|
قنبلة يدوية بقلم وليد الشيخ
نشر بتاريخ: 13/07/2005 ( آخر تحديث: 13/07/2005 الساعة: 15:16 )
معا - كنت أفكر أنه قد يكون من المناسب أن يحمل المواطن قنبلة يدوية بدل كيس السكر أو الرز كعادتنا نحن ( في الريف والمخيمات) ، ويفجرها عند دخوله ساحة بيت العريس أو منزل الطالب الناجح في التوجيهي.
فيثير فرحاُ هائلاً بين الحاضرين . في زيارة إلى بيت أحد الأصدقاء بمناسبة زواج ، قام شقيق صديقنا بالصراخ بالحاضرين : صفقوا .... صفقوا.... وأخذ يطلق النار بشكل هستيري. فقام جاري بالتصفيق بحرارة مطالبا إياي بفعل الشيء نفسه قائلاً : صفق أحسن يقتلنا. فصفقت . يبدو أن الفرح عند البعض بالضرورة سيثير من حفيظة البعض الآخر ويستفزه، إذن التعبير الصارخ عن الفرح موجه ضد أشخاص محتملين غير سعداء بفرح ذاك البعض . حتى ألأغاني البعيدة في التراث الفلسطيني مليئة بالشماتة والاستفزاز والتحدي، أي أن افتراضا دائما في الذهنية بأن الفرحة ليست معنى شخصي طيب وجميل، بل استكمالاً لحرب تذكر بدون كيشوت. ثمة معضلة حقيقية في الثقافة الفلسطينية يجب مواجهتها ، إعادة قراءة الموروث بأدوات نقدية جديدة ، والخروج من عقدة البطولة الأبدية ومديح الذات . كان يمكن لنرسيس أن يكتفي بنظرتين خاطفتين إلى ماء النبع، كان هناك شمس أيضاً وتلال وعشب بري مجنون ، وبحيرات هائلة، لكنه إكتفى بجمال صفاء النبع وماءه القريب. حتى الحزن نمارسه بتطرف ، فمنذ 1975 وجدتي في ثياب الحداد على الولد الذي راح إلى الأبد في بلاد الغربة. وتؤكد كل يوم أن قلبها مطفيء وأن السعادة لم تعرف الطريق الى بيتها منذ الأزل. ومع فرحة طلاب التوجيهي ، خرجت عشرات السيارات تزعق في شوارع بيت لحم ، وعلت الصافرات، وصرخت الجماهير وإزدحمت الطرقات، ومن على ظهر إحدى السيارات ، كان شاباً يافعا ً وفتياً يصرخ على الناس :إبعدووووو...!! وكان الناس يبتعدون ويتفرجون ويبتسمون. كان طفل ضرير على الرصيف المقابل يضع يده النحيلة على جدار احد المحلات ، مرتبكاً وهلعاً ومتحفزاً. |