم بعد اغلاق معبر المنطار ولوحظت في الايام الاخيرة اعداد المواطنين الذين يصطفون للحصول على كميات من الخبر من المخابز الرئيسة في قطاع غزة.

وأعلن رئيس جمعية أصحاب المخابز عبد الناصر العجرمي "نفاد كمية القمح المتواجدة في القطاع نتيجة قيام الجانب الإسرائيلي بإغلاق معبر "المنطار" منذ أسبوعين وعدم السماح بإدخال كميات من القمح منذ الإعلان عن إغلاق المعبر".

وأكد العجرمي لـ"معا" ان قطاع غزة يحتاج كل أسبوعين إلى (8000) طن من القمح ولكن الجانب الاسرائيلي ادخل خلال أسبوعين (800) طن من القمح وهذا لا يكفي القطاع، موضحا ان عملية الإغلاق المتكررة تمنع أصحاب المطاحن القيام بعملية تخزين بسبب قلة الكمية التي تدخل القطاع.

وأشار العجرمي "ان المطاحن الرئيسية في غزة أعلنت عن نفاد كمية القمح المتوفرة في مخازنها وتوقفها عن تزويد المخابز بالطحين"، مشيرا ان هنالك كارثة إنسانية ستواجه القطاع في حال استمر الجانب الإسرائيلي بإغلاق معبر المنطار.

وأوضح العجرمي "ان الجانب الإسرائيلي وضع آلية جديدة لنقل القمح من معبر كرم أبو سالم عن طريق الأكياس الكبيرة التي ستؤدي إلى ارتفاع تكاليف نقلها"، مبينا ان أرضية المعبر لا تتحمل النقل بهذه الطريقة لعدم تهيئته لذلك.

وقال العجرمي انه يتم إدخال عبر معبر "كرم أبو سالم" يوميا (150) شاحنة من السلع والبضائع التي يحتاجها القطاع وفي حال تم تحويل نقل القمح إلى "كرم أبو سالم" يتطلب ذلك زيادة كمية الشاحنات إلى (300) شاحنة يوميا من السلع والبضائع والقمح والأعلاف لتغطية احتياجات القطاع، موضحا ان المعبر لا يتحمل إدخال هذا العدد من الشاحنات لصغر حجمه.

وناشد العجرمي الأمم المتحدة والجهات المختصة للتدخل السريع لحل الأزمة التي تواجه القطاع والعمل على فتح المعابر فورا لتجنب حدوث كارثة إنسانية.

يذكر ان الجانب الإسرائيلي اصدر قرارا بإغلاق معبر "المنطار" الواقع شرق مدينة غزة نهاية شهر يناير الجاري ونقل العمل مهام المعبر إلى معبر" كرم أبو سالم" جنوب القطاع.

من جهته قال مركز "الميزان" لحقوق الانسان أن مصادر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، أشار إلى تناقص كميات الدقيق والحبوب التي تسمح قوات الاحتلال بمرورها إلى غزة بشكل مستمر، حيث بلغ مجموع ما سمح بدخوله إلى غزة منذ مطلع كانون الثاني/ يناير وحتى نهاية أيار/ مايو 2010 (64.273) طن فيما بلغ مجموع ما سمح بدخوله منذ مطلع حزيران/ يونيو 2010 (48609) طن.

وبحسب "الميزان" فان سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت تسمح بمرور الحبوب والأعلاف مرتين في الأسبوع، وهما اليومين الذين تسمح فيهما بعمل معبر المنطار/ كارني، وأنها بدأت منذ يوم الأربعاء الموافق 13/10/2010 في تخصيص يوم واحد فقط لإدخال الحبوب والأعلاف وخصصت اليوم الثاني الذي يفتح فيه معبر "كارني" لإدخال كميات محدودة من مواد البناء الموجهة لمشاريع تنفذها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا، مؤكدة أن هذا يثير المخاوف من استمرار انخفاض كميات الحبوب والأعلاف.

وقال "الميزان" إن تقليص كميات الدقيق والأعلاف يمس بالحاجات الإنسانية الآنية المباشرة لسكان قطاع غزة الذي لم تسمح سياسة الحصار لسكانه بالحفاظ على أي مخزون استراتيجي للسلع الأساسية على مدار السنوات الماضية.