وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

النيابة تؤكد: "جريمة هتك عرض".. والقضاء أمام اختبار حقيقي

نشر بتاريخ: 26/01/2011 ( آخر تحديث: 27/01/2011 الساعة: 13:57 )
بيت لحم- معا- كتبت ناهد أبو طعيمة- على يمين الصورة جاءت آيات أو أمل أو رجاء أو ليلى صدقوني ليس المهم اسمها، لترفع يافطة كُتب عليها أنا لا أثق بكم فطلبت من أمي أن تحملني إلى المسيرة رغم أن جسدي يؤلمني بعد أن أرهقتني الندبات والآلام.

نعم نفسها... هي على يمين الصورة تلك الطفلة الذي لم تكن تريد غير قطعة حلوى من الدكان وتعود قبل أن يباغتها الذئب طامعاً في روحها ولحمها وغدها.

جاءت حاضرة لأنها تتوجس من القانون، ومن القضاء، ومن إرادة للحكومة غير كافية دون خطوات عملية للحد من العنف والقهر.

تتوجس بأنها لا تستطيع الوصول إلى محمود عباس أو سلام فياض التي سمعت النساء الغاضبات والهيئة المستقلة، ونقابة المحاميين والبسطاء يهمسون بأسمائهم بين الحضور يرددون أسماءهم ويستظلوا بنفوذهم لسؤال ذوي الاختصاص؟؟؟؟؟؟؟؟.. لماذا نحن اليوم نملك قانون صك عملات رغم أننا فقراء إلى المال والى الله، ولا نملك قانون أسرة، ولا قانون عقوبات يعاقب المغتصبين والقتلة والمتحرشين؟.

قانون نثق في عدالته لا يفرق بين فقراء وأغنياء، قانون لا نحتاج لنتظاهر بعده بحثا عن العدالة ونزعجكم في ظل تحدياتكم الكبيرة، قانون يحمينا بعد سنوات من الغبن والهجر.

تتوجس "ليلى" من المجتمع الصموت الذي ينسى دوما، تتوجس على باقي بنات الروضة اللواتي لا يعرفن بأن الذئب سيكون حرا طليقا، تتوجس من الآباء الذين مروا علينا ونحن نقف على الشارع لإسماع صوتنا، لأنهم يعتقدون بأن بناتهم في منأى عن الذئب، فهو يختبئ ولكنه سيعود.

تتوجس من صوت الظلم، حينما تكالبت عليها وعلى أسرتها تعليقات الناس والإحكام، والكاميرات، والشائعات حيث يصر المتهم على الإنكار.

تتوجس من المجتمع الذي سينهش أبوها، وأمها التي ظلت تصرخ وتستغيث في الحاضرين بأن حياتي كانت هادئة لا أريد سوى أن تعود حياتي وحياة ابنتي كما كانت.

لعل الأرقام تسعفنا وترقق القلوب، حين لم تسعفنا الفجائع، حين لم يفهمنا دولة رئيس الوزراء بأننا لا نستطيع مشاركته في حلم بناء الدولة، ونحن عاجزات ومقهورات بعد عشرة أيام من مصادقة دولة رئيس الوزراء على إستراتيجية مناهضة العنف ضد النساء والأطفال، وحضوره الشخصي للإقرار تأتي هذه الفجيعة.

وبعد أقل من شهر من مذبحة اغتصاب وقتل الطفلة من مخيم دهيشة، تفنن الذئب في تعذبيها واغتصابها ومن ثم قتلها.

وبعد خمسة عشر عاما من اعتبار السلطة قانون الأحوال الشخصية، قانون الأسرة عش دبابير ولا تريد الاقتراب منه.

وبعد ساعات وأيام وسنين ورجاءات وأحلام لإقرار قانون العقوبات حتى وان كانت سقوفه ليست حدودها السماء.

وقبل شهرين من الاقتراب من اليوم العالمي "للأكاذيب" عفوا اليوم العالمي للمرأة، ففيه يتشدق كل صناع القرار بحبهم للنساء، ونرى ملامح أكاذيبهم بعد ذلك على ظهور وأجساد بناتنا.

وبعد سنة من إقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفاقية "سيداو" حينما اعتقد بأن حاجتنا- نحن النساء- في فلسطين إلى اتفاقية سيداو وليس إلى قانون الأسرة.

بعد ساعات من مسيرة تظلّمت خلالها نساء يمثلن تجمع المؤسسات التنموية ومؤسسات المجتمع المدني في بيت لحم والقليل من الرجال، أمام محكمة بيت لحم، مطالبين بضرورة تطبيق أقصى العقوبات بحق المتهم باغتصاب طفلة لا تتجاوز الخمس سنوات.

مسيرة اتسمت ملامحها بغضب من النساء وشعور جديد قديم بالخذلان، وخشية من تكرار المشهد نفسه أمامهن بالتنكر لكل نضالهن الوطني على مدار عشرات وعشرات من السنين.

وبعد ساعات من تصريح رئيس النيابة العامة علاء التميمي الذي دعا الصحافيين إلى مكتبه وأكد لهم بأنها جريمة هتك عرض، ومطمئناً بأنه لن يقدم إلى المحكمة أدلة ضعيفة، ومنتظرا الفحوصات التي ستجري في الأردن في مختبرات جنائية مختصة، وبدورها أكدت النسويات له بأنهن لا يريدن الظلم لأحد، بل ملتزمات بالقانون.

لا تصمتوا على اغتصاب بناتنا لا تخذلونا بالقضاء الفلسطيني، أرجوكم تباحثوا مع النساء حول الأولويات الحقيقة التي تسعدنا وتحمينا وليست أجندات وسعادات الممولين.