وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أمين أبو دلال: الرياضة كانت جزء من العمل الوطني ضد الاحتلال

نشر بتاريخ: 11/02/2011 ( آخر تحديث: 11/02/2011 الساعة: 19:48 )
غزة- معا- نيللي المصري- ذاع صيته بين الرياضيين الفلسطينيين في فترة الثلاثينات، لعب لفريق جمعية العمال العربية (طولكرم) ثم نابلس، وكان أحد المناضلين المدافعين عن أراضي فلسطين من اليهود، ومن أكثر المناصرين لحقوق العمال الفلسطينيين من خلال عمله سكرتيرا لجمعية العمال العربية،

بعد نكبة 1948 هاجر إلى الأردن ولعب لفريق نادي الجزيرة بعمان، وشارك مع الفريق بعدة بطولات للأندية العربية، ثم سافر إلى الكويت للعمل، و لعب ضمن صفوف النادي العربي الكويتي،وذاع صيته كثيرا هناك.

انه اللاعب الفلسطيني أمين أبو دلال في حوار مفتوح.

النشأة الرياضية
يقول الرياضي الفلسطيني أمين أبو دلال أن الرياضة الفلسطينية قبل عام 1948 كانت نشيطة جدا من خلال الأندية التي كانت تنتشر في يافا وحيفا وطولكرم واللد وغزة نابلس، والتي كانت مسجلة ضمن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي كان مقره يافا.

ويوضح أنه منذ الطفولة كان شغوفا بالرياضة منذ أن كان عمره 14 ربيعا، وكان يمارس الرياضة خلال مدرسته طولكرم، وكان أستاذه آنذاك المرحوم" زهير الكرمي" والذي يعتبر عالم كيمياء طبيعة، كان حريصا على إشراكه في أي مباراة لكرة القدم التي كانت تقام بين المدارس آنذاك، وانه كان يحاول تهريبه من خلف أسوار المدرسة إلى الملعب المجاور.

تألق الأندية الفلسطينية
ويوضح أبو دلال أنهم وضمن جمعية العمال العربية الفلسطينية كانوا يتبارون مع الفرق الانجليزية مرة أو مرتين في الأسبوع، وأن احد المرات فاز فريق طولكرم بنتيجة 6/ صفر، ويؤكد انه كان يقام دوري لكرة قدم في كل محافظة من محافظات فلسطين، وكانت المباريات تجري على ملعب "البصة" في يافا أو حيفا، وكان الفريق الحائز على لقب دوري المحافظة يتبارى مع نظرائه أبطال المحافظات الأخرى.

ويؤكد أن لجنة من الاتحاد اختارت من كل محافظة لاعبا أو اثنين لتشكيل فريق يمثل فلسطين وخاصة ممن تألقوا، ومنهم محمود الخواجة، ومن اللد عدنان أبو جعفر ومن حيفا ميشيل الزرقا الذي يعتبر أحسن لاعب آنذاك ولعب بعد ذلك في سوريا.

جمعية العمال
وعن جمعية العمال العربية الفلسطينية التي أسسها مع أبناء عمومه عام 1942 حيث كان لا يتجاوز ال17 عاما خلال فترة الاحتلال الانجليزي ، كانت تتابع العمال الفلسطينيين الذين كان يعملون في المعسكرات البريطانية، وبدوره يقوم برفع قضايا على العمال الإسرائيليين الذين كانوا يسلبون حقوق العمال الفلسطينيين،
ويشير أبو دلال إلى أن رئاسة الجمعية كانت في حيفا وحينها كان يقابل قائد الجيش البريطاني ويصطحب معه العمال ويرفع القضية لاستيعاد حقوق العمال، ونظرا لاتقانة اللغة الانجليزية كانوا يفاجئون من جرأته حين كان يطالب بعودة العمال إلى مكانهم بدل العمال اليهود خاصة بعد أن استولوا على اغلب الأراضي الفلسطينية.

في بنك الأمة
بعد تخرجه من الكلية الرشيدية في القدس وحصوله على درجة (ماتريك لوشين) عام 44 عمل مدرسا في طولكرم حتى نكبة 1948، و نظرا لانخفاض الراتب الشهري الذي كان يتقاضاه اضطر إلى البحث عن عمل اخر بواسطة احد أصدقائه، الذي كان يعمل في بنك الأمة العربية و الذي كان مسئول عنه "احمد حلمي باشا" مساعد الحاج "أمين الحسيني" ويضيف كنت انظم الشعر وقمت بنظم قصيدة إلى احمد حلمي باشا تقول:
من منقذ الأوطان من بلوائه .. ومطهر البلدان من أعدائه
غير الزعيم عطوفة الباشا .. الذي مازال يمشي في خطى آبائه

وبعد أن وصل الخطاب إلى عطوفته أرسل إليه ليعمل في البنك محاسبا، ولفت قائلا أن بنك الأمة عمل صندوقا خاصا من خلاله كان يقوم بشراء الأراضي الفلسطينية قبل أن تباع لليهود بالإكراه.

العمل الوطني
ويوضح أبو دلال أن أهالي طولكرم تحديدا كانوا دوما يتعرضون لانتهاكات اليهود، فكان هو آنذاك رئيسا لفيلق قتالي مؤلف ستين شخص يخرجون بالليل لحماية حدود المدينة من جهة 20 كيلو متر كل خمس أشخاص يحاربون معه.

ويستذكر أبو دلال انه برفقة زملائه كانوا يقومون بتعطيل تحركات سيارات الاحتلال يضعون المسامير على الطرقات لتمكن أهالي طولكرم من حماية حدود المدينة.

ويضيف انه إلى جانب النشاط الرياضي والعمل الوطني كانت قضايا المجتمع من ضمن اهتماماتهم، حيث كان مسرح ثقافي اجتماعي يهتم بكافة القضايا المجتمعية إلى جانب الفعاليات الرياضية كرة الطاولة والملاكمة إلى جانب توفير مكتبة للقراءة.

العمل في الأردن
ويقول الرياضي أبو دلال انه بعد نكبة 1948 ساءت أحوال البلاد فاضطر لمغادرتها وبمساعدة نشأت باشا المصري مسئول نادي اتحاد نابلس الذي كان يلعب له، بعد فريق جمعية العمال في طولكرم اصطحبه إلى الأردن حيث كان قائد الجيش الانجليزي(كلوب باشا) بحاجة إلى سكرتير يتقن اللغة الانجليزية عام 1950 ويؤكد أن مدير التوظيف في الجيش البريطاني آنذاك حسام المغني اصطحبه إلى المعسكر البريطاني واخبره بأن نظام التوظيف ثلاث أشهر تعيين وست أشهر احتياط، مبديا موافقته الأول ويضيف انه من خلال عمله أقام عدة مباريات لكرة القدم بين الهندسة وقيادة الجيش.

تألق مع الجزيرة
ومن أجمل ذكرياته مع نادي الجزيرة الأردني يوضح انه من خلال نادي الجزيرة شارك في عدة بطولات عربية خاصة بالأندية، منها بطل بيروت والتي حضرها الملك حسن والتي كانت بنتيجة 1/ صفر، وسوريا والقاهرة وتألق فيها حيث أرسل النادي العربي الكويتي لضمه إلى النادي وعرضوا عليه الجنسية الكويتية كي يلعب مع منتخبهم لكنه رفض ذلك.