وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الترويج لإنقاص الوزن بين الواقع والتجني على الرياضةبقلم: جواد عوض الله

نشر بتاريخ: 08/02/2011 ( آخر تحديث: 08/02/2011 الساعة: 20:45 )
باهتمام بالغ ومشوب بالحذر، تابعت الإعلان المسوق عبر أثير إحدى المحطات الإذاعية، والذي كان يروج لمنتجات تسمى طبية وكيماوية وعشبية،لعلاج (رزمة ) بل أكثر من الأمراض المختلفة والمنتشرة إلى حد ما، كالصدفية والصلع والثعلبة وحب الشباب ،وعقم الرجال،وإنقاص الوزن،.......وغيرها الكثير ،وما آثار حفيظتي أكثر هو ما صادفته في ذاك اليوم،عندما قدم إلى مقر مؤسستنا(وزارة الشباب والرياضة)حيث اعمل ضيفا يحمل بين يديه رزمة أوراق (برشور) ،ومستحضرات ،بعضها بدون علامة تجارية، أو موافقة طبية،من وزارة الاختصاص،وبعضها مستورد من الخارج،يحاول توزيعها وتسويقها، ملخصها إنقاص الوزن أو زيادته،من غير أن تجوع نفسك،ومن غير لعب التمرن المهلك،نحن نرشدك إلى الطريقة الصحيحة بمرافقة مندوبي الشركة حتى الحصول على النتائج والنتائج مضمونة 100%،وهنا سرعان ما توقفت.

وقمت بربط حديث الإذاعة بحديث الباعة(المندوب) ووجدت فيها دعوة صارخة وحربا بلا هوادة على علم الصحة والرياضة، وخلاصة نقاشي وحديثي معه فيما يتعلق بالوزن زيادة ونقصان:أن تمسك بمعتقداته القائلة:نعم إن هذه الوصفات والأدوية المسماة (الطبية)تفعل بالأجسام ما لا تفعله الرياضة،بل وإنها انجح الأساليب على الإطلاق في علاج الوزن الزائد والبدانة مسقطا بذلك دور التغذية وتأثير الأنشطة البدنية والرياضية في هذا المجال واضعا نصب عينيه التسويق وجلب المال،والحقيقة إن العنصرين اللذين تجاهلهما الإعلان وقام بنفيهما تماما في عنوانه الرئيس يكمن بهما وفيهما الحل والعلاج.

فالوزن الزائد: هو نتاج عنصرين أساسيين إضافة لعامل الوراثة،وهما الإفراط في الطعام،والابتعاد عن ممارسة النشاط البدني والرياضي(قلة الحركة)‘هما ما يسببان زيادة الوزن والسمنة في اغلب الأحيان.‘(ونجدهم يقولون،لا حاجة لان تجوع نفسك،ومن غير لعب التمرين المهلك يمكن أن نحقق الوزن المثالي)؟!.
من هنا فان الطريقة العلمية والصحيحة في تخفيف الوزن لا بد أن تنطلق وتبنى من خلال مسببات الوزن الزائد(السمنة)،ويعتمد انقاصة وتخفيفه على:

-الالتزام ببرنامج غذائي مقنن(رجيم)،تحت إشراف أخصائي تغذية كبديل للإفراط في الأكل وكثرة الطعام.
- ممارسة النشاط البدني الرياضي،كبديل للخمول وقلة الحركة،ليتسنى الحصول على نتائج أفضل ،واقرب ما تكون للوزن المثالي،
والوزن المثالي بلا شك يعتمد على عدة عوامل منها العمر الزمني للشخص،ونسبة الزيادة في الوزن لدية،إضافة إلى دور الوراثة في هذه الزيادة،(للعلم فان احتمالية إصابة الطفل بالسمنة تكون 40%إذا كان احد الوالدين سمينا،وتزداد هذه النسبة من السمنة عند الأطفال إلى 80% إذا كان كلا الوالدين يعاني من السمنة)، لهؤلاء المروجين وغيرهم نقول رفقا بالرياضة،فممارستها لمدة ثلاثين دقيقة يوميا على الأقل ،كالمشي السريع (الهرولة)والجري،لا يساعد في إنقاص الوزن ومعالجة أمور السمنة فقط،بل يعمل أيضا على:
- تحسين كفاءة وعمل القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والهضمي.
- تساعد على نمو وتطور أجهزة الجسم الحيوية المختلفة.
- تكسب العضلات قوة ومرونة ومقدرة على التحمل والعمل.
- تساعد على ضبط الوزن والمحافظة على القوام السليم.
- تفيد في العلاج والوقاية من الأمراض غير السارية،كإمراض القلب والسكري والسمنة وكذلك تقيهم من الانحرافات والتشوهات القوامية ،إضافة لتقوية جهاز المناعة في جسم الإنسان.

وهنا أتساءل:هل الأجهزة والأدوات الكهربائية كالأحزمة والأنواع المختلفة من الأدوية والعقاقير (المسماة طبية)تؤدي نفس الدور والتأثير والفاعلية وتفعل بالأجسام ما تفعله الرياضة،أم لا.؟

ولعل أكثر الردود علميا وعمليا على هذه الأدوية والمستحضرات هو ما ذهب إليه الأطباء من ابتكار أساليب متعددة لعلاج بعض الحالات المستعصية من السمنة المفرطة ،املأ بتخفيف أوزان من يعانون منها،ونذكر منها:
- إنتاج وصناعة حبوب إغلاق الشهية(للحد من تناول الطعام)
- إذابة الشحوم المتراكة بالجسم بواسطة العمليات الجراحية؟
- وضع بالون داخل المعدة للمساهمة في تقليل حجمها وسعتها.
- وكان من أحدث هذه المحاولات ما يعرف بربط حزام المعدة.
خلاصة،لو كان ما يروجه البعض من أدوية وأساليب كيماوية ومشروبات ومراهم وغيرها فعال ومجد،لإنقاص الوزن،لما ذهب الأطباء إلى هذه الطرق والأساليب الجراحية الخطيرة،
وأقول لهؤلاء : إنكم كمن يعالجون (المريض النفسي)بالشعوذة وقراءة الفنجان،حيث قتل الأساليب العلمية والطبية والرياضية،ونزع للإرادة،وليس اختلاس للنقود فقط.
هناك تفهم لحاجة الناس ،واندفاعهم لحل مشاكلهم،مما يجعلهم يقبلون على تلك المستحضرات،انطلاقا من مقولة :الغريق يتعلق بقشة،ويصاحب هذه المقولة ،ما يشاع لدى البعض ،إن المستحضرات العشبية مثلا ،إن لم تفد... لا تضر، وهذه المقولة يرى بعض الأطباء أنها غير صحيحة،وهناك أضرار جانبية،قد تصاحب تناولها،وعليه على هذه الشريحة ومن يعتقد بتلك المقولة أن يستوضح من هذا المدرك الذي ربما يكون مدرك خاطئ،
إن هذه دعوة للخبراء والمختصين في علم التغذية والطب أن يقولوا كلمتهم،إيجابا أو سلبا ،تأكيدا أو نفيا ،لعمل وفاعلية هذه الأساليب المسامة علاجية.

[email protected]