وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حصريا "معا": الفارون من سجون مصر يروون اللحظات الأخيرة لهم في أبو زعبل

نشر بتاريخ: 31/01/2011 ( آخر تحديث: 01/02/2011 الساعة: 08:47 )
غزة- حصريا معا- "كسر السجناء في سجن أبو زعبل عنبر 1 و2 النوافذ والأبواب وهرولوا إلى الشارع، فأطلق أمن السجن النار نحوهم قتل من قتل وأصاب من أصاب، وجاء الأهالي وأخرجونا، وساعدنا بدو سيناء للهروب ولكن خمسة من بيننا اعاد الجيش المصري اعتقالهم".

هكذا تطابقت روايتان رواهما معتقلان فلسطينيان تمكنا من الفرار من سجن أبو زعبل والوصول إلى العريش المصرية ومن ثم إلى ذويهم في قطاع غزة، حتى أن ذويهم لا يصدقون أن أبناءهم الذين مكثوا سنوات في سجون مصر باتوا في أحضانهم بغزة.

المعتقل معتصم القوقا من مخيم الشاطئ غربي غزة والمعتقل حسان وشاح من مخيم البريج وسط القطاع، في روايتيهما عن لحظات الهرب من سجن أبو زعبل، قال القوقا وهو اقدم سجين فلسطيني في سجون مصر: "سمعنا إطلاق نار كثيف من أمن السجن، قتل تقريبا عشرة إلى 12 سجينا وأصيب المئات، كنا نخشى أن يتم تصفية المعتقلين السياسيين المصريين ومن بينهم عصام العريان كما خشينا أن يتم تصفيتنا".

ويضيف: "جاء الأهالي وأخرجوا أبناءهم ونحن خرجنا مع من خرج ثم سيطر الأمن على السجن، وصلت إلى الحدود المصرية بمساعدة بدو سيناء، كنا ثمانية فلسطينيين إلا أن نقطة تفتيش للجيش المصري أوقفتنا بالطريق وأعادت اعتقال خمسة منا".

القوقا الذي امضى في السجن سبع سنوات تمكن من العودة للقطاع أمس الأحد برفقة كل من محمد عبد الهادي وجمعة الطلحة وعمر شعث وأعاد الجيش المصري خمسة، عرفت "معا" أسماء أربعة منهم ولم تعرف هوية خامسهم وهم: عبد الله أبو ريا امضى في سجون مصر اربع سنوات ونضال أبو ريا قضى 3 سنوات، ومحمد السيد أمضى عامين ورمزي الراعي وهو جريح اعتقل منذ عدة شهور أثناء توجهه للعلاج في مصر بجواز سفر فلسطيني وهو مهدد ببتر أحد ساقيه نتيجة لسوء حالته الصحية.

أما المعتقل حسان وشاح الذي وفق بالعودة للقطاع والفرار كأول معتقل فلسطيني يصل غزة فقد قال: "حدث ذلك في عنبرين فقط من عنابر سن أبو زعبل في كل عنبر قرابة ألف معتقل، كسر المساجين الأبواب والشبابيك وبدأ أمن السجن بإطلاق النار نحوهم فهجم الأهالي وساعدوا المعتقلين على الفرار وتم تأمين وصولي من باب السجن إلى باب بيتي هنا في البريج وهذا من فضل الله".

وعن التهم التي وجهت إليهم بالسجن قال القوقا: "التهمة التي وجهت لنا هي التسلل وأننا أعضاء بمنظمة عربية متشددة أو إرهابية، وفقاً لقوانين الطوارئ التي تحكم مصر والتي تخولهم باعتقال كل من يشتبهون بأنه قادم للتخريب أو تاجر مخدرات، كانوا يتعاملون معنا وكأننا إرهابيين وقادمين لتخريب مصر رغم أنهم ألقوا القبض علينا أثناء خروجنا من القطاع برفقة مريض".

وتابع: "صدر قرار محكمة بالإفراج عني في عام 2005 فكانوا يلعبون لعبة حيث يقوم السجن بإخراجي ويتم اعتقالي على يد جهاز أمن الدولة لعدة أيام ثم يصدر قرار جديد باعتقالي فيعودون بي للسجن، ورغم صدور قرار الإفراج عني إلا أنهم قاموا باعتقالي خمس سنوات كاملة".

أما حسان فيقول: "اعتقلوني في جهازي المخابرات وأمن الدولة وكانوا يحاولون إجباري على الاعتراف بأنني قادم لتخريب مصر وأصدروا بحقي حكما بالسجن لعشر سنوات قضيت منها ثلاث سنوات ونصف وكنت على يقين بفرج من الله تعالى".

أما التعذيب فتحدث الفارّان عن سبل متعددة من التعذيب كالشبح والصعقات الكهربائية وقال القوقا: "سجنت لدى أمن الدولة ونقلت لمركز تحقيقات مدينة نصر المعروف بسوء أساليب التعذيب فيه فقاموا بممارستها معي من شبح وضرب وصعقات كهربائية ومكثت في مركز التحقيقات 40 يوما ثم وزعونا على سجون مختلفة فكنا 8 فلسطينيين في عنبر واحد".

ويضيف: "هناك الكثير من الفلسطينيين الموزعين في سجون مصرية مختلفة كسجن الغربانيات وسجن القناطر".

وأشار إلى أن الأمن المصري حاول استجوابهم عن مكان الجندي الإسرائيلي الأسير لدى فصائل المقاومة جلعاد شاليط فسئل المعتقلان نضال حمادة ومحمد السيد عن مكان شاليط ".

أما وشاح فيقول عن التعذيب: "الرحلة الشاقة منذ يوم اعتقالي حتى يوم فراري كانوا يحاولون إجباري على الاعتراف أنني قادم لتخريب مصر ورغم أنني محكوم سياسي إلا أنهم قاموا بحجزي مع جنائيين من تجار المخدرات ومرتكبي الجنايات الأخرى".

القوقا الذي عانق والده بمنزله بمخيم الشاطئ، قال إن الحرية التي حصل عليها ناقصة وهو يعلم أن هناك أشقاء فلسطينيين لا زالوا تحت رحمة الأمن المصري والآخرين الذين تم إعادة اعتقالهم وهم على بعد لحظات من غزة.