وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لم افهم ... لماذا تحترم الشعوب العربية الجيش ولا تحترم الشرطة !!!

نشر بتاريخ: 29/01/2011 ( آخر تحديث: 30/01/2011 الساعة: 12:10 )
لم افهم ... لماذا تحترم الشعوب العربية الجيش ولا تحترم الشرطة !!!
كتب ناصر اللحام - اول مرة سمعت فيها مصطلح ان الشعوب العربية تحترم جيوشها ، كان في لبنان ، حين تصارع حزب الله مع انصار الحريري ونزل الجيش الى الشارع ، ولا شكّ ان الفكرة اعجبتني ، وان كانت لم تقنعني . وكتبت حينها ألوم جيش لبنان وما فعله بشعبنا في مخيم نهر البارد .

انا شخصيا احترم الجيوش ، او على الاقل كمواطن مدني منضبط ، لا املك اي سبب كيلا احترمها ، وبعدها سمعت بعض المحللين يقولون ان الشعب التونسي يحترم الجيش ، ومثل غيري من المشاهدين احترمت الفكرة ، وقلت لعل وجود الجيش الان في شوارع تونس يمنع النهب ويحمي تونس من ويلات السطو والمافيا والبلطجة . فالغاية هنا اسمى من اية افكار اخرى .

ولكن الامر تدحرج على شكل تقليد ممل يخلو من اي ابداع ليصبح نظرية سياسية وفكرية ، فالشعب المصري يحترم الجيش ولكنه لا يحترم الشرطة ويلقي عليها قنابل المولوتوف والاردني يحترم الجيش والسعودي يحترم الجيش ...وهكذا الخ .

ورغم ان معظم الجيوش العربية لم تسجل اية ابداعات وطنية ، بل ان معظم الجيوش العربية لم تخض اي حرب ضد اعداء الامة ولم تحقق اي انتصارات لكرامة الشعوب ، ومعظم الجيوش تمضي وقتا كبيرا في تناول معلبات الساردين والماردتديلا . ومع ذلك انا ادعو لاحترام الجيش واعتباره حكما بين الناس والقادة حين تدب الفوضى ولكن لنحترم كل شئ في الوطن ولنحترم الشارع والحانوت والمصرف والجامعة والمتحف ، فما قيمة ان نحترم الجيش ولا نحترم كل شئ في الوطن !.

ان ما يلفت انتباهي للكتابة هنا ، هو التقليد الاعمى عند الناس ، وتناقل الافكار بشكل ساذج ، فاذا اشعل شاب غاضب نفسه بالنار وجدنا الامر ينتشر ليصبح ممجوجا ، حتى ان سائقا غاضبا في رام الله حاول اشعال شرطي سير لانه حرّر له مخالفة سير ...وبعدها صار تقليدا مملا يخلو من روح الابداع .

والى مصر ، انا استغرب ان الناس يحترمون الجيش وحسب ، لكن العسكري في الشرطة او الامن المركزي والذي يتعب اكثر ويشقى في الشوارع اكثر ويسهر ويقف في البرد والشتاء لحماية الشوارع يضرب ويتعرض للاهانة !!! لماذا ؟ ومن قرر ذلك؟ ولماذا هذا التقليد الغبي ؟ ولماذا لا يحترمون وزير الزراعة مثلا ؟

المطلوب التفكير في المسلمات مرة اخرى ، او ما نعتقد انه مسلمات/ لمجرد اننا سمعناها في لحظة ما وظرف ما . وان كل ما يحدث في عواصم الوطن العربي يؤكد من وجهة نظري ان الوطن مجرد بقرة .

نعم الوطن بقرة حلوب ، هناك من يطعمها وهناك من يسقيها وهناك من يحلبها وهناك من يشرب حليبها وهناك من يريد ان يذبحها ليصنع منها هامبرجر على الطريقة الامريكية . احلبوها لا ضير ولكن لا تذبحوها ومن يريد ان يذبح بقرتنا سنقطع يده .