|
قرار من البطن - اسرائيل اجتاحت طولكرم
نشر بتاريخ: 13/07/2005 ( آخر تحديث: 13/07/2005 الساعة: 09:01 )
معا- كتب رئيس التحرير - كعادتها اسرائيل تفقد صوابها السياسي عند وقوع اية عملية تفجيرية, وتصبح قراراتها مجرد ردود فعل من البطن, ورغم معرفتها بأن اسلوب الاجتياح واحتلال القرى لا ينفع في ضبط امنها, فقد اجتاحت دباباتها مدينة طولكرم والمناطق المجاورة لها والتي لم يمض على انسحابها منها سوى ثلاثة اشهر, حين التقى شارون وابو مازن في ضيافة الرئيس المصري والعاهل الاردني بشرم الشيخ.
الدبابات الاسرائيلية كانت حاصرت طولكرم وعزلتها عن العالم في ساعات المساء الاولى, وما ان اسدل الليل سواده حتى دخلت الدبابات شوارع المدينة واحتل القناصة اسطح المنازل وفرضوا عبر مكبرات الصوت حظر التجوال وشرعوا في تفتيش البيوت بحثا عن نشطاء الانتفاضة, لا سيما نشطاء الجهاد الاسلامي- منظمة صغيرة وذكية وغنية ماليا وتملك الامكانيات الكبيرة القادرة على حماية عناصرها- ولا تعتبر حزبا كبيرا مترامي الاطراف يمكن النيل منه بسهولة. ويبدو ان منفذ عملية تفجير سوق نتانيا احمد ابو خليل ( 18 عاما) استطاع بسهولة ان يكشف وهن العلاقة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. فقد استشهد أحد افراد قوات الامن الوطني الفلسطيني برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي التي اجتاحت مدينة طولكرم ومخيمها فجر اليوم الاربعاء وشرعت بعملية عسكرية واسعة فيهما. وافاد مراسل وكالة معا ان قوات الاحتلال اطلقت النار بصورة متعمدة باتجاه دورية راجلة لقوات الامن الوطني الفلسطيني قرب كلية خضوري غرب مدينة طولكرم مما ادى الى استشهاد احد افراد الامن الوطني ويدعى محمد شحادة وإصابة آخر هو محمد غنام بجراح خطيرة في الراس, واضاف ان جثمان الشهيد والجندي الجريح نقلا الى مستشفى الشهيد ثابت ثابت في طولكرم. وكانت قوات الاحتلال قد اجتاحت مدينة طولكرم ومخيمها وسط اطلاق النار والقذائف بشكل عشوائي باتجاه منازل المواطنين الفلسطينيين, فيما حلقت طائرات مروحية على ارتفاعات منخفضة في سماء المدينة واخرى بدون طيار لاستطلاع التحركات فيها. وذكر مصدر امني فلسطيني في طولكرم ان عناصر من الوحدات الخاصة المتنكرة بلباس مدني تدعهما قوات عسكرية كبيرة تقوم بنشاطات في عدد من المناطق داخل المدينة, كما شرعت قوات الاحتلال بمداهمة منازل المواطنين والاعتداء عليهم, واستولت على اسطح عدد كبير من النازل وسط المدينة خصوصا المنطقة القريبة من كراج فرعون. من جانب آخر ادعت مصادر في الجيش الاسرائيلي ان اثنين من الجنود الاسرائيليين اصيبا بجروح طفيفة اثر اطلاق مسلحين فلسطينيين النار باتحاه القوات الاسرائيلية اثناء عملية الاجتياح الواسعة لمدينة طولكرم, واضافت المصادر ان الجنود ردوا باطلاق النار مما ادى الى مقتل احد مطلقي النار واصابة اخر بجراح. على الفور طالبت اسرائيل اجهزة الامن الفلسطينية بالتزام مقارها ومنعت عليها الخروج من تلك المقرات, كما اجتاحت الدبابات قرية عتيل شمال طولكرم, وحظرت التجول على سكانها واستولت على اسطح المنازل العالية. قوات الامن الفلسطينية المحاصرة ( او المسجونة في مقراتها) لم تتمكن اذن من تنفيذ اوامر الرئيس ابو مازن والذي صدر خلال اجتماع طاريء بعد عملية نتانيا, وقضى بان تقوم قوات الامن الفلسطينية باعتقال المسؤولين عن العملية بعد وصفهم ( بالحمقى) وانهم يتسببوا بالضرر للمصلحة الفلسطينية العليا.اما الصحف الفلسطينية الصادرة اليوم فقد امتنعت عن وصف عملية نتانيا بالاستشهادية ووصفتها - العملية التفجيرية - واشارت في وصفها منفذ العملية بانه انتحاري - علما ان الانتحار محرم في الديانة الاسلامية . من جانب آخر هدد شاؤول موفاز بان الرد الاسرائيلي على الجهاد الاسلامي سيكون قاسيا جدا وغير مسبوق, ولم ينسى الاسرائيليون التذكير بان قيادة الجهاد الاسلامي تعيش في دمشق, وهو غمز قد يعني ( بلغة الغضب) ان دمشق ليست بعيدة عن طولكرم. وظهر اليوم يصل مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافير سولانا الى بيت لحم بعد سلسلة اجتماعات مع قادة السلطة ( الرئيس ورئيس الوزراء) في رام الله, وهدف زيارته الى بيت لحم هو الاشراف شخصيا على تسليم الشرطة الفلسطينية سيارات مصفحة ومخصصة لمعالجة التفجيرات استعدادا لاعادة السيطرة الفلسطينية على المدينة في اقرب وقت, ولكن اسرائيل وبدلا من انسحابها المقرر من بيت لحم وقلقيلية, فقد عادت لاحتلال طولكرم, فيما يمكن وصفه بالاعلان المتأخر عن فشل قمة شرم وبداية لتدهور العلاقة بين تل ابيب وابو مازن, واذا كان موفاز يتعجل باعادة احتلال طولكرم فان لدى ابو مازن العديد من المنظمات الفلسطينية التي تتعجل العودة الى العمليات والتخلص من ثوب التهدئة بل وربما التخلص من ابو مازن نفسه . |