وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

زئيف شيف في "هارتس" : الانتفاضة الفلسطينية افقدت الجيش الاسرائيلي قدراته في حربه مع حزب الله

نشر بتاريخ: 22/08/2006 ( آخر تحديث: 22/08/2006 الساعة: 17:43 )
بيت لحم- معا- اعتبر المحلل العسكري لصحيفة "هارتس" زئيف شيف ان اهم الدروس والعبر الواجب استخلاصها من فشل الجيش الاسرائيلي في لبنان هو ان قواته البرية التي جرى ارسالها لخوض الحرب نمت وتدربت داخل المناطق الفلسطينية من خلال فرضها الامن اليومي في مواجهة العدو الفلسطيني .

واضاف شيف" ان غالبية القوات العسكرية الاسرائيلية عملت كرجال شرطة وليس كجيش نظامي من شأنه مواجهة جيش اخر او منظمة مثل حزب الله الذي يحارب كما الجيش النظامي ومزود بكميات كبيرة من الاسلحة المتطورة خاصة الصواريخ المضادة للدبابات ".

وتابع شيف يقول "باختصار يمكننا القول ان الحرب ضد الفلسطينيين دمرت الجيش الاسرائيلي كقوة نظامية مقاتلة ومتقدمة" .

وقال المحلل العسكري الاسرائيلي "تميز الجيش الاسرائيلي بعملياته السريعة والخاطفة في عمق العدو بواسطة الانزالات الجوية والبحرية وكذلك بالحسم السريع عن طريق تنفيذ عمليات التفاف او هجمات سريعة وكاسحة ولكنه خلال السنوات الماضية تصرف بشكل مغاير وقام بعمليات مختلفة اثقلت كاهله من ناحية المشاعر والسياسة بدء من عمليات اعتقال وتصفية الخلايا الفلسطينية وصولا الى اغلاق المدن والقرى وفرض نظام منع التجول في مواجهة السكان المدنيين مما جعله يتميز في اقامة الحواجز والجدران .

واضاف شيف "رجال احتياط كثر اشتغلوا بمرافقة رجال الشاباك اثناء عمليات الاعتقال وكتائب كاملة عملت في حراسة مركز الاعتقال وبمفهوم اخر تحول معظم الجيش الى جيش نظامي تابع لجهاز الشاباك ومختلفا عن الجيش الذي عرفته اسرائيل في حرب يوم الغفران وحرب لبنان الاولى الحربان اللتان تبعتهما لجان تحقيق رسمية .

واشار شيف الى الكثير من القدرات والامكانيات والاستعدادات التي ذهبت سدى نتيجة خوض الجيش للحرب الخطأ من الناحية العسكرية وكان من الافضل لو خاضت اسرائيل الحرب ضد الفلسطينيين بواسطة قوات حرس الحدود وتركت الجيش النظامي وقوات الاحتلال تتدرب لحرب مختلفه .

وقال "يتضح ان الكثير من ضباط الجيش الذين يخدمون على خط القتال في لبنان نموا خلال الحرب في المناطق الفلسطينية وكما يبدو يفكرون بمفاهيم القتال في المناطق الفلسطينية وهناك الكثير من الفرق والكتائب التي دخلت الى لبنان يسكنها النموذج الفلسطيني مثلما حدث في مارون الراس وبنت جبيل تلك العمليات التي صنفت كعمليات دخول وخروج مثلما اعتاد الجيش القيام به في قطاع غزة لكنه تفاجأ بصواريخ مضادة للدبابات تطلق عليه من مسافة بعيدة نسبيا فيما كان الاتجاه الاساسي في الحرب ضد الفلسطينين التحصن في بيت قريب لموقع العملية فيما قتل الكثير من الجنود نتيجة اختراق صواريخ اطلقت من مسافة بعيدة للجدران التي تحصنوا خلفها وهو الامر الذي لم يتدربوا علية خلال قتال الجيش النظامي في المناطق الفلسطينية .

وبعد اسبوعين من القتال اصدر قائد القوات البرية اوامر تحظر التحصن داخل البيوت واذا لم يكن مفر من ذلك حدد لهم الغرف التي يمكن الاختباء داخلها مما اجبر الجنود على قتال الخنادق كما فعل الامريكيون في مواجهة الفيتكونغ الفيتنامي .

ونسب شيف الى احد مقاتلي حزب الله الذي وقع في الاسر خلال معارك عيتا الشعب قوله اثناء التحقيق معه بانه اطلق اكثر من 15 صاروخا من النوع المتطور ومن مسافات مختلفه وذلك في اطار التدريبات مما يشير الى ان حزب الله كان يدرب مقاتليه ويخزن كميات كبيرة من هذه الصواريخ المتطورة فيما لم تكن اسرائيل تحلم بحيازة مثل هذه الصواريخ .

ويقدم شيف مثالا اخر على تحطم قدرات الجيش بسبب الحرب الفلسطينية حيث ادخلت وحدة غولاني الى لبنان بعد ان استحضرت من قطاع غزة ورغم معنويات الجنود العالية ورغبتهم في القتال الا ان الضباط الكبار لاحظوا عدم مقدرة او معرفة ضباط الوحدة كيفية الاتصال مع بطارية المدفعية التي تساندهم مما يشير الى ضعف التدريب في هذا المجال .

ويؤكد شيف بان الحرب المستمرة والمتواصلة ضد العدو الفلسطيني حرفت الجيش الاسرائيلي عن وظيفته الاساسية وعلى كل من يود استخلاص العبر من الحرب الاخيرة ان يجد علاجا لهذه المعضلة .