|
بعثة فلسطين لدى الامم المتحدة تبدأ بالتحرك لحماية الممتلكات الثقافية
نشر بتاريخ: 11/02/2011 ( آخر تحديث: 11/02/2011 الساعة: 13:51 )
رام الله- معا- بدأت البعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف بالتحرك بشكل عاجل ومكثف لحماية الممتلكات الثقافية في فلسطين خاصة في القدس الشريف.
وشاركت البعثة في المشاورات العامة التي نظمها مكتب المفوض السامي لحقوق الانسان في جنيف صباح اليوم بمشاركة الدول الاعضاء في الأمم المتحدة، المنظمات والهيئات الدولية والمتخصصة، المنظمات الحكومية، مؤسسات حقوق الانسان الوطنية وعدد كبير من المنظمات غير الحكومية وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني. وقدمت فريدة شاهين الخبيرة المستقلة المعنية بحماية الممتلكات الثقافية عرضا وافيا للمرجعيات القانونية المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية وحرية الوصول الى المواقع الثقافية كحق أساسي من حقوق الانسان اضافة الى تناولها اهمية الأرث الثقافي للشعوب والرابط بينه وبين القانون الدولي وحقوق الانسان. وقد قدم وفد فلسطين مداخلة هامة تم خلالها الاشارة بوضوح الى المرجعيات القانونية الأساسية المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية ومنها القانون الدولي الانساني، اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية لعام 1954 والتي صادقت عليها اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في 3 اكتوبر 1957 اضافة الى البروتوكولين الاضافيين لاتفاقيات جنيف لعام 1949 وميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية. وقد استعرض المستشار عماد الزهيري الانتهاكات الممنهجة والمنظمة التي تستمر القوة القائمة بالاحتلال بانتهاجها بما فيها الانتهاكات الخطيرة للحقوق والممتلكات الثقافية في فلسطين. تم تذكير الحضور بأعمال التنقيب والحفريات التي تقوم بها قوة الاحتلال تحت المسجد الأقصى ومواقع دينية وأثرية اخرى في البلدة القديمة للقدس الشريف والتي تهدد هذه الصرح التاريخية التي تتمتع بقيمة انسانية ودينية وتاريخية للبشرية جمعاء اضافة الى استمرار القوة القائمة بالاحتلال بفرض الاجراءات غير القانونية التي تحول دون ممارسة الشعب الفلسطيني لحرياته الدينية والمعتقدية الاسلامية والمسيحية واعاقة وصول المصلين ورجال الدين الى اماكن العبادة ومحاولة اسرائيل ادراج المواقع الدينية والتاريخية في فلسطين ضمن قائمة الأرث التاريخي لاسرائيل ومنها مسجد بلال بن رباح في بيت لحم والحرم الابراهيمي في الخليل وأسوار البلدة القديمة في القدس الشريف كذلك قيام اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال باستهداف مباشر للمواقع الدينية والاثرية بما فيها المساجد والكنائس خلال عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة المحتل اواخر العام 2008. وطالب وفد فلسطين المجتمعين بضرورة وقوفهم عند واجباتهم والتزاماتهم المناطة بهم وفقا لولاياتهم ومسؤولياتهم ذات الصلة وقدم وفد فلسطين مطالب محددة تتعلق بضرورة قيام الخبيرة المستقلة المعنية بحماية الممتلكات الثقافية بزيارة فلسطين والاطلاع على الانتهاكات الاسرائيلية للحقوق الدينية والثقافية للشعب الفلسطيني ورفع تقريرها بالخصوص والعمل على ارسال بعثة تقصي حقائق من خبراء دوليين مستقلين تقوم بالاطلاع على الأوضاع على الأرض لتسجل وتوثق استنتاجاتها حول الخسائر والاضرار ورفع تقريرها لمجلس حقوق الانسان علاوة على الطلب من الخبيرة المستقلة والدول الاعضاء وممثلي المنظمات والهيئات المتخصصة بتشجيع الجهود الرامية الى استئناف مؤتمر الاطراف المتعاقدة لاتفاقية جنيف الرابعة. كما طالب الوفد بدعم انعقاد مؤتمر دولي تحت رعاية اليونيسكو يهدف الى توفير الحماية للمتلكات الثقافية والدينية في فلسطين، كذلك الطلب من الخبيرة المستقلة والمفوضة السامية لحقوق الانسان بالافادة حول الاجراءات التي تم اتخاذها ردا على العريضة التي سلمت لكل منهما في فبراير 2010 من قبل 60 شخصية مقدسية ممثلة بمركز الحقوق الدستورية والمتعلقة بالانتهاكات الخطيرة للحقوق الثقافية للشعب الفلسطيني وخاصة ما تقوم به اسرائيل من تدنيس وتدمير لمقبرة مامن الله التي تضم قبور ورفات الصحابة وشخصيات مقدسية. وفي نهاية اللقاء اكد وفد فلسطين على متابعة هذا التحرك مع كافة الجهات المعنية بما فيها هيئات الأمم المتحدة المتخصصة لضمان امتثال وانصياع اسرائيل للشرعية الدولية وضرورة وقوفها ودول المجتمع الدولي كذلك عند التزاماتهم وواجباتهم المناطة بهم بموجب مبادىء واحكام القانون الدولي والمرجعيات القانونية ذات الصلة. كما اكد ان القدس الشريف تحتاج الى دعم المجتمع الدولي لتمكينها من الصمود في وجه الحملات الاسرائيلية المنظمة الهادفة الى تهويدها وتغيير معالمها الدينية والتاريخية العربية والاسلامية والمسيحية، مشددا على عدم شرعية التغييرات الديمغرافية التي تفرضها اسرائيل بحكم القوة وبمواقف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول المجتمع الدولي من القدس الشريف الجزء الذي لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة وعاصمة فلسطين الأبدية. |