وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاردن اخيرا - بعد العراق وافغانستان ايران اليمن تونس ولبنان مصر تشتعل

نشر بتاريخ: 28/01/2011 ( آخر تحديث: 29/01/2011 الساعة: 09:00 )
رئاسة التحرير - لا يوجد عاقل يقف في وجه ارادة الشعوب ، وتوق البشر الشديد للتغيير ، وحبّ الناس لانتقال الحكم بسلاسة بين الاحزاب ، واستبدال الحكام كل 4 سنوات بطريقة انتخابية حرّة ونزيهة ، ونكاد نجزم ان هذا مطلب كل مثقف وكل عامل وكل فلاح وكل سياسي نزيه يعمل لمصلحة بلده ، فالقادة ليسوا انبياء لنصلي وراءهم ، وليسوا عشيقاتنا لنعلّق صورهم في غرف نومنا .

ويبدو ان التظاهرات الشعبية في دول العالم العربي هي تظاهرات تلقائية بريئة ، يقودها الشبان الغاضب ، جيل الفيس بوك والتويتر والتشات ، ولا شكّ انها ستهزّ عروش الاحزاب السياسية والحكومات التي ترفض ان تغادر سدّة الحكم طواعية .

من ناحية ثانية ومع تأييدنا التام لكل حركة جماهيرية عربية حرّة ، الا اننا نستغرب موقف الولايات المتحدة الامريكية كقوة امبريالية استعمارية دعمت وتدعم كل الطغاة وجميع الدكتاتوريات في العالم ، دعمت الدكتاتوريات في افريقيا ومريكيا الاتينية واسيا ، والان تسارع كأول دولة تؤيد حركة الجماهير !!! ومن حقنا وفي معمعان التغيير ان ننتبه لاية مؤامرات مسمومة .

ونخشى ان تكون هذه هي الفوضى الخلاقة ، وهي العبارة الشهيرة التي وردت على لسان كونداليسا رايس وزيرة خارجية امريكا حين سؤلت عن الفوضى والفلتان الامني في العراق بعد سقوط نظام حزب البعث هناك ، فقالت بكل اعجاب " انها الفوضى الخلاقة " ؟؟؟

ويبقى سؤال واحد يقلقنا ، هل تريد الولايات المتحدة الامريكية ان تتدخل في تظاهرات الشعوب من اجل ( هزّ عروش الحكام العرب وليس تغيير الانظمة بأنظمة مناهضة لاسرائيل ) وصولا الى فكرة تل ابيب التي تعمل من اجلها منذ سنوات ( ان الاردن هو الوطن البديل للفلسطينيين) . اي ان كل هذه التظاهرات يكون هدفها هزّ عروش الحكام وتخويفهم وليس اسقاطهم وصولا الى مرحلة الكسر الحقيقي للنظام الاردني واحلال وطن بديل للفلسطينيين هناك ؟

وقد علمتنا التجربة ألا نثق في امريكا ولا باسرائيل ، فتظاهرات الشعب الايراني وما نشر على الفيس بوك حينها ضد نظام احمدي نجاد حظيت بدعم امريكا والغرب ولكن احمدي نجاد قمعها قمعا شديدا وبكل شراسة ، وقد تبعها عمليات تخريب وتفجير وقتل علماء في ايران ، وقبلها أخربت امريكا النسيج الاجتماعي والسياسي في افغانستان بدعوى نشر الحرية والهامبرجر ، ثم تونس ولبنان واليمن وبعدها ليبيا وربما المغرب والسعودية وعلى الارجح سوريا ومثلها .

نشاهد ما يحدث في مصر ، ونعرف ان ما حدث سوف يهزّ النظام هناك ، ونشاهد التغطية الاعلامية الغربية لا تخلو من التشفي والغلّ ، ولكننا ننظر بكل خطورة - ومن حقنا - تجاه هذا المسلسل المكثّف في ارجاء الوطن العربي المريض العليل المتهالك .

ونقول ، نعم للتغيير ، ونعم للحداثة ونعم لكل حركة اصلاح ، ولكن حاذورا المؤامرة السياسية الاسرائيلية الامريكية ضد الاردن كوطن بديل للفلسطينيين، فالمخرج الوحيد المتبقي للاحتلال بعد صمود الشعب الفلسطيني هو تصدير الازمة الى الاردن ، ونحاذر وما خططت له تل ابيب وتنفذه امريكا بمليارات الدولارات التي يجري نشرها من هنا وهناك ، ونؤكد مرة اخرى ان اسرائيل واذا ارادت التنصل من اتفاقية اوسلو فان البدل عن السلطة سيكون حيفا ويافا وعسقلان والرملة واللد وعكا ، ولن يكون الاردن ، فالشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده قادر على التمييز بين التغيير الايجابي وبين الفوضى التي يقف وراءها سفراء امريكا وملايينهم واساطيل الاعلام التي تشتغل معهم .