|
صحيفة الايام :خمسة سيناريوهات متوقعة على الصعيدين الفلسطيني والاقليمي.. مؤتمر دولي افضلها والحرب الاقليمية اسوأها
نشر بتاريخ: 21/08/2006 ( آخر تحديث: 21/08/2006 الساعة: 20:05 )
رام الله -معا- حدد تقرير نشرته صحيفة" الايام" الفلسطينية الصادرة اليوم خمسة سيناريوهات متوقعة -منها الاسوأ والافضل- على الصعيدين الفلسطيني والاقليمي خلال الاسابيع والاشهر القادمة.وفيما يلي النص الكامل للتقرير الذي اعده الصحفي حسام عز الدين.
لا يختلف اثنان ان الحرب في لبنان، والتي لا زالت ذيولها قائمة رغم الاعلان عن "وقف الهجمات العسكرية"، اضافة الى قضية الجندي الاسرائيلي الاسير في قطاع غزة، وتفاعلاتها العلينة والسرية، كان لها الاثر الاكبر في تجميد الحراك السياسي على الجبهة الفلسطينية. وحسب مسؤولين ومراقبين واكاديميين، فان الوضع الفلسطيني السياسي بات الان اسيرا لسيناريوهات مختلفة، ومنها الاسوأ والافضل، ومن هذه السيناريوهات: 1- تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، استنادا الى وثيقة الاتفاق التي صاغها الاسرى ووافقت عليها مختلف القوى والفصائل الفلسطينية. وفي حين بدأت بعض الخلافات تطل براسها، عبر عنها قياديون من حركتي فتح وحماس بشان تشكيل هذه الحكومة، الا ان النائب زياد ابو عمرو ، الذي شارك في النقاشات التي جرت بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية، يؤكد بان النقاشات بشأن تشكيل الحكومة قد بدأت استنادا الى وثيقة الاتفاق، ولا يوجد ما يوقفها. وقال ابو عمرو " قرار تشكيل هذه الحكومة ازاء ما جاء في وثيقة الاسرى، تم اتخاذه من قبل الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية، والنقاشات والمباحثات بشأن هذه الحكومة قد بدأت". وحول ما اذا كان الرئيس عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية اتفقا على محددات هذه الحكومة، كأن تكون حكومة تكنوقراط بالكامل مثلا ، قال ابو عمرو " حكومة التكنوقراط احدى الخيارات المطروحة، لكن شكل الحكومة وطبيعتها يحدده الاتفاق بين الفصائل الوطنية". وقال ابو عمرو " حكومة تكنوقراط لا يعني ان لا يكون لاعضاء الحكومة انتماءات سياسية، وقد يكون في الحكومة وجوه سياسية لامعة". وفي حين اوضح ابو عمرو ان الحكومة قد لا يعلن عنها خلال ايام، الا انه اشار الى ان طبعية البيان السياسي للحكومة الجديدة سيختلف عن البيان الذي اعلنته الحكومة الحالية، موضحا ان البيان السياسي للحكومة الموحدة سيستند الى ما جاء في وثيقة الاسرى. وفي حين يبدو هذا الخيار بانه الاقرب الى التطبيق على اعتبار انه من المفترض انه وفي حال تم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية قد يرفع الحصار والعزلة التي فرضت على الحكومة الحالية، الا ان التصريحات التي اطلقها رئيس الوزراء اسماعيل هنية بشأن اشتراط اطلاق سراح الوزراء والنواب كشرط لتشيكل الحكومة، ومن ثم عقب عليها رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الاحمد، بالرفض لتقيدها بما يمليه الاحتلال، تشير الى امكانية عودة الجدل التقليدي بين حركتي فتح وحماس بشأن تشكيل الحكومة. 2- وفي حال فشلت الفصائل الفلسطينية والحكومة الحالية في التوصل الى تطبيق عملي لوثيقة الاسرى على الارض، فان الباب سيفتح على مصراعيه امام استمرار السيناريو الثاني و القائم اصلا، المتمثل في مواصلة الحصار على اعضاء الحكومة في غزة واعتقال مسؤولين من حركة حماس في الضفة، ومن فصائل فلسطينية اخرى. وتوقع مسؤولون بان استمرار العمل وفق هذا السيناريو سيفتح شهية قوات الاحتلال، خاصة بعد الهزيمة التي لحقت بها في الجنوب اللبناني، ومن ثم ستعمل قوات الاحتلال على تصعيد هجماتها الحربية على غزة بان تطول وزراء ومسؤولين في الحكومة الحالية ونواب. وفي سياق هذا السيناريو، يقول مسؤولون ان جمهورية مصر العربية تحاول بكل طاقتها وقف جماح اي تصعيد عسكري اسرائيلي جديد، من خلال محاولتها التوصل الى اتفاقية تبادل مرضية للجندي الاسرائيلي المختطف، لان التوقعات الراهنة تتمثل بان تأخذ اسرائيل من ذريعة الجندي في غزة مبررا لتعويض فشلها في الجنوب اللبناني. 3- وفي حال استمر العمل وفق السيناريو الثاني، فان الاوضاع في غزة والضفة ستشهد مزيدا من السوء، خاصة في ظل استمرار الصرف المقتضب لرواتب الموظفين. وفي حال استمر الوضع في المضي نحو الاسوأ فان الامور، كما يراها العديد من المسؤولين تتجه نحو السيناريو الثالث، الاسوأ، والمتمثل في ضغط مؤسساتي تقوده مؤسسات شعبية واهلية على مؤسسات الوزراء والرئاسة واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير للاعلان عن حل السلطة الوطنية الفلسطينية. ويرى العديد من الاكاديميين ونواب ومسؤولين بان خيار حل السلطة الفلسطينية " بات قريبا" طالما لا يوجد منفذ سياسي يخرج الوضع الفلسطيني من ازمته الراهنة، حيث يرى مؤيدوا هذا السيناريو بانه سيؤدي الى احراج الدول التي تؤيد الحل السلمي وكذلك اسرائيل من خلال اجبارها على تحمل مسؤولياتها القانونية عن الاراضي الفلسطينية. 4- وقد يكون السيناريو الرابع، والذي يحتاج الى جهود اقليمة عربية ودولية، هو الافضل، في حال صدقت النوايا، والمتمثل في الجهود التي يبذلها الرئيس محمود عباس مع مختلف دول العالم بهدف اعداد مشروع سياسي عربي يدفع مجلس الامن الى ترتيب وتنظيم مؤتمر دولي جديد لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي بشكل تام. ومن المفترض ان يبحث اجتماع الوزراء العرب المنعقد في القاهرة، مسودة هذا المشروع، الا ان ما رشح من خلافات في اجتماع وزراء العرب بشأن عقد مؤتمر قمة عربي لا يبشر بامكانية نجاح هذا السيناريو على المستوى القريب. 5- والسيناريو الخامس والاسوأ، والذي بدأت بعض المؤشرات من طهران تبشر به من خلال المناورات العسكرية التي قامت بها امس، ومن اسرائيل حينما اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي لجيشه بان يتحضروا لجولة اخرى من الحرب على حزب الله، حيث تعطي هذه المؤشرات الشعور بان حربا اقليمية تلوح في الافق، والتي من الممكن ان يأتي في اطار الاسترتيجية السياسية التي عبرت عنها وزيرة الخارجية الاميريكية كونداليزا رايس ب" الشرق اوسط الجديد". وفي حال وقع السيناريو الخامس ووقعت الحرب الاقليمية، فان الحال الفلسطينية لن تكون اقل سوء مما ستكون عليه الحال في غالبية دول المنطقة. # صحافي رئيسي في صحيفة الايام الفلسطينية |