وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكرة النسوية ..والانطلاقة الرياضية الشاملة *بقلم : جواد عوض الله

نشر بتاريخ: 03/02/2011 ( آخر تحديث: 03/02/2011 الساعة: 20:31 )
استمر سير الحركة الرياضية النسوية بتواضع في ظل الظروف السياسية السابقة وارتداداتها المختلفة على الحياة الفلسطينية، قبل وبعد العام 2000 ،وما تبعها من صعوبات متعددة ،أمنية واقتصادية واجتماعية،وما تبعها من افرازات وأولويات للمجتمع الفلسطيني واحتياجاته، فرضت على الحياة الفلسطينية عامة والرياضية خاصة وما زالت بعض هذه العوامل تفرض نفسها على تطور رياضتنا بشكل عام والرياضة النسوية بشكل خاص.

إننا في مرحلة بناء وتأسيس لمنظومة الحياة الفلسطينية،التي نأمل ونعمل لتكون حياة عصرية بكل أوجهها وفي كل قطاعاتها ومنها القطاع الرياضي "للرجال وكذلك للنساء" ، وعليه ما زال ينقصنا الكثير من الاستحقاقات للبناء وللنهوض برياضتنا الجمعية، وعلى رأسها بناء الاتجاهات الإيجابية نحو الرياضة لدى النساء في مجتمعنا وصولا للتمتع بثقافة رياضية جمعية،رجالا ونساء ذكورا واناثا.

وارى أن النساء لا يمثلن نصف المجتمع فقط ،بل يؤثرن في النصف الأخر ايضا، فهي المربية ،ومعلمة الأجيال في المدارس والبيت وغير ذلك من مجالات الحياة ،وبهذا فهي اللبنة الأولى في البناء والعطاء الرياضي أيضا،وفي حال تمتعهن بثقافة رياضية جيدة ولديهن اتجاهات ايجابية نحو ممارسة الرياضة يعني تمرير هذه الثقافة وهذا الاتجاه الإيجابي إلى أسرهن وأطفالهن منذ الصغر ، ولعل هناك عوامل أخرى أثرت وتؤثر على الحركة الرياضية النسوية عامة وحدت من تقدمها :

ومنها:
- عدم وجود قوانين واضحة للرياضة الفلسطينية ولوائح داخلية تعطي المرأة حقها في المجال الرياضي بمساحة اكبر في قيادة المؤسسات الرياضية تدريبا وتحكيما وإدارة.

-الظروف الاقتصادية وقلة الموارد المالية المرصودة لدعم الحركة الرياضية عامة والنسوية خاصة،وخاصة في الأندية ،ولكافة الألعاب الرياضية.
-واقع الاحتلال والظروف التي يفرضها على الفلسطينيين في كافة القطاعات الحياتية سواء من خلال الحواجز وعدم التنقل بين المحافظات ،مما يؤثر في مواقف الأسرة نحو مشاركة الأبناء في ممارسة النشاطات وخاصة للفتيات "وبالتالي نقص في تبادل الخبرات وعدم إقامة النشاطات والبطولات الرياضية النسوية بشكل منتظم .

- الظروف الاقتصادية والعجز في الموازنات المالية لدعم المراكز والصالات الرياضية النسوية،من أكثر العوامل المؤثرة في تخلف الحركة الرياضية بشكل عام والنسوية بشكل خاص ،.

-موقف المجتمع التقليدي من ممارسة المرأة للرياضة ،وعزوفهن عن ذلك النشاط تدريبا وتحكيماوقيادة وممارسة حيث لعب دورا مؤثرا أيضا في مسيرة الرياضة النسوية ورقيها.

وللوقوف إلى جانب الحركة الرياضية النسوية في ظل المعيقات السابقة وغيرها أرى إمكانية العمل على كثير من الجبهات للمساعدة في تطوير رياضة المرأة ومنها:

-الاستمرار في تسليط الضوء على الرياضة النسوية الفلسطينية إعلاميا مما يزيد من ترويج الاهتمام برياضة المرأة من قبل القيادة السياسية ،وفي ظل مؤسسات وطنية رياضية وشخصيات قيادية مسئوله عن إدارة دفة الرياضة الفلسطينية بأمان ومهنية،وفي كافة الألعاب الرياضية،نستطيع إحداث التغير تدريجيا.
-إعداد برامج وأنشطة رياضية نسوية يتم تضمينها للخطط السنوية في الأندية والمراكز الرياضية،المنتشرة في كافة القرى والمدن الفلسطينية،
-إعطاء النشاط الرياضي للفتيات مساحة اكبر في المدارس والجامعات ولكافة الألعاب الفردية والجماعية.

- محاولة توفير بنية تحتية كالصالات الرياضية المغلقة لتوفير أماكن مناسبة للممارسة وفق الإمكانات المتوفرة في التجمعات السكانية الكبيرة .
-تأهيل رياضيات ومدربات للعمل في المجال الإدارة والتدريب والتحكيم الرياضي النسوي بالتعاون مع الاتحادات الرياضية.
- في ظل استمرار عزوف معظم النساء عن الترشح لعضوية الهيئات الإدارية للأندية والاتحادات الرياضية بشكل عام ، نأمل العمل على تضمين لجان الأندية والاتحادات الرياضية عناصر نسوية،

- حث الأندية الرياضية على تشكيل فرق رياضية نسويه في معظم الألعاب الرياضية،الفردية والجماعية
-العمل على إطلاق الدوري النسوي لكافة الألعاب الرياضية الفردية منها والجماعية.
- العمل على ترخيص أندية تعنى بالحركة الرياضية النسوية في بعض المدن.

-ترخيص جمعيات رياضية تعنى برياضة المرأة الفلسطينية وأجيالها.
- تقديم الحوافز المالية والمعنوية للعنصر الرياضي النسوية،وبعثات دراسية تعليمية.

-عقد كثير من المحاضرات والندوات وورش العمل الخاصة بدراسة واقع واليات تطوير الرياضة النسوية لما في ذلك من دور هام وحيوي في النهوض بالرياضة النسوية، وليكن العمل على بناء الثقافة الرياضية الإيجابية لدي الرجال أولا ،حول أهمية الرياضة وضرورة تغير مواقفهم نحو رياضة المرأة ، في ظل مجتمع ذكوري ،قد لا يؤمن بدور المرأة في الحركة الرياضية،وقد لا يثق بقدرة النساء على العطاء الرياضي ،ويعمل لإقصاء النساء من الحياة الرياضية كذلك،رغم أن الشواهد من الواقع تفيد ان الفتيات العربيات كن سباقات في رفع أعلام بلدانهن وحصولهن على ميداليات ذهبية في الدورات الأولمبية العالمية أمثال البطلة العربية المغربية نوال المتوكل والسورية غادة شعاع،وغيرهن الكثير ممن تقلدن بالذهب والفضة والبرونز في وقت اخفق فيه كثير من الرجال من تحقيق انتصارات مشابه .

ولعل نوال المتوكل العضو باللجنة الأولمبية الدولية وبهذه الرمزية الرياضية للمرأة العربية تحل ضيفة علينا في بلدها فلسطين لحضور رزمة مشاريع رياضية ،أبرزها إطلاق الدوري النسوي في كرة القدم ، نموذج يحتذى بها للمرأة العربية الرياضية ،وفي الدفاع عن الرياضة النسوية ونصرتها،واعتقد أن الرياضة الفلسطينية النسوية تحظى بكثير من الاهتمام في أجندتها ، وأملنا بهذه الشخصيات الرياضية الدولية، استمرار التواصل معنا ،ودعم تطورنا في منظومة العمل الرياضي(منشات وملاعب وأدوات رياضية ودورات تدريبه وتاهيلية وإدارية وفنية وإعلامية )وغيرها من أدوات العمل الرياضي من اجل مساعدة الرياضة الفلسطينية من جانب .

،ومن جانب آخر يمثل هذا التواصل الدولي للشخصيات الرياضية الأبرز رسائل صريحة تصل الاحتلال الإسرائيلي بان الرياضة الفلسطينية بات تحظى بمساندة ودعم عالمي ،ولها مكانة على الخارطة الرياضية الدولية، ولن نقبل ببقاء الاحتلال جاثما على صدرها، ويقف أمام كل تطور وتقدم فلسطيني بشكل عام ورياضي بشكل خاص، فرسائلهم المتتابعة لزياراتهم المتتالية مفادها : توقفوا عن ممارساتكم العدوانية الرامية إلى إعاقة الحركة الرياضية الفلسطينية ، والنيل من حراكها وتطورها،

إننا إذ نعمل من اجل الرياضة الفلسطينية بشكل عام، لاعتقادنا بأنها إحدى أدوات بناء الشباب الفلسطيني، والتي نرى فيها احد ابرز الوجوه الحضارية للشعب الفلسطيني ،وبذلك فان العمل على قطاع الرياضة النسوية هو جزئ أساسي للنهوض بمنظومة الرياضة الفلسطينية ، باعتبار المرأة تمثل نصف المجتمع وتؤثر في النصف الأخر من أسرتها حيث أولادها وبناتها وأجيال المستقبل, ومن اجل استمرار عملنا ونجاحه وتطوره نأمل استمرار الظروف المساعدة والمساندة لنجاح الحركة الرياضية على كل الصعد

،ومنها الصعيد السياسي،والتربوي والاقتصادي والإعلامي الداخلي ،ولعل العمل من قبل اللجنة الأولمبية الفلسطينية برئاسة الأخ جبريل الرجوب لرسم لوحة رياضية علمية راقية لقيادة هذه المنظومة من الظروف بمهنية عالية ، وأهمية إشراك وتواصل الأسرة الرياضية الدولية من فرق ومنتخبات وهيئات ولجة اولمبية دولية واتحادات رياضية وشخصيات مؤثرة في القرار الرياضي الدولي ،وهذا ما نشهده ،حيث ننتظر قدوم مجموعة فاعلة منهم، وأبرزهم رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم السيد جوزيف بلاتر ونائبه سمو الأمير علي بن الحسين،وممثلا عن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية نوال المتوكل ،والأمين العام المساعد للشؤون الرياضية في الأمم المتحدة ويلي لمكة ،ورئيس الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية ،وكذلك السيد محمد جميل عبد القادر رئيس الإتحاد العربي للصحافة الرياضية ،

وهذا الجمع به رسالة شاملة وواضحة بنصرة أقطاب الرياضة العالمية لرياضتنا الفلسطيني، وبتأكيد الاستمرار والنهوض والتطور لمنظومة الرياضة الفلسطينية على كافة الصعد _حيث هناك جملة مشاريع إعلامية وإدارية ورياضية ببصمات سياسية وسيادية لنا ،خلف هذه الزيارة لهذه الكوكبة من رموز الرياضة العربية والدولية والعالمية،،وتعد هذه الخطى المتوالية ركائز أساسية لبناء المنظومة الرياضية الفلسطينية والكروية وداعم لحقوقنا الوطنية.

أن المرحلة الحالية عندنا في فلسطين تشهد تطورا في منظومة العمل الرياضي الفلسطيني بشكل عام ،وكرة القدم بشكل خاص، ولعل دخول كرة القدم النسوية للملاعب الفلسطينية، من خلال إطلاق الدوري النسوي الفلسطيني في التاسع من الشهر الجاري ،يعد أيضا من ابرز البصمات والمؤشرات لهذا التطور والحراك،وخاصة للرياضة النسوية ويسجل في تاريخ الرياضة الفلسطينية ، كإضافة نوعية لرياضة المرأة الفلسطينية،حيث فيه انقلاب على كثير من المعيقات وتغلب على كثير من التحديات ،تبدأ برسالة وطنية قوية ترفض الاحتلال وممارساته العدوانية ،مرورا برسائل داخلية تعبر عن حق ودور وأهمية ومكانة المرأة الفلسطينية في الحياة العامة، وفي القطاع الرياضي على وجه الخصوص، وارى في قيادة الأخ جبريل الرجوب رئيس الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم ،باعتباره رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، من يستطيع تعميم الاهتمام برياضة الفتاة والمرأة الفلسطينية في باقي الألعاب الرياضية ،الجماعية منها والفردية ،ولتكن انطلاقة الدوري النسوي اشارة البدء لإطلاق منظومة نشاطات الرياضة النسوية وضرورة تضمين خطط الأندية والاتحادات الرياضية لنشاطات وبطولات ومسابقات نسوية وصولا لعقد الدوريات المنتظمة للرياضة النسوية الفلسطينية في كافة الألعاب الرياضية .

[email protected]

[email protected]