|
فياض: جوهر برنامج السلطة الوطنية يُعبر عن تطلعات المواطنين
نشر بتاريخ: 09/02/2011 ( آخر تحديث: 09/02/2011 الساعة: 17:30 )
رام الله -معا- أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض خلال حديثه الإذاعي أن تنفيذ مشاريع التنمية ودعم الصمود، كان وما يزال، يُمثل رافعةً أساسية لخطة السلطة الوطنية نحو تحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة، وهذا يستهدف استنهاض طاقات شعبنا، وتعزيز قدرته على الصمود والبقاء، وتمكينه من حماية أرضه من الاستيطان والمصادرة، وترسيخ الوقائع الايجابية على الأرض في مواجهة سياسة الاستيطان والضم والمصادرة.
وقال: "لقد انجزت السلطة الوطنية عدداً كبيراً من هذه المشاريع والتي تضمنت مشاريع البنية التحتية من شبكات الصرف الصحي، والآبار، والمياه، وشبكات الكهرباء، وتعبيد الطرق، وشق الطرق الزراعية، وبناء الجدران الاستنادية، بالإضافة إلى المشاريع التعليمية، والصحية، والاجتماعية والمنشآت الرياضية وغيرها من المشاريع". وأضاف: "كما شملت هذه المشاريع قطاع غزة، حيث تركزت في مجالات الصرف الصحي والخدمات الصحية والتعليمية. وقد استطاعت السلطة الوطنية تنفيذ هذا العدد الكبير من المشاريع رغم الإجراءات الإسرائيلية المتمثلة بالحصار والإغلاق والاجتياحات، وتمكنت من الوصول إلى المناطق الزراعية والريفية المهمشة والمهددة والمتضررة من الجدار والاستيطان، في المناطق المسماة (ج)، بما فيها الأغوار، حيث تم إنجاز حوالي 500 مشروعاً وإمتدت أيضاً إلى البلدات الواقعة خلف الجدار، وتم تنفيذ 187 مشروعاً بلغت قيمتها حوالي عشرين مليون ونصف المليون دولار. كما يجري تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية لدعم أهلنا في القدس وتمكينهم من مواجهة محاولات اقتلاعهم من المدينة، ومن الدفاع عن مكانتها كعاصمة ابدية لدولتنا المستقلة". وأشار رئيس الوزراء إلى أن السلطة الوطنية مصممة على الإستمرار في توفير مقومات الصمود، وهي تسير بخطى حثيثة نحو استحقاق سبتمبر 2011، ونحو ضمان استكمال الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة، وفي مقدمتها بناء المؤسسات القوية والقادرة على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين بإنصافٍ وعدالة وكفاءة. وقال: "هذا العام هو عام الاستحقاق الوطني في ترسيخ دولة فلسطين، الأمر الذي يتطلب تعزيز الالتفاف حول برنامج السلطة الوطنية والانخراط في تنفيذه. وإذا كانت معظم مؤسسات ودول العالم تقر بالتقدم الملموس الذي تحققه السلطة الوطنية نحو استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين، فإن هذا ما كان ليتم لولا المشاركة الشعبية وانخراط المواطنين الفاعل في كل خطوة لإدخال برنامج السلطة الوطنية إلى حيز التنفيذ الجدي والفاعل، بل ومساهمتهم في تعظيم هذه الانجازات". وشدد فياض على أن مشاركة المواطنين الواسعة في تحديد الأولويات والاحتياجات شكلت الرافعة الأساسية لإنجاح المشاريع التنموية. وقال: "ما يجري في فلسطين يُمثل في الواقع عملية استنهاض حقيقية لكافة القطاعات، وتعزيز دور المواطن ومشاركته في بلورة وصنع القرار، فالمواطن يشكل الاساس لخطة السلطة الوطنية وبرنامجها المعنون فلسطين إنهاء الاحتلال وإقامة الدول". وأضاف: "بل إن جوهر هذا البرنامج والذي أعلناه في آب 2009، لتحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين من خلال استكمال بناء مؤسساتها وبنيتها التحتية، إنما يرتكز أساساً على مدى النجاح في تحقيق المشاركة الشعبية الواسعة في هذه العملية وبناء دولة فلسطين المستقلة والأبية على الأسس والمبادئ والقيم التي تُحقق وتُعزز الديمقراطية والمواطنة وتحمي حقوق الإنسان والحريات العامة والفردية، وترسيخ االعدالة الاجتماعية بين كافة المواطنين وتُمكنهم من العيش بحرية وكرامة في وطنهم كباقي شعوب الأرض". وعن أهمية تعزيز روح الانتماء للوطن، قال رئيس الوزراء: "إن تعزيز روح الانتماء والولاء للوطن أولاً وقبل كل شيء، وتعزيز الشعور بالملكية الجماعية للمشروع الوطني شكلا رافعة الاستنهاض الاساسية لتعميق الالتفاف حول برنامج السلطة الوطنية، والركيزة الفاعلة لما تحققه من نجاحات باتجاه استكمال عملية البناء وتقريب لحظة الخلاص الوطني من الاحتلال ومعاناته". وأضاف: "وللتأكيد فإن عملية البناء الجارية ذاتها ليست معزولة عن تحقيق استعادة الثقة بالقدرة على الانجاز لدى أبناء شعبنا، وتعزيز إرادتهم الوطنية بحتمية الخلاص من الاحتلال، وهذا هو جوهر التحول الرئيسي في مدى الوعي الذي ولدته هذه المشاركة المتنامية التي يجد فيها كل مواطن مكاناً واضحاً له في تحقيق الاهداف الوطنية لشعبنا في الحرية والاستقلال". وقال فياض على ضوء ما يجري من تعبير عن التطلعات المشروعة والرغبة لدى المواطن العربي في في الاصلاح، وضمان حقوقه في المواطنة والمشاركة في صنع القرار وبناء المستقبل، أود التأكيد على أن برنامج السلطة الوطنية وما تضمنه من أسس وقيم ومبادىء لتحقيق مثل هذه التطلعات يشكل فعلياً الحاضنة الكفيلة بتعزيز الاسهام الفاعل والايجابي لتحقيق هذه التطلعات، والمشاركة في عملية البناء الديمقراطي، وبما يساهم في تسريع الخلاص من الاحتلال وانجاز التحرر الوطني، هذا هو جوهر برنامجنا، وهو أساس ثقتنا بقدرة هذا البرنامج على الاسهام في تحقيق تطلعتنا الوطنية كافة". وأكد فياض أن السلطة الوطنية تعمل باصرار على تحقيق المزيد من تكامل الأدوار، وتهدف إلى توسيع مساحة مشاركة المواطنين في مهام بناء الدولة والمجتمع، وأشار إلى أن إطلاق مبادرة 2011 عام العمل التطوعي في فلسطيني يُعد إيذاناً لنهوض العمل التطوعي وتعميم ثقافة المشاركة المجتمعية، والاسهام الفاعل في ترسيخ استحقاق سبتمبر لاقامة الدولة". وقال: "إن مشاركة المواطنين واتساع التفافهم حول جهود السلطة الوطنية، يُعطينا الأمل والثقة بأننا بتنا أقرب ما يكون إلى تحقيق أهداف مشروعنا الوطني، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس الشريف، العاصمة الأبدية لهذه الدولة". وأكد فياض إن انجاز هذا الاستحقاق الوطني والإقليمي والدولي، يستدعي تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته العملية والمباشرة لضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبصورة فورية عن كامل الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية. قال: "وهو يتطلب إلزام الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن المراوغة ومحاولاتها المستمرة في التنصل من قواعد القانون الدولي، وامتثالها لإرادة شعوب العالم والمنطقة بضرورة الإنهاء الفوري لاحتلالها الذي طال أمده، والذي يشكل العنصر الأخطر لعدم الاستقرار في المنطقة." وتوجه فياض في ختام حديثه الإذاعي بالتقدير لكل أبناء وبنات شعبنا، وقال: "في نهاية حديثي، لا يسعني إلا أن أتوجه بالتقدير لكل أبناء وبنات شعبنا، الذين يراكمون يومياً الإنجازات الهامة، وهم يرسمون ملامح فلسطين الدولة، دولة الحرية والاستقلال و المساواة والعدل، لنا مع الحرية موعد إن شاء الله". |