|
كتب ناصر اللحام - الرئيس يريد اسقاط النظام
نشر بتاريخ: 13/02/2011 ( آخر تحديث: 14/02/2011 الساعة: 08:47 )
كتب ناصر اللحام - لم يشعر المصريون بالاهانة الا بعد ان قام الرئيس المصري محمد انور السادات بزيارة الكنيست ، فصار الاشقاء العرب يشتمونهم ويتهمونهم بالخيانة ، وطالت الشتائم الفلاح المصري البسيط قبل ان تطال السادات ، وجرى قهر المصريين وسحب مقر جامعة الدول العربية من عندهم ومحاصرتهم عربيا ومقاطعتهم في المحافل والدول الشقية الشقيقة . رغم ان كل عربي كان يتقرّب من المصريين ابان حقبة جمال عبد الناصر وحرب اكتوبر 73 وكان الفلاح المصري والعامل يهنأ من هذا المديح قبل السادات ايضا .
ونحن الفلسطينيون ، نحن الذين خضنا حرب التحرير ودخلنا انتفاضتين متتاليتين ، الاولى استمرت 7 سنوات وليس 7 أيام مثل ثورة تونس ، والثانية استمرت 11 عاما وليس 11 يوما مثل ثورة مصر ، نحن الان ندفع ثمن انحطاط المرحلة ، وبعد ان كان يمجّدنا الاشقاء العرب ويستقبلوننا بالاحضان والحفاوة في كل المطارات ، صار الاشقاء الاشقياء يشتموننا على كل فضائية وصرنا فاكهة الحديث لكل السكارى والانذال في بارات الهرطقة !!!! ورغم ازمتنا مع الاردن في بداية السبعينيات وقتالنا مع سوريا في تل الزعتر عام 1977 و" طردنا" من لبنان في 1982 ، ظلّ العرب يحتضوننا الى ان عض الاشقاء الكويتيون قلبنا في بداية التسعينيات بتهمة وقوف الزعيم عرفات الى جانب صدام حسين ، ورغم اننا كنا وسط انتفاضة مصيرية نازفة جرى طرد 600 الف فلسطيني من هناك ، حتى جاءتنا اوسلو فقضت على هيبتنا ومهابتنا ، وصرنا نسمع الشتائم باذاننا في دمشق وطهران وطرابلس وغيرها .ولكن هذا لم يشفع لنا, فقام الأشقياء في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين واحتلال امريكا للعراق , قاموا بالهجوم على حي الجامعات في بغداد بصواريخ الار بي جي فقتلوا من قتلوا ونهبوا منازل الفلسطينين واستولوا عليها وطردوهم الى البرازيل متناسين ان دبابات الجيش العراقي هي التي اجبرت الفلسطينين في جنين والناصرة بترك منازلهم عام 48 ونقلوهم على ظهر الدبابات الى بغداد - الى حين يقوموا مشكورين بتحرير فلسطين . ثالثة الاثافي كانت عندما وقع الانقسام في العام 2006 وصارت فضائيات المال الوفير والعباءات المطرزة تستضيف في كل يوم فلسطيني يشتم حماس وغزة ويتهمهم انهم عملاء لايران ، ويقابله فلسطيني يشتم رام الله ويتهمهم انهم خونة وعملاء لاسرائيل وامريكا . وصار يسهل شتمنا في كل واد ، وصرنا نجرد جردا في كل المطارات وعلى كل الحدود وكأننا ماعز جرباء في مراعيهم الخضراء !! الاعلام الحزبي الفلسطيني ساهم بجنون في ترسيخ مسلسل الشتائم واعلاء شأن الاسفاف الوضيع الى الفضائيات المتعطشة للفضائح ، ونبح الجميع علينا ، وبسبب حفنة من المسؤولين المستميتين على السلطة ، صارت سمعة الفلسطيني في الحضيض ، وهي عملية " تدمير ذاتي " مستمرة يواصلها مسؤولون اعلاميون فلسطينيون يجب معاقبتهم واسقاطهم عن مواقعهم لانهم لا يمثلون فلسطين ولا يمثلون رام الله ولا غزة بل يمثلون جشعهم الذاتي للشهرة وفقرهم الثقافي فقط .وأعتقد انهم لو يرشحون انفسهم لاية انتخابات لن يفوز احد منهم اساسا . والان جاءت ازمة مصر ، ويقول لي بعض الفلسطينيين في مصر ، ان بعض حواجز اللجان الشعبية وسواق الاجرة كانوا يشتمونهم بمجرد ان يعرفوا انهم فلسطينيون ، فاذا كان الفلسطيني من غزة قال له بعض " البسطاء المصريين " : انك ارهابي خائن ومعادي لمصر . واذا كان من الضفة قالوا له : انك ممن تنازلوا عن فلسطين مقابل حفنة من الدولارات الاوروبية . ولعل المواطن المصري البسيط الذي عانى من جرح الكبرياء وتعرّض للازدراء من الاشقاء الاشقياء العرب ، يمارس هو نفسه الان ازدراء واهانة للفلسطيني ، وانا لا الومهم على ذلك بل الوم الاعلام الحزبي الفلسطيني الذي يشتم ذاته كل يوم وكل ساعة . ومع استمرار الانقسام وضياع الورقة المصرية في مهب رياح ميدان التحرير ، هربت قيادة السلطة الى الامام ، الى المطالبة بانتخابات رئاسية وبرلمانية في شهر سبتمبر وانتخابات بلدية في شهر ايار ، فيما ترفض قيادة حماس الانتخابات ويعلن محللون مستقلون ان الامر سيزيد الانقسام ، وكأننا غير منقسمين بعد . وكم اعجبني هتاف جماهير مصر ( الشعب يريد اسقاط النظام ) لكن يعجبني اكثر ما يفعله ابو مازن على طريقة ( الرئيس يريد اسقاط النظام ) ، وانا اقول لنفسي ولغيري من المحللين ، فليسقط هذا الانقسام الفلسطيني ، ولتسقط كل الاقنعة ، ولتسقط حكومة هنية وحكومة فياض وليسقط الناطقون بلسان الاعلام الفلسطيني الحزبي وموظفو معلّبات الاعلام الفضائي الذين تسببوا لنا بهذه الشتائم ، فهذا الشعب الذي يقف في " ميدان تحرير فلسطين" منذ 11 عاما لانتفاضة الاقصى ، وقبلها 7 سنوات في انتفاضة الحجر ، يستحق قيادة افضل . ويستحق احزابا افضل ، ويستحق اعلاما افضل . |