وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رسالة الملتقى.. بقلم: فايز نصار

نشر بتاريخ: 13/02/2011 ( آخر تحديث: 13/02/2011 الساعة: 16:44 )
الحديث ذو شجون

لم ينفض السامر الاعلامي العربي، الذي نصبه لواء الرياضة الأخ ابو رامي حتى بعد مغادرة الوفد الاعلامي العربي لأرض الوطن .. لأن البذور التي زرعها هذا المحفل غير المسبوق، ستنجب قريبا جيشا من الاعلاميين الرياضيين الشباب، الذين سيحملون المشعل، مساهمين في تغيير قواعد اللعبة الاعلامية، من خلال ثورة على التقاليد المتكلسة، وترسيخا للمثل الاعلامية الرياضية الاصيلة.

ولا يختلف اثنان في كون الملتقى الاعلامي الرياضي العربي الاول شكل خطوة في الاتجاه الصحيح ، لأنه جمع لأول مرة الاعلاميين الرياضين من عشر دول عربية باشقائهم الفلسطينيين ... وجمع ايضا الاعلاميين الرياضيين الفلسطينيين من المحافظات الشمالية والجنوبية ، ومن القدس والجليل والمثلث والنقب ، اضافة الى ممثلين عن اعلاميي الشتات ، في مشهد من الوحدة الوطنية الحقيقية ، وضع معالمه الاعلام الرياضي في العهد الجديد ، في انتظار أن يفهم الخارجون عن النصّ كنه هذه الرسالة الوحدوية ، التي حملها المشاركون في الملتقى.

انها رسالة صادقة حملتها ميمونة ، التي جاءت من عمق الصحراء الافريقية ، من مورتانيا ... متجشمة مشاق السفر من بلد المليون شاعر ، الى فلسطين بلد المليون ثائر ، لتؤكد حميمية المشاعر .

انها رسالة حملتها بوعي وانتماء المصرية ميرفت ، التي تركت ميدان التحرير يغلي ،وجاءت الى بيت المقدس ، لأنها أدركت قيمة المظاهرة الاعلامية الرياضية على حفاف جدار الفصل ... وحملها ايضا التونسي الشاب عادل بوهلالي ، الذي يرك ابناء الخضراء الباهية يصنعون تونس الجددية ، معتذرا لان في فلسطين مهمة تتقدم على كل المهام الأخرى .

نعم .. انها رسالة تعبق بالود والعرفان حملها احفاد زايد الخير من الامارات ، فلبوا نداء رام الله في حج رياضي عربي خليجي أصيل ، ضم في سراياه الكويتي الشهم ابو فيصل ، والعلامة الفارقة لاعلام العرب الرياضي ، القطري محمد المالكي ، سفير العرب في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية ، مؤكدا ما عرفناه عنه ، وعن قلبه العاشق لفلسطين ، وصداقته التي لا تنتهي مع كل اهلها .

نعم .. انها رسالة الوفاء ، لمحتها في عيون ابن اليمن السعيد رائد عابد ، عندما انحبست الدموع في مقلتيه ، وهو يتصفح عينات من معاناة الرياضيين الفلسطينيين في خليل الرحمن ، وفي مخيم الامعري ، وعلى حواجز القهر المتكاثرة في كل مكان ... رسالة لمحتها نبيلة في انفاس نائب رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية ، المغربي بدر الدين الادريسي ، الذي بحث عن اول صندوق تبرعات ، ليضع فيه – خلسة - مبلغا ماليا رمزيا ، يعبر عن استعداد السلطة الرياضية العربية الرابعة للوقوف الى جانب شعب فلسطين في السراء والضراء .

انها رسالة غالية ، جسمها بجلاء قائد الفيالق الاعلامية الافريقية بلعيد بوميد ، المغربي الذي اختصر رحلة الشتاء الى فلسطين ، برسم كاريكاتوري يظهر قائد الزحف الاعلامي الرياضي نحو أكناف بيت المقدس ، الاعلامي العربي الكبير محمد جميل عبد القادر ، مشيرا باصبع الاتهام لجندي محتل ، قائلا : لقد جئنا الى هنا لزيارة الشعب الأسير ، لا لمباركة أعمال المفسدين في الارض .

نعم .. انها رسالة النخوة والنصرة ، حملها كبير العائلة الاعلامية العربية والاردنية ، الاخ ابو طارق ، الذي قاد كتيبة من الاعلاميين الفدائيين ، الذين عرفنا نضالاتهم الرياضية من اجل فلسطين ، من خلال حفرهم بالأظافر ثقوب الغد ، التي ستمحي ليل السجان ، وتسير قدما نحو شمس الحرية والعدالة والاستقلال .
انها رسالة الوحدة العربية – فعلا لا قولا – نجح في ايصالها اعضاء الوفد الاعلامي العربي ، الذين عادوا الى بلادهم يحملون جملة من الرسائل ، التي ستحدث انتفاضة في الصحافة الرياضية العربية ، وتصحيح المفاهيم حول كثير من القضايا العالقة ، وخاصة ما يتعلق بكون الزيارة تطبيعا مع الفلسطينيين ، لا مع المحتلين .

انها رسالة متبادلة ، أكدها كل من حضرالملتقى ، وسيتحدث هؤلاء عنها لرفاقهم من الاعلاميين الرياضيين العرب ، الذين ترددوا في الحضور ، على امل أن ينضم الجميع للتظاهرة القادمة ، لأن الملتقى سيتحول الى موسم سنوي باذن الله .

وسيتسع قلب فلسطين الطيب ، متلمسا الاعذار لمن لم يحضروا ، ولكن كيف لقلب فلسطين أن يغفر لمن فضلوا القعود مع "الخوالف " من الاعلاميين الرياضيين الفلسطينيين ، الذين آثروا عدم حضور الملتقى ، رغم كونهم على مرمى حجر من القاعة التي احتضنت الفعاليات ، ورغم أن بينهم من لم يتوقف يوما عن النضال ببسالة ، للمشاركة في الملتقيات خارج الوطن ... الأكيد أن فلسطين لن تسامح الا اصحاب الفلاجات ، الذين منعهم القدر من الحضور .

التحية ..كل التحية لاسرة الاعلام الرياضي العربي ، وهي تسبق الاعلام السياسي للاطلاع بواجب النصرة ، والشكر .. كل الشكر لفرسان الصحافة العربية ، الذين شرفوا البلاد ، رغم أنف الجلاد ، مفضلين المشاركة في المقاومة الرياضية من المواقع المتقدمة ، على السياحة الرياضية في بلاد " الرولكس" .
والحديث ذو شجون