|
الأسير أبو حجلة يخاطب مؤتمر الأحزاب العربية في المغرب
نشر بتاريخ: 23/01/2011 ( آخر تحديث: 23/01/2011 الساعة: 12:28 )
المغرب -معا- طالب الأسير إبراهيم أبو حجلة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، من داخل سجن رامون الصحراوي وخلال رسالة تليت في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المغرب لنصرة الأسرى المنعقد في المغرب، طالبهم بنقل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي وحملها إلى المحافل الدولية لمحاسبة إسرائيل وملاحقة جنرالاتها وقادتها أمام المحاكم الدولية على الجرائم التي ترتكب بحقهم، وللإسهام بشكل فعال للضغط على إسرائيل بإنهاء معاناتهم ومعاملتهم كأسرى حرب، وأسرى حرية على طريق التحرر من قيود الأسر وتحرير أرضنا المحتلة من براثن الاحتلال الغاشم.
كما وطالب المؤتمر بالخروج بتوصيات وآليات عمل تتجاوز حدود التنديد اللفظي أو المكتوب الذي ينتهي مفعوله بانتهاء المؤتمر، والعمل على تشكيل لجان متابعة لقرارات المؤتمر وتوجيهاته. وقال أبو حجله في رسالته: "ان الأسرى ومن بين جدران زنازين الاعتقال يتابعون ما يحدث على الأرض في الضفة والقطاع وفي مدينة القدس بقلق شديد ينسينا آلام الأسر وعذاباته، نتعالى على آلامنا أمام آلام شعبنا ومعاناتهم لتتضاعف معاناتنا بين معاناة الأسر وإجراءات الاحتلال القمعية ضدنا وبين معاناة أهلنا من سياسات الاحتلال الوحشية، كل ذلك لم يفك من عزيمتنا وعزيمة شعبنا وهو ما تأكده المقاومة الشعبية الباسلة ضد الجدار والاستيطان وصمود شعبنا في القدس والقطاع وصمودنا نحن أسرى الحرية كذلك التحركات الشعبية والرسمية الفلسطينية العربية والدولية لنصرة قضيتنا الوطنية بشكل عام ونصرة قضية الأسرى بشكل خاص وحقنا في التحرر من الأسر ومن الاحتلال الظالم، وما مؤتمركم هذا إلا محطة هامة من محطات النضال المتواصل من اجل نصرة الأسرى وفضح سياسات الاحتلال". وتابع أبو حجله في رسالته موضحا بان حكومة إسرائيل الحالية تقدم الصورة الحقيقية والجلية لهذا الاحتلال، التوسعي حيث انقشع الضباب وبان وجه الاحتلال الرافض للسلام. وانه قبل عدة أيام صادقت لجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلي بالقراءة الأولى على قانون سحب المواطنة من أسرى الداخل المحتل عام 48 وهو ما يعرضهم إلى خطر الإبعاد عن بيوتهم وأهلهم عند تحررهم من الأسر، وان المتابع لطبيعة الائتلاف الحكومي في إسرائيل يدرك أن هذا القانون من الممكن أن يمر بقراءاته الثلاث داخل هذا الائتلاف الفاشي في الكنيست الإسرائيلي. إن هذا القانون وما سبقه من قوانين وما سيتبعه منها إضافة إلى الممارسات اليومية بحق الأسرى يجعل من الإسراع في اتخاذ قرارات حاسمة وعملية لهذا المؤتمر مسألة ملحة تتجاوز حدود الوطن العربي والانطلاق إلى التدويل الفعلي لقضية الأسرى الفلسطينيين والعرب داخل السجون الإسرائيلية. وأوضح أبو حجله في رسالته للمؤتمر الواقع الذي يعيشه الأسرى، مبينا انه يوجد اليوم في سجون الاحتلال أكثر من ألف أسير مريض بأمراض مزمنة وبينهم أسرى من ذوي الإعاقات والأمراض المزمنة ومرضى بالسرطان ينتظرون الموت المحتم إذا لم يتم العمل وبشكل سريع للإفراج عنهم، ومرضى بالفشل الكلوي والسكر والقلب وأمراض لم يتم تشخيصها بسبب الإهمال الطبي المتعمد، وهنالك أسرى يعيشون فيما يسمى السجن المستشفى في سجن الرملة وهم مرضى يعانون من أمراض مستعصية ومزمنة وغالبيتهم موجودون في هذا المكان منذ سنوات طويلة دون أي تحسن يذكر في حالتهم الصحية. وأشار إلى إن الارتفاع الملحوظ في عدد الأسرى المرضى خلال السنوات الأخيرة يؤكد أن هنالك سياسة إسرائيلية خفية تمارس ضد الأسرى وهو ما فضحه تقرير لجنة الصحة في الكنيست الإسرائيلي وما قالته الرئيسة السابقة لهذه اللجنة (داليا ايتسك) واعترافها بأن إدارة السجون أجرت مئات التجارب لأمصال وأدوية على الأسرى. اما بخصوص الأسرى القدامى فقال "انه لمن العار على الشعب الفلسطيني والأمة العربية وعلى كل أحرار العالم أن يبقى في السجون الإسرائيلية أسرى تجاوزت فترة اعتقالهم الثلاثون عاما"، مشيرا الى انه يوجد اليوم في سجون الاحتلال خمسة أسرى تجاوزوا هذه الفترة، بينما الأسرى الذين تجاوزوا العشرين عاما فقد تجاوز عددهم المائة والعشرين. وتابع: باسمي وباسم كل الأسرى نبرق التحية لهؤلاء الأسرى العظام الصامدين داخل زنازين الأسر المناضل فخري البرغوثي، المناضل نائل البرغوثي، المناضل ادهم الوحش، المناضل إبراهيم جابر والمناضل سامي يونس شيخ الأسرى الذي تجاوز عمره الثمانين عام. وحول الاعتقال الإداري أوضح أبو حجله إن الاعتقال الإداري بحد ذاته يحذر وبصورة واضحة جلية عن الوجه البشع لدولة الاحتلال ولقوانينها التي تنتهك ابسط حقوق المعتقل والأسير، وان الاحتلال يمارس هذا النوع من الاعتقال ضد أبناء شعبنا بشكل تعسفي معتمدا على قرار من الحاكم العسكري بالاستناد إلى تقارير سرية لمخابرات الاحتلال الإسرائيلي. كما وأوضح أبو حجله للمؤتمر انه يوجد في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من خمسمائة أسير فلسطيني من سكان قطاع غزة يمنع ذويهم من زيارتهم منذ أكثر من أربع سنوات بسبب الحصار الإسرائيلي المضروب على القطاع ليضاف ذلك إلى المعاناة التي يعانيها هؤلاء الأسرى وذويهم. وبين أبو حجله في رسالته معانات الأسيرات الفلسطينيات من ظروف العزل والحرمان والإجراءات القمعية مضافا اليها معاناة الأسيرات الأمهات وحرمانهن من أطفالهن وهو ما يشير إلى أن الأسيرات لا يتمكن بأغلب الأحيان من احتضان أطفالهن اثناء الزيارات خصوصا الأطفال الذين تجاوزت أعمارهم الثماني سنوات. وتابع موضحا: بان ما يتعرض له الطفل الفلسطيني منذ لحظة اعتقاله وحتى تحرره من الاعتقال يشير إلى بشاعة الاحتلال وإجرامه وتجاوزه لكل القوانين والأعراف الدولية. وأشار أبو حجله في رسالته إلى معاناة أهالي الأسرى وانه عدا عن معاناة الفراق والبعد يعاني ذوي الأسرى أشواطا من العذاب خلال زيارات أبنائهم في سجون الاحتلال، فمن يحالفه الحظ بالحصول على تصريح زيارة تفتح عليه رحلة العذاب حيث يتفرغ الأهل ليوم أو يومين لزيارة ابنهم وهنالك عائلات لها في السجون الإسرائيلية أكثر من أسير يصل بعضها إلى خمسة أسرى ثم تضطر هذه العائلات إلى التفرغ لزيارة ابنهم فغالبا ما يتعمد الاحتلال إلى توزيعهم على عدة سجون. وبذلك يضاف إلى المعاناة على الحواجز الإسرائيلية والتفتيش الذي يتعرض له الأهالي وما يحدث على بوابات السجون وبعد السجون عن مناطق السكن الذي يتناقض مع القانون الدولي واتفاقيات جنيف التي تقر بأن على سلطات الاحتلال محاكمة واحتجاز الأسرى داخل الأراضي المحتلة وبالقرب من أماكن سكن ذويهم. ونبه أبو حجله إلى استمرار معاناة الأسرى المعزولين عزلا انفراديا منذ عدة سنوات داخل أقسام مخصصة لذلك حيث يصل عددهم إلى ثلاثون أسيرا موزعين على عدة سجون وهي (رامون، عسقلان، بئر السبع، هداريم ونفحة)، ومنهم من تجاوز بالعزل الانفرادي العشر سنوات. وختم الأسير أبو حجله رسالته باسمه وباسم أسرى الحرية الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال مباركا جهود المؤتمرين ومتقدما بالشكر لهم وإلى المملكة المغربية شعبا وقيادة لاستضافتهم هذا المؤتمر وعلى جهودهم الخيرة لنصرة الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة. |